حينما يتحدث معك شخص عاشق ومحب للعبة ويعتبر أحد قدامى الإداريين المتخصصين في لعبته التي يعشقها، فإن الحديث يكون نابعًا من القلب وخرج بحسرة المحب، هذا ما لمسته خلال لقائي مع إداري كرة السلة المخضرم وأحد أقدم المتابعين لها من خلال تواجد يومي في صالة السلة، وهو اللاعب السابق وأحد المتابعين للعبة، «أبو حيدر» الغني عن التعريف، فيكفي أن تذكر اسمه حتى تسمع الإشادة بأخلاقه الفاضلة وحرصه على التواجد مع أي فريق من فرق نادي المنامة لكرة السلة مواصلاً عطاءه ومحبته للعبة منذ أن كان لاعبًا في فريق الشعاع، أحد الأطراف الرئيسة لدمج نادي المنامة حاليًا. شعرت بحسرة في قلب «أبو حيدر» وهو يتحدث عما يحدث حاليًا في كرة السلة خلال السنوات الأخيرة من تاريخ اللعبة بوجود ظاهرة غريبة دخلت علينا وعلى اللعبة، حيث أصبحت المادة والنواحي المالية هي العنصر الرئيس في انتقالات اللاعبين من نادٍ لآخر دون مراعاة لناديهم الذي تربوا فيه وأعدهم حتى وصلوا للمستوى الذي أصبح سمة فيما يقارب العشرين لاعبًا!. «أبو حيدر» أعرب عن أسفه الشديد لما يحصل حاليًا في الأندية الكبيرة والقادرة على رصد ودفع المبالغ المالية الكبيرة للاعبين الذين أعتقد بأنهم ومن خلال تجارب ميدانية أصبحوا هم المسيطرين على الأندية، فتنقل العديد منهم كمحترفين في عدة أندية خلال السنوات الأخيرة، وقد يعتبر ذلك حقًا من حقوقهم إلا أن ذلك أسهم مساهمة كبيرة في حرمان اللاعبين الشباب والناشئين من الصعود للفريق الأول واللعب مع الكبار وهم الذين نسعى لإعدادهم الإعداد السليم، وبالتالي نخسر جهودهم ميدانيًا ويصابون بخيبة أمل قوية في عدم الوصول لدوري الكبار، فبدأنا نفتقد تألق هؤلاء اللاعبين الذين تألقوا في ملاعبنا واستطاعوا المساهمة مع أنديتهم في تحقيق العديد من البطولات والإنجازات. وطالب الخبير السلاوي وعاشق كرة السلة البحرينية، الأندية بضرورة إيقاف مثل هذه الخطوات والعودة من جديد للحرص على تقديم المواهب الرياضية التي نعتز بها ونقدر دورها، لما فيه خير وصالح كرة السلة البحرينية التي شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
مشاركة :