أوروبا تشدد القيود في مواجهة كورونا بشكل متفاوت

  • 11/5/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

روما – الوكالات: أعلنت الدول الأوروبية الواحدة تلو الأخرى قيوداً جديدة لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ الذي لا يكفّ عن التفشي، من الإغلاق التام في فرنسا وانجلترا إلى العزل الجزئي في البرتغال وصولاً إلى حظر التجوّل الليلي في إيطاليا مثلاً. وأودى وباء كوفيد-19 بحياة ما لا يقلّ عن 1.2 مليون شخص في العالم، وسُجّلت أعلى حصيلة وفيات (أكثر من 231 ألفاً) في أمريكا. لكن أوروبا التي تسجّل أسرع تفش للفيروس أحصت أكثر من 11 مليون إصابة نصفها موزّعة بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا التي سجّلت أمس عدد إصابات ووفيات قياسيا. في إيطاليا التي لا تزال تحت تأثير صدمة الموجة الأولى من الإصابات بالمرض في الربيع، وقّع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي ليلاً مرسوماً يفرض حظر تجوّل في كل أراضي البلاد اعتباراً من اليوم. وسيُمنع التنقل بين الساعة العاشرة مساءً والخامسة فجراً، حتى الثالث من ديسمبر. وستُغلق الثانويات، وكذلك ستُقفل المراكز التجارية أبوابها في عطل نهاية الأسبوع. وستُقسّم المناطق الإيطالية العشرون إلى مناطق خضراء وبرتقالية وحمراء بناءً على خطورة الوضع الوبائي فيها، وستُفرض في كل منطقة قيود متفاوتة. وسجّلت إيطاليا أول دولة تفشى فيها الوباء في أوروبا في فبراير، أكثر من 39 ألف وفاة من أصل أكثر من 750 ألف إصابة. بعد فرنسا، حيث يواصل عدد الوفيات جراء كوفيد-19 الارتفاع مع 430 وفاة خلال 24 ساعة أُعلن عنها مساء الثلاثاء، تستعدّ ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا لإعادة فرض عزل اليوم. وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس أن العزل الجديد سينتهي (تلقائياً) في الثاني من ديسمبر. وجاء تصريح جونسون قبل تصويت النواب على إعادة فرض عزل جديد، بينهم نواب محافظون رافضون لهذا الإجراء. وحتى الثاني من ديسمبر، سينبغي على المتاجر غير الأساسية في انجلترا الإقفال فيما سيُسمح للمطاعم والحانات والمقاهي بتقديم فقط خدمات توصيل الطعام أو تسليم الطعام ليحمله الزبائن معهم بدون إمكانية الجلوس. وستبقى المدارس مفتوحة في الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا مع قرابة 47 ألف وفاة. في البرتغال، دخل القسم الأكبر من البلاد أمس في عزل جديد، أقلّ صرامة من ذلك الذي فُرض في الربيع، لكن الحكومة قد تفرض قريباً تدابير أكثر صرامة. ويشمل العزل قرابة 70% من السكان البالغ عددهم حوالي عشرة ملايين وسيبقى سارياً مدة لا تقلّ عن أسبوعين. وبات العمل عن بُعد إلزامياً لكن المدارس ستبقى مفتوحةً وكذلك المتاجر والمطاعم التي ينبغي أن تغلق أبوابها باكراً. في سائر أنحاء أوروبا، شدّدت هولندا القيود مع إغلاق المتاحف ودور السينما وحدائق الحيوانات وأماكن أخرى تستقبل جمهوراً مدة أسبوعين. وفرضت النمسا حظر تجوّل ليلي وستُحدد اللقاءات الخاصة بأفراد أسرتين كحدّ أقصى. في المجر، فرض رئيس الوزراء فكتور أوربان حال الطوارئ مجدداً ما يتيح له الحكم بموجب مرسوم، معرباً عن خشيته من اكتظاظ المستشفيات بحلول منتصف ديسمبر. وتفرض تركيا من جهتها على المطاعم والأماكن الثقافية وعلى معظم المتاجر إغلاق أبوابها قبل الساعة العاشرة مساء. وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أن بلاده (تستعدّ لأسوأ السيناريوهات). وفي وقت فُرض حظر تجول بين منتصف الليل والخامسة صباحا منذ 22 أكتوبر، دخلت قيود جديدة حيز التنفيذ يوم الثلاثاء في أنحاء البلاد. سجّلت روسيا من جهتها أمس 19768 إصابة جديدة و389 وفاة إضافية، متجاوزةً بذلك أعدادا قياسية سجّلتها قبل أيام، لكن السلطات لا تزال تؤكد أنها لا تعتزم فرض تدابير عزل تام في البلاد التي سجّلت 1.693.454 إصابة و29.217 وفاة منذ بدء تفشي الوباء. وفي وقت تشدد فيه معظم الدولة الأوروبية القيود ما يثير غضب السكان، تُظهر فنلندا اتجاهاً مختلفاً تماماً فهي تسجّل تراجعاً في معدّل العدوى ويدعم السكان بشكل كبير القيود المفروضة. 

مشاركة :