تخشى الدوائر السياسية في واشنطن، أن يبدأ الصراع على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في الشوارع والمحاكم، خلال الساعات القليلة المقبلة.بينما أكد السفير ديفيد بولوك، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أنه من الصعب إعلان نتيجة الفائز في الانتخابات الأمريكية اليوم.وقال السفير «بولوك»، إن هناك مشاركة كبيرة من المواطنين للتصويت في الانتخابات الأمريكية، وسط حالة من الاستقطاب داخل الشعب الأمريكي، وهناك ملايين من الناخبين صوتوا عبر البريد وهذا يحتاج إلى وقت أكبر.ومن المتوقع استمرار التوتر السياسي الداخلي الأمريكي ولكن لن تحدث فوضى واشتباكات واسعة، وأتوقع حدوث تغيير سريع تجاه ايران في حالة تغير الإدارة الأمريكية.زيادة غير مسبوقة في عدد «الأصوات البريدية»في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية، يصوت ملايين الأمريكيين بالبريد أكثر من الانتخابات السابقة، وقد يستغرق فرز الأصوات البريدية مزيدا من الوقت، ولن تبدأ بعض الولايات الفرز حتى يوم الاقتراع ـ 3 نوفمبر/ تشرين الثاني ـ لذلك سيكون هناك بالتأكيد تأخير في بعض النتائج.وبسبب هذه الزيادة غير المسبوقة في عدد الأصوات البريدية فقد ينتهي الأمر بهزيمة المرشح الذي تقدم في وقت مبكر مع فرز الأصوات البريدية أو الشخصية، لذلك يحذر الخبراء من الاعتماد على الأرقام الحالية.السباق لن يحسم قريباومع استمرار مفاجآت الانتخابات الأمريكية 2020 فإن السباق لن يحسم قريبا بعد تأجيل إعلان الفائز فى ولايات «ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا»، ويؤكد مسئولو الانتخابات في الولايات الثلاث، أنهم لن يعلنوا عن الفائزين في ولاياتهم الليلة، مما يعنى أن الانتخابات لن تحسم اليوم وسيكون أسبوع انتخابات طويلا، حيث اتجه السباق الرئاسي إلى الغرب الأوسط، وفقا لصحيفة «الغارديان»البريطانية.وكان من المتوقع أن يستغرق عدّ الأصوات وقتا أطول من المعتاد هذا العام، نظرا للتصويت عبر البريد، حيث صوت الملايين مبكرا عبر البريد بسبب أزمة وباء كورونا، وانتقد ترامب قرار تأجيل إعلان النتائج فى بعض الولايات فى فعاليته الانتخابية، معتبرا أنه سيسمح بالغش والتزوير.أكثر من 82 مليون صوت عبر البريدومن المتوقع على سبيل المثال في ولاية ميشيغان، وهي ولاية رئيسية متأرجحة، أن يصوت نحو ثلاثة ملايين ناخب عبر البريد،وعلى الرغم من ذلك، ونظرا لعدم استطاعتهم بدء عملية فرز الأصوات البريدية إلا بعد الساعة السابعة صباحا من اليوم التالي للانتخابات، فقد يستغرق الأمر أياما حتى تعلن ولاية ميشيغان النتيجة. وهذا على افتراض عدم اللجوء إلى إعادة فرز الأصوات.ويذكر انه في الانتخابات الأمريكية عام 2016، صوت 33 مليون أمريكي بالبريد، بيد أن هذا العام، وبسبب جائحة فيروس كورونا، طلب 82 مليون ناخب التصويت عبر البريد. ولا تزال العديد من الولايات تكافح من أجل إلغاء قوانين يعود عمرها إلى عقود، وتحدد متى يمكن فتح التصويت البريدي، وكيفية إدارته، وفرز الأصوات التي جاءت من خلاله.وتشير بيانات التصويت إلى أن تصويت الديمقراطيين عبر البريد يفوق عدد الجمهوريين، بينما من المرجح أن يصوت الجمهوريون بالحضور شخصيا في يوم الاقتراع نفسه.تحديات قانونية تدفع لتأخير إعلان النتيجةويخشى كثيرون من أن تواجه الولايات تحديات قانونية بشأن بطاقات الاقتراع المرفوضة، مما يؤدي إلى مزيد من تأخير إعلان النتيجة، ويعد السبب الأكثر شيوعا لرفض بطاقات اقتراع هو وصولها بالبريد بعد فوات الأوان وعدم إدراجها في عملية الفرز، فضلا عن أسباب أخرى مثل توقيع غير مقروء أو فقدان مظروف سري ثان.وخشى بعض الديمقراطيين أن يتجه ترامب لإعلان فوزه الليلة حال حقق مكاسب انتخابية فى ولايات حاسمة، وهو ما لم يحدث حيث ظل السباق متقاربا للغاية، ولن يفوز أى رئيس بأغلبية ساحقة.المواجهات في الشوارع والمحاكم تقرر من سيكون سيد البيت الأبيضومن جانبه، يتوقع المحلل السياسي والخبير الروسي،غينادي بيتروف، أن تقرر المواجهات في الشوارع والمحاكم من سيكون رئيس أمريكا، ثم يقرر الغالبون في الكونغرس مصيره.وقال « بيتروف»، إن التنبؤات بانتخابات الكونغرس، التي تجري بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، لا تبشر الجمهوريين بالخير، ويتفق الخبراء على شيء واحد فقط: إذا فاز الديموقراطيون، فمن غير المرجح أن يحصلوا على أغلبية 67 صوتا اللازمة لعزل رئيس الدولة من منصبه.وبينما يرى كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف، أن نتيجة كفاح ترامب من أجل الاعتراف بفوزه، والذي يرجح أن يبدأه بعد الـ 3 من نوفمبر، سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان الجمهوريون سيحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ أم لا، فإذا احتفظوا، سيقولون لزعيمهم أن لا يصخب أكثر من اللازم ولا يتباهى ولا يفعل كل شيء للبقاء في البيت الأبيض. لكن إذا خسر الجمهوريون مجلس الشيوخ، فإنهم بالطبع سيدعمون ترامب.السيطرة على مجلس الشيوخويؤكد « فاسيليف»، أن السيطرة على مجلس الشيوخ في الكونغرس، لمدة عامين قبل الانتخابات القادمة، سوف تتيح للديمقراطيين فعل الكثير. فهم، قبل كل شيء، سوف يصلحون المحكمة العليا، سوف يوسعون تشكيلها على حساب القضاة الليبراليين. وعندها سيفقد الجمهوريون السلطة تماما.
مشاركة :