تتشرف المملكة يوم الحادي والعشرين من الشهر الجاري بافتتاح قمة "العشرين الكبار" G20.. في الرياض كأول دولة عربية تحظى باستضافة هذه القمة الأكبر لرؤساء دول العالم في دورتها الخامسة عشرة والتي تركز على إصلاح سياسات العالم الاقتصادية حيث الأهمية التي تحظى بها دول المجموعة التي تجمع أقوى اقتصادات العالم التي تؤدي دوراً رئيساً في الاقتصاد العالمي، حيث إنها تشكل 66 % من سكان العالم، ويملك المشاركون فيها نحو 85 % من إجمالي الإنتاج العالمي. وتصل حصة دولها إلى 75 % من إجمالي التجارة العالمية. كما تسيطر دولها على نحو 80 % من حجم الاستثمار العالمي. فمنذ تأسيس مجموعة الـ20 التي ينتمي أعضاؤها من مجموعة الدول الثماني و11 دولة من الاقتصادات الناشئة بجانب الاتحاد الأوروبي الذي يمثل العضو ذا الرقم "عشرين"، كان تأسيسها يوم الخامس والعشرين من سبتمبر العام 1999 في العاصمة الأميركية واشنطن وذلك من أجل تحقيق الهدف الأسمى "ازدهار حياة الإنسان على هذه المعمورة". ولعل الجانب الرئيس في تحقيق الهدف الأسمى للمجموعة هو التعاون بين اقتصادات العالم لتعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، لتضم مجموعة العشرين بجانب الدول الرئيسة ودول الاتحاد كلاً من المؤسسات التالية المعنية بالاقتصاد العالمي مباشرة، يريتون وودز والرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي واللجنة النقدية والمالية ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. كل ذلك الحشد معني بتحقيق نجاحات ترى برهانها على خارطة اقتصادات العالم. ولعل اللافت أن كل دورة انعقاد تحاول الدول المستضيفة جعل بصمتها هي الأبرز من سابقاتها.. لذا كانت الدورة السابقة في أوساكا اليابانية الأميز حين تحدت اليابان التوترات الجيوسياسية وتجاوز مشكلة اتفاق المناخ الموقع في باريس العام 2015، وحرصت خلال فترة رئاستها لهذه القمة على اكتشاف القواسم المشتركة بين الدول الأعضاء وركزت على ما يجمع بين دول مجموعة العشرين إلى مقاربة تدفع بالبشرية إلى الأمام. وكان رئيس الوزراء الياباني قد أكد في ختام الدورة رقم "14" لمجموعة الكبار أن المملكة ستقدم الأفضل في الدورة القادمة لاسيما ورؤية المملكة 2030 ووضوح السياسات السعودية في جميع النواحي واحترام العالم لها. ولا غرو أن المملكة اليوم تحمل على عاتقها الحلول ومواجهة الجائحة التي لم يحل بالعالم مثيل لها، وهو الأمر الذي دفع بسيدي خادم الحرمين الشريفين للدعوة لعقد القمة الافتراضية العام المنصرم يوم 26 مارس 2020 برئاسته - يحفظه الله - لمناقشة سبل المضي قدماً في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي. تحتل السعودية بفخر المرتبة الثالثة بين دول مجموعة العشرين G20 من حيث الاحتياطيات الأجنبية بـ505.1 مليارات دولار "1.9 تريليون ريال"، بعد كل من الصين واليابان، وهذا يدعو الجميع لأن ينصت ويتبع كثيراً من تجارب المملكة الاقتصادية التي جعلتها تتربع على احتياطيات أجنبية تعادل 6.2 % من الاحتياطيات الإجمالية لدول المجموعة. وكما هو معروف فإن احتياطيات الدول من العملات الأجنبية، تساعدها على دعم العملة المحلية، كما يمكن الاستعانة بها في حالة الطوارئ والأزمات الاقتصادية للدول. ولعل الإشارة إلى اعتماد أكثر من ست مئة بحث للجان فرعية ستقدم مقترحاتها ونتائج دراساتها للقمة في شتى المجالات التي تعنى بالمستقبل و"مستقبل المستقبل" وهو عدد كبير جداً فاق ستة أضعاف ما تم اعتماده في قمة أوساكا باليابان. خاتمة: قمة "العشرين الكبار" نجاح سعودي باهر قبل أن تبدأ.. ليس عنواناً لقمة بل واقعاً لها قبل أن تبدأ، ولعل رحمة الله بالعالم أجمع أن قيض للبشرية ملكاً يحمل هم الإنسان دون تمييز، فقدم من المبادرات السخية في القمة الافتراضية التي خصصت للجائحة وقاية ومعالجة وحماية ما يجعل المملكة أهلاً لترؤس المجموعة في دورتها الأهم على الإطلاق بسبب الجائحة العالمية. ضربة حرة التاريخ يقول ويكرر اليوم: المملكة حينما تنادي البشرية تسبق أفعالها الأقوال.
مشاركة :