قالت ماري توماس الثمانينية إنها "سئمت" من فيروس كورونا المستجد وهي تستعد لدفع ثمن بطاقات المعايدة التي اشترتها من متجر في وسط لندن تزينه كرات عيد الميلاد المتلألئة والشرائط الملونة، قبل بدء تنفيذ تدابير العزل الثاني في انكلترا الخميس. مثلها، يقبل عملاء آخرون على شراء مستلزمات وإكسسوارات العيد قبل إغلاق المتاجر غير الأساسية لمدة أربعة أسابيع، في إطار تدابير الاحتواء الجديدة التي اتخذتها حكومة بوريس جونسون المحافظ لوقف الموجة الثانية من كوفيد-19. قالت ماري توماس وقد بدا الانزعاج على وجهها الذي غطته بقناع واق وفق الإرشادات الرسمية، "عندما تنتهي تدابير الاحتواء، لن نكون قد تخلصنا من الفيروس. فلم كل هذا؟". وأضافت مشيرة إلى البطاقات الموجودة في سلتها: "أقوم بالتسوق لعيد الميلاد، لأن (المتاجر) ستغلق ولا يمكننا الذهاب إلى أي مكان بعد الأربعاء". وتابعت قائلة: "نأمل مع هذا أن نتمكن من الاحتفال بعيد الميلاد"، موضحة أنها تنوي الاحتفال بهذا العيد الذي ينتظره البريطانيون مع جميع أفراد عائلتها، بمن فيهم أحفاد أحفادها. وأضافت: "قلت لابنتي: بابا نويل يجب أن يأتي دائمًا لزيارة الأطفال، أليس كذلك؟ يجب أن نواصل عيش حياتنا". وعبر مشتر آخر يُدعى أندرو اكتفى بذكر اسمه الأول، عن الشكوك نفسها حول فعالية الاحتواء فيما كان يتأمل كرات عيد الميلاد. قال أندرو "أنا أعارض ذلك بشدة، وبصراحة تامة، أعتقد أن هذا الوضع برمته قد تم تضخيمه كثيراً لدرجة تستعصي على الفهم. باختصار، هذا يدمر اقتصاد البلاد تماماً". من الخميس وحتى 2 كاون الأول/ديسمبر، سيتعين على المتاجر غير الأساسية إبقاء أبوابها مغلقة بينما ستتمكن المطاعم والحانات والمقاهي فقط من تقديم الطلبات الخارجية أو خدمات التوصيل. فقد طُلب من الناس في إنكلترا العمل من المنزل والبقاء في منازلهم وعدم التنقل إلا لأسباب محددة، مثل ممارسة الرياضة البدنية. وعلى عكس الإغلاق الأول الذي فُرض في نهاية شهر آذار/مارس ورُفع تدريجياً خلال الصيف، ستظل المدارس مفتوحة. وحذرت كونفدرالية شركات الأعمال الاثنين من أن فرض العزل مرة أخرى على انكلترا يمكن أن يغرق البلاد مجدداً في الركود وسيكون "مدمراً حقًا" للاقتصاد البريطاني المنهك بالفعل بسبب الجائحة. وتحدث اتحاد تجار التجزئة البريطانيين عن "كابوس قبل عيد الميلاد" وحذرت جمعية الأعمال الليلية التي تمثل الحانات والنوادي الليلية على وجه الخصوص، من "كارثة مالية". في شارع أكسفورد ستريت، شريان التسوق الرئيسي في وسط لندن، أنيرت أضواء عيد الميلاد الاثنين على الرغم من كل شيء، لكن غابت الحشود التي تملأ في العادة الشارع في مثل هذا الوقت من السنة. وكل أسبوع، يُعرض في الشارع اسم "البطل" الذي يختاره الجمهور لما قدمه من مساعدة للآخرين خلال الوباء. وقريباً منه، في شارع ريجنت ستريت، تصدح من متجر هامليز الضخم للألعاب الذي يبلغ عمره أكثر من 200 عام أغنية من أحد أفلام ديزني بينما يستقبل موظفون يرتدون ملابس حمراء العملاء راقصين على أنغام الموسيقى. قالت أماندا كروك، وهي أخصائية للعلاج بالتدليك تبلغ من العمر 48 عامًا وهي تحمل حقيبة ممتلئة بالهدايا لابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات، إنها فوجئت بالعدد القليل للزبائن. وقالت "إنه لأمر محزن أن نرى المتاجر فارغة. لم أزر لندن منذ فترة طويلة. إنه أهدأ وضع رأيته في حياتي". ومع ذلك، قالت إنها تؤيد تدابير العزل "إذا كانت ستنقذ حياة الناس". وقالت المحامية لوسي جيمس البالغة من العمر 35 عامًا بعد أن التقطت صورة لابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات خارج متجر ليبرتي الفاخر، إن عيد الميلاد لن يحمل طابعاً استهلاكيًا هذا العام بعد أن أصاب الفيروس أيضاً محفظة كثير من الناس. وأضافت "أعتقد أن هذا العام سيكون عيد الميلاد أصغر، مع نفقات أقل" لأن "الجميع واجهوا أوقاتًا عصيبة". وتابعت "هذا ما يتعين علينا فعله، أن نعيش بوتيرة أبطأ ونأمل في دخول عالم أفضل بكثير مع حلول العام الجديد".
مشاركة :