حول دعوة شيخ الأزهر تحريم القتل بين السنة و الشيعة ...!!

  • 8/13/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

عّرفٓ الفقه الإسلامي الشهادة في أسباب ، و لكن يبدو أن تلك التعريفات التليدة لم تعد تناسب مع أسباب الشهادة في وقتنا الراهن الذي اصبح قتل أنسان مسلم لإنسان مسلم أسهل من ذبح دجاجة او قتل فأرٍ ، فهذا داعش يقطع الرقاب و يجز الرؤوس و يحرق الاجساد و يصعق الابدان و يغتصب الحرائر و ينتهك المحارم في بيوت آمنة كل ذلك يحدث باسم ألأسلام و الشرع الحنيف و في سورية حرب تآمرية أفتعلوها منذ خمس سنوات و لا زالت ألة القتل الجهنمية تحصد الأرواح و تسحق الابدان و قد تستمر لسنوات أخر ، و القتلى من كلا الجانبين من النظام و من المعارضة سوريون مسلمون ، و كل يدعي لقتلاه الشهادة ، و في اليمن أذا قُتِل حوثيون على يد قوات التحالف قيل عنه عدو ، و أذا ُقتل من جانب قوات التخالف جندٌ قيل عنه شهيد مع أن الجيشان جنودهما مسلمون و يمينيون أو عرب خليجيون ، و مثل هذا يحدث في ليبيا قتال طوائف و قبائل عودةٌ ألى عصر الظلمات و الصراع على المراعي و الماء ، فهل قتلى جنود النظام السوري شهداء ذاهبون ألى الجنة و قتلى المعارضة في النار، أو هل الحوثيون القتلى في النار و قتلى التحالف في الجنة أو العكس ، و هل و هل ، أسئلة لعلها محيرة ، مٓن القتيل و مٓن القاتل و مٓن الشهيد الذاهب ألى الفردوس الأعلى و من الذاهب الى السقر و في النار الأبدية ...؟؟!! لعلي أكبر روح فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب حرصه على دعوة علماء السنة و الشيعة للالتقاء في الأزهر الشريف على مائدة واحدة و أصدار فتاوى مشتركة تُحرم قتل السني للشيعي و قتل الشيعي للسني ، هذه الدعوة الكريمة لئن أتت من أستشعار فضيلته جراء الوضع المأساوي الذي تعيشه الأمة المسلمة ، ألا أنها من المؤكدة أنها ليست الدعوة ألاولى و لا باللقاء الأول أن تم ، فالدعوات تكررت منذ أن نكبت هذه الأمة بالنكبات و الخلافات و الاختلافات ، حيناً خلافات مذهبية و حيناً خلافات سلطوية ، فالتاريخ يحدثنا عن الكثير من اللقاءات التي تمت بين علماء المسلمين من مختلف الطوائف و لكنهم كانوا يجلسون و لكن لا يتفقون ، فكلما أزدادت اللقاءات العلمائية ، أزداد القتال و الشقاق بين طوائف الأمة ، لعل العلة ليست في الدين و لا في الاختلاف المذهبي ، و لكن العلة في النفوس المريضة و العقول المتحجرة المحمولة على الجهل و الأساطير البالية ، و علماء دين سوقوا الدين لصالح السلطات الحاكمة ، فتحريم قتل سني لشيعي او شيعي لسني ليس هنا المشكلة ، ففي القرأن تحريم صريح للقتل و لكن المعضلة هي التكفير و أخراج المسلم الذي ينطق بالشهادتين و بالصلاة و الصوم و الحج و الزكاة من الملة و هو ما ينبغي تحريمه... أن فكر داعش و القاعدة و النصرة و غيرهم من التنظيمات الاصولية التكفيرية ليس في معزل عن فكر علماء سلطويين يبثون ثقافة الكراهية وعزل أو تكفير الأخر ... ان المسلمين سيبقون يتقاتلون و يكفرون بعضهم بعضا و يفجرون مساجدهم و دور عباداتهم ماداموا يصرون في البقاء في الماضي ، و ما داموا يستمرون في الجدال السقيم من أحق بالخلافة بعد الرسول و ماداموا يتحدثون عن خلاف علي و معاوية و قتل يزيد للحسين ، فليتهم يتحدثون و يتناقشون على أساس حضاري و على أساس تاريخ ، و لكنهم يتحدثون كما لو أن تلك الأحداث وليدة الساعة ، و هنا الطامة و هنا الكارثة القاتلة على كل المسلمين ... من هنا ينبغي القول صراحة ، لن يلقي المسلمون السلاح عن بعضهم بعضا الا بترك الماضي في عهدة الماضي ، و تالياً فهم جديد للإسلام و أخيراْ فصل الدين عن الدولة و تبني الأنظمة الليبرالية ، ما كان للمسيحيين الأوروبيين ليستقروا و يتقدموا صناعياً و حضارياً لو لا فصلهم الدين عن السلطة السياسية ، نحن نحتاج الى فهم جديدٍ للأسلام ، نحن نحتاج للأسلام المدني لا الاسلام الصحراوي الوهابي ، نحتاج الاسلام الحضاري لا اسلام التحجر، أسلام القتل و التكفير و التوحش و الاقصاء ، نحتاج الى الاسلام التنويري لا اسلام الجهل و الظلامية و العبودية السلطوية ... ليس بالفتاوى وحدها تُحفظ الأرواح و يُحّرم القتل ، أنما بتجديد الفكر و بالخروج من قوقعة الماضي ، و تصحيح المغالطات و التخلص من الخزعبلات والكتب الصفراء .... حسن علي كرم

مشاركة :