تعليق: كيف خلق وباء كوفيد-19 فرصًا للإرهابيين؟ وهل سيشهد العالم إرهاباً بيولوجياً؟

  • 11/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت العاصمة النمساوية فيينا مساء يوم 2 نوفمبر الجاري، حادث إطلاق النار أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وأعلن "الجهاديين" مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إن الهجوم "جزء من المحاسبة"، لأن النمسا شاركت في العمليات العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد "الدولة الإسلامية" (داعش). قال هوا شيتشيانغ، باحث صيني في شؤون مكافحة الإرهاب، إنه منذ بداية هذا العام، انشغلت الحكومات في مختلف البلدان في الاستجابة لوباء كوفيد-19، وبلا شك، فقد أدى ذلك الى تشتت طاقة محاربة الإرهابيين. وطبعا، لم يقتصر هذا المشهد على أوروبا وحدها، حيث شهدت مؤسسات تعليمية في كابول، العاصمة الأفغانستان في نفس اليوم من الهجوم الإرهابي الذي طال فيينا، بالإضافة الى يوم 25 أكتوبر الماضي، وقوع هجومين أسفر عن سقوط مئات القتلى. وهناك مؤشرات مختلفة على أن المنظمات الإرهابية الدولية تحاول استغلال توتر الناس في الوقاية من الأوبئة والتراخي في التأهب لشن الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية. في الواقع، حذرت الأجهزة الأمنية منذ فترة طويلة من أن هذه الكارثة الصحية العالمية من المرجح أن تخلق فرصًا لـ "الجهاديين". يعتقد هوا شيتشيانغ أن الوباء قد وفر بالفعل فترة راحة للإرهابيين. أولاً، الوضع المناهض للإرهاب في الشرق الأوسط ليس متفائلاً، فعلى الرغم من أن (داعش) فقد غطرسته قبل بضع سنوات، إلا أن قوته المتبقية لا تزال تشكل تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار الإقليميين. حيث لم يتم القضاء على مقاتلي (داعش) المتحصنين في سوريا بالكامل، الذين استغلوا القوة الوطنية الإقليمية لانتظار فرص التوسع، واستخدام الفوضى لمهاجمة البلدان أو المناطق التي تضررت بشدة من الوباء. أعلنت فرق العمل المشتركة بقيادة دول غربية مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا في مارس من هذا العام، أنها تأثرت بالوباء وتوقفت عن تدريب قوات الأمن العراقية وسحبت قواتها جزئيًا. وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد الهجمات الإرهابية في العراق، مما خلق فرصًا لـ (داعش) في الصعود مرة أخرى. وكشف مسؤول استخباراتي عراقي رفيع مؤخرًا: " قبل تفشي الوباء، كانت الهجمات الإرهابية من قبل المنظمات المتطرفة هي مرة واحدة في الأسبوع على الأكثر، الآن، زاد بمقدار 5 مرات على الأقل، حيث يبلغ متوسطها أكثر من 20 مرة في الشهر." ثانيا، تفكك تنظيم الدولة الإسلامية وتقسيمه إلى أجزاء، والتسلل إلى آسيا الوسطى وشمال إفريقيا وجنوب شرق أوروبا، مستفيدًا من الوباء للاندماج مع القوى المتطرفة المحلية. ومن الشرق الأوسط إلى أوروبا، استعاد تنظيم داعش حيويته على هامش تراخي مكافحة الإرهاب. ثالثًا، في محيط الصين، أصبحت منظمات "تركستان الشرقية" الإرهابية في الخارج مرتبطة بشكل متزايد بالقوى الإرهابية الدولية، وبدعم الاخيرة، أصبحت مستعدة للتسلل إلى شينجيانغ الصينية. رابعًا، من المرجح جدًا أن يتورط الإرهابيون في نقل الوباء. وقد حذر بعض الخبراء من أن تأثيرات الاستخدام المتعمد لمسببات الأمراض من قبل الإرهابيين قد تكون مذهلة، وأن الضرر الذي يسببه للإنسان والاقتصاد والمجتمع أكبر بكثير من الهجمات الإرهابية "التقليدية". ووفقًا للقوانين ذات الصلة، يمكن اعتبار الانتشار المتعمد لفيروس كوفيد-19 "إرهابًا". وحذرت مجموعة خبراء المفوضية الأوروبية من خطر استخدام الإرهابيين للأسلحة البيولوجية لشن هجمات إرهابية بعد القضاء على الوباء. وفي 24 مارس، منع مكتب التحقيقات الفيدرالي حالة خطط فيها إرهابيون محليون لتفجير مستشفى أثناء انتشار الوباء. لا يزال الإرهاب هو العدو الأكبر للعالم حتى مع انتشار كوفيد -19، ويجب على المجتمع الدولي تعزيز الشعور بالمجتمع مع مستقبل مشترك، وتعميق التعاون العملي، والاستجابة المشتركة له.

مشاركة :