ألقت تداعيات جائحة كورونا بظلالها على الاحتفال بالذكرى الـ98 لاكتشاف مقبرة وكنوز الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، والتي توافق 4 نوفمبر من كل عام، وغابت مظاهر الاحتفال بالمناسبة، التي جعلت منها محافظة الأقصر التاريخية بصعيد مصر عيدا قوميا لها، جراء تراجع أعداد السياح وإجراءات مكافحة الفيروس. وقال رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية محمد عثمان إنه رغم غياب المظاهر الاحتفالية فإن ذكرى اكتشاف مقبرة وكنوز الملك توت عنخ آمون، على يد المستكشف البريطاني هوارد كارتر، تبقى مناسبة وحدثا عالميا مهما، "كون ذلك الاكتشاف من أعظم الاكتشافات الأثرية التي شهدها العالم عبر التاريخ". وبحسب عثمان، كانت مدينة الأقصر تشهد في تلك المناسبة حالة من الزخم الثقافي والسياحي والفني، تتمثل في إقامة كرنفالات فلكلورية، وعروض للبالون الطائر (المنطاد) في سماء المدينة، إلى جانب عروض مائية وسط نهر النيل، وندوات ومؤتمرات تناقش الجديد في علوم المصريات، لكن تداعيات جائحة كورونا غيبت معظم تلك المظاهر الاحتفالية. وأوضح أن مصر كانت بانتظار موسم سياحي غير مسبوق، وحتى 6 مارس الماضي كانت جميع المؤشرات تدل على أن قطاع السياحة المصرية مقبل على موسم سياحي واعد، "لكن الجائحة حولت تلك الوعود المبشرة إلى حالة من التراجع السياحي غير المسبوق"، مضيفا أن الغاء المعارض السياحية الدولية، مثل بورصة برلين السياحية ومعرض الفيتور السياحي في مدريد، زاد معاناة القطاعات السياحية بمختلف الدول، بجانب امتداد سياسة الإغلاق في معظم بلدان أوروبا. وكان العالم، في 4 نوفمبر 1922، أي قبل 98 عاما، مع حدث أثري هو الأكبر من نوعه، وفي صباح ذلك اليوم وبينما كان المستكشف البريطاني هوارد كارتر (1873 - 1939) يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك، الغنية بمقابر ملوك مصر القديمة، في البر الغربي من مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، موفدا من قبل اللورد البريطاني هربرت إيرل كارنافون (1866 - 1923)، عثر على أول عتبة حجرية قادته إلى اكتشاف مقبرة وكنوز الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، وهو الاكتشاف الذي نقل مصر إلى العالم، ونقل العالم إلى مصر. وعثر كارتر وقتها على المقبرة وكنوزها كاملة، دون أن تصل لها يد اللصوص طوال أكثر من 3000 عام، واحتوى الكنز الأثري الذي عثر عليه داخل المقبرة على مقاصير وتوابيت وتماثيل ومجوهرات وأثاث ذهبي ومحاريب وأوانٍ من الخزف.
مشاركة :