ألو دكتور- التهاب المفاصل والتدخل الجراحي

  • 11/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعاني التهاب المفاصل منذ سنوات، ويسبِّب لي إزعاجاً كبيراً في كاحليّ. أفكّر في جراحة استبدال الكاحل، إلا أنني قرأت أنها تحمل مخاطر شتى. كيف يحدِّد الجراحون مَن يُعتبر مرشحاً جيداً لهذه الجراحة؟ وكم تستغرق فترة التعافي؟ أنا في الثامنة والخمسين من عمري ولا أعاني مشاكل صحية أخرى. جراحة استبدال الكاحل عملية معقدة، لا يلجأ إليها الطبيب عادةً إلا بعد استنفاد الخيارات الأخرى كافة. من الضروري أن تراجع بدقة حالتك مع طبيبك كي تحددا ما إذا كنت مرشحاً جيداً لهذه الجراحة، فهذه خطوة بالغة الأهمية. أما عملية التعافي الكاملة، فقد تستغرق سنة. يبدأ علاج التهاب مفصل الكاحل غالباً بتناول مسكنات الألم، كمضادات الالتهاب، واستخدام رباط أو أداة دعم، والعلاج الفيزيائي الذي يقوي العضلات المحيطة بمفصل الكاحل. علاوة على ذلك، تقدّم خطوات مثل حقن الكورتيزون أو المواد المزلّقة بعض الراحة للمريض. أما إذا لم تساهم هذه التدابير في الحد من ألم التهاب مفصل الكاحل وغيره من أعراض، فتصبح الجراحة خياراً ملائماً. ينصح الأطباء عادةً بنوعين من الجراح: لحم مفصل الكاحل أو استبداله. عند لحم الكاحل، يوثق الجراح عضلات الكاحل المتضررة معاً بواسطة براغٍ وصفائح معدنية. وخلال عملية التعافي، تلتحم العظام معاً لتشكّل عظمة واحدة. تنجح هذه الجراحة عادةً في تخفيف ألم التهاب المفصل، إلا أنها تحدّ في الوقت عينه من قدرة الكاحل على الحركة. وللتعويض عن ذلك، تُضطر المفاصل المجاورة إلى التحرك أكثر، ما يزيد خطر تعرضها لالتهاب المفاصل. جراحة لحم مفصل الكاحل أكثر شيوعاً من استبداله لأنها تدوم أطول عموماً ولا تتطلب الحد من النشاط على الأمد الطويل. لذلك ينصح الأطباء المرضى الأصغر سناً بها لأن نمط حياتهم أكثر نشاطاً. في جراحة استبدال الكاحل، يُزيل الجراح أطراف العظم المتضرّر ويستبدل بها مفصلاً مصنوعاً من البلاستيك والمعدن، يساعد الكاحل في الحفاظ على حركته، ما يحدّ من خطر تعرض المفاصل المجاورة لالتهاب المفاصل. لكن هذه الجراحة تحمل مخاطر أكبر، مقارنة بلحم المفصل. كذلك قد لا تدوم النتائج في حالة البعض بقدر ما ينعم به مَن يخضعون للحم الكاحل. في المقابل، تمنح جراحة استبدال الكاحل المريض قدرة أكبر على الحركة. وإذا كان المريض ملائماً، فقد تشكّل هذه الجراحة أفضل خيار. ينصح الأطباء عموماً بجراحة استبدال الكاحل لمن تخطوا الستين من العمر، ولا يمارسون نشاطات عالية الحدية كالركض، ولا يعانون زيادة في الوزن. ولكن لا تُعتبر هذه الجراحة خياراً جيداً إن كنت تعاني ضعفاً في أربطة الكاحل، وخللاً في اصطفاف عظم هذا المفصل، أو تلفاً في الأعصاب ناجماً عن الداء السكري أو أية حالة طبية أخرى. بعد الخضوع لجراحة استبدال الكاحل، يوضع هذا المفصل في جبيرة وتُضطر إلى استخدام عكازَين. وتعجز طوال أسابيع عن تعريض الكاحل لأي ضغط. عليك بعد ذلك الخضوع لعلاج فيزيائي والانتقال تدريجياً إلى نشاطات تشمل حمل وزن الجسم. يحتاج معظم المرضى إلى نوع من الجبائر أو الأربطة على الكاحل لثلاثة أشهر على الأقل. وقد تمرّ سنة بعد جراحة استبدال الكاحل قبل أن تستعيد نشاطاتك الطبيعية بالكامل. تعتمد جراحة استبدال الكاحل على نمو العظم في المفصل الاصطناعي كي يتمكّن المفصل الجديد من العمل بفاعلية. وإذا لم يحصل ذلك، يتعرّض المريض لمضاعفات بالغة الأهمية تشمل ضعف الكاحل، وتيبسه، وعدم ثباته، فضلاً عن ارتخاء المفصل الاصطناعي أو انخلاعه بمرور الوقت. وإذا حدثت أي من هذه المشاكل، على المريض الخضوع لجراحة جديدة بغية استبدال المفصل الاصطناعي أو إزالته وربما لحم الكاحل بدلاً من ذلك. قبل أن تتخذ قرارك بشأن جراحة استبدال الكاحل، راجع خياراتك العلاجية مع طبيبك. وتذكّر أن سنك، وتاريخك الطبي، ونمط حياتك، وعلاجات التهاب المفاصل التي اتبعتها تساهم كلها في تحديد ما إذا كانت هذه الجراحة ملائمة لك أو ما إذا كان خيار علاجي آخر أفضل في حالتك.

مشاركة :