الظواهر الإعلامية المصاحبة للانتخابات الأميركية 2020

  • 11/4/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحياناً، تُقاس الظواهر الإعلامية بشكل كمي (بالأرقام) الأمر الذي يتيح للراصد والمحلل وضع الافتراضيات والحلول بدقة أكبر. فعلى سبيل المثال، منذ يناير 2017، ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب مصطلح "الأخبار المضللة" أكثر من 2000 مرة في خطاباته السياسية الأمر الذي يثير استفهامات حول هذه المعضلة في عصر مواقع التواصل الإجتماعي، ليس على المستوى الأميركي فحسب، بل عالميًا.  تداولت مختلف وسائل الإعلامية أخبارا عن تعامل الحكومة الأميركية مع فيروس كورونا، ورغم أن الصحفيين حذرين في طريقة تغطيتهم للرؤساء آخذين بعين الاعتبار احتمالية ترشح أيا منهما، إلا أن بعض هذه الأخبار أخذت نبرة ناقدة جدا، وصفها ترمب بأنها مضللة. وفي المقابل فإن سياسيين من اليسار الأميركي وصفوا وسائل إعلامية مقرّبة من دونالد ترمب بالأمر نفسه. هذه الظاهرة الإعلامية التي بدأت منذ 2017 واستمرت للآن، وانخرطت فيها مختلف وسائل الإعلام الدولية الكبرى، تسببت في التشكيك بنزاهة الإعلام على مستوى الداخل الأميركي، وتم تحليلها في دراسة مطولة من قبل معهد رويترز للصحافة التابع لجامعة اكسفورد، ووجدت الدراسة بأن هناك بالفعل انخفاض مستوى ثقة الناخب الأميركي في الإعلام الأميركي من 38% في 2017 الى 29% هذا العام، بعد أن ظهرت ممارسات إعلامية جديدة في الفضاء العام الأميركي خلال السنوات القليلة الماضية. ما يجعل ممارسات التضليل الإعلامي أكثر تعقيدا هو وجود مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أصبحت الانتخابات الأميركية هي حديث الساعة في المنصّات الرقمية في مختلف الدول، وقد أبدى مستخدمين مواقع التواصل الإجتماعي في الصين وايران وروسيا على سبيل المثال، اهتماماً بالانتخابات الحالية لا يقل عن اهتمام الأميركيين أنفسهم، وفقاً تقرير صادر عن Nieman Foundation for Journalism في جامعة هارفرد . كما وج التقرير بأن تعاطي إعلام كل دولة مع الانتخابات الأميركية لم يخلوا من تضليلا ولكن وفقاً للتقرير فإن الحسابات الإيرانية في مواقع التواصل الإجتماعي كانت هي الأكثر حدة في نقدها ونشرها للأخبار المضللة عن الناخبين الأميركيين، وتحديدا عن ترمب تحديدا. ما يمكن قوله من وجهة نظر اتصالية أن التضليل الإعلامي موضوع يؤرق كثير من المحللين والأكاديميين والباحثيين الإعلاميين تجاه تغطية وسائل الإعلام الدولية الكبرى للانتخابات الأميركية الحالية، لاسيما ممن يسعون لوضع حلول ومعايير تهدف لجعل التغطية الإعلامية لهذه الأحداث الكبرى متزنة وموثوقة. 1

مشاركة :