لخويا يُصعد تحضيراته لمواجهة الزعيمين

  • 8/13/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: تبقى الأنظار شاخصة صوب البطل بانتظار ما يمكن أن يفعله في رحلة الدفاع الجديدة عن اللقب.. ففريق لخويا، الذي سبق أن حقق ما لم يحققه غيره عندما توج بلقب الدوري أربع مرات وبلقب الوصيف في الأخرى خلال مواسمه الخمسة الأولى مع الكبار، بات بحق القطب الأهم والأكبر على صعيد بطولاتنا الرئيسية، لا سيما أنه لم يكتفِ الموسم الماضي بلقب دوري النجوم وإنما جعلها ثنائية بإحرازه لقب بطولة كأس قطر أيضًا في إنجاز كان الأول من نوعه بالنسبة له. وفي الحقيقة فإن إنجازات لامعة وكبيرة كهذه، إلى جانب ما حققه من نجاح طيب على مستوى دوري أبطال آسيا حتى الآن، تضع الفريق أمام مسؤولية كبيرة ينبغي فيها عليه أن يؤكد تميزه الكبير في القادم من استحقاقاته، الداخلية والخارجية، وهو ما دفع به إلى دعم صفوفه بمهاجمنا الدولي محمد مونتاري القادم من صفوف فريق الجيش ليكون بديلًا لمهاجمه السابق المنتقل إلى صفوف الريان اللاعب سبستيان سوريا .. وإلى جانب مونتاري كان لخويا قد نجح أيضًا في صفقة أخرى متميزة عندما حصل على خدمات لاعب الوسط المتميز أحمد عبدالمقصود على سبيل الإعارة من فريق أم صلال إلى جانب حصوله على لاعبين محليين آخرين يمكن أن يشكلوا إضافات جيدة لخيارات مدرب الفريق الجديد القديم، الجزائري جمال بلماضي، الذي كان قد حلّ بديلاً للدنماركي مايكل لاودروب ليقوده في المتبقي من عمر البطولة الآسيوية، وكذلك في الموسم الجديد الذي يبدأه بملاقاة السد على كأس الشيخ جاسم في افتتاح موسم الكرة الجديد.. أما على مستوى المحترفين الأجانب، فقد اختار لخويا الاستقرار في الإبقاء على لاعبيه السابقين وهم المدافع الأسباني شيكو، ولاعب الوسط الكوري الجنوبي نام تاي، والجناح السلوفاكي فلاديمير، والمهاجم التونسي يوسف المساكني.. ورغم أن مباراته مع السد ستمنح الفائز فيها باكورة ألقاب الموسم الجديد، إلا أنها في جانب آخر ستكون أقرب إلى " بروفة " مهمة جدًا لمباراته الأهم ونعني بها تلك التي ستجمعه مع الهلال السعودي في الخامس والعشرين من هذا الشهر على ملعب الملك فهد في الرياض في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، وقبل أن يعود الفريقان ليتقابلا إيابًا هنا في الدوحة في الخامس عشر من الشهر المقبل لتسمية الفريق الصاعد إلى المربع الذهبي للبطولة القارية الكبيرة. وربما كان واضحًا حجم الاهتمام الكبير في نادي لخويا بكل هذه الاستعدادات المبكرة التي كانت قد انطلقت هنا في الدوحة في الخامس من الشهر الماضي وقبل أن ينخرط الفريق في معسكره الخارجي الذي أقيم له في مدينة إسطنبول التركية مؤخرًا تحضيرًا لما ينتظره من استحقاقات مهمة على المستويين الداخلي والخارجي .. وليس من شك في أن التحضيرات هذه تدفعنا أولاً للحديث عن مهمته المرتقبة والكبيرة أمام الهلال، حيث يتفق الجميع على أنها مرشحة للكثير من الصعوبة، وهو ما يجعلها بحاجة إلى أعلى درجات الاستعداد فنيًا وبدنيًا ونفسيًا أيضًا، وذلك ما يدركه بالتأكيد المدرب بلماضي الذي يؤكد عزمه على تحقيق أفضل النجاحات مع الفريق الذي سبق أن سجل معه إنجازات مهمة عندما قاده إلى الفوز بدرع الدوري في أول موسمين له مع الكبار. ومن هنا جاء هذا الإصرار على البدء المبكر بالاستعداد، حيث يتطلع بلماضي إلى تأكيد قدرته على تحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه مع فريقه وإثبات قدرته على مواصلة النجاحات التي سبق أن حققها مع الفريق سلفه الدنماركي لاودروب عندما قاده إلى الدور ربع النهائي بكل جدارة، الأمر الذي يضع بلماضي أمام مثل هذا الاختبار الذي لا يخلو من الصعوبة بكل تأكيد، لكن الصعوبة هذه لا تعني محدودية فرصته بل قد تكون سببًا مباشرًا في تحفيزه ولاعبيه للارتقاء بإمكاناتهم إلى أفضل صورة ممكنة سعيًا لتسجيل أول حضور للفريق في نصف نهائي البطولة القارية في رابع مشاركة له فيها، ومن ثم السعي أيضًا نحو الهدف الأكبر الذي سبق أن بلغه السد مرتين.. ورغم أننا لا ننكر صعوبة المواجهة التي تنتظره أمام الهلال، الذي يُعد من بين الفرق التي يشار لها بالبنان سواء في السعودية أو على مستوى البطولة الآسيوية التي سبق أن توج بلقبها مرتين في عامي 1992 و2000، إلا أننا يجب أن لا ننسى بأن الفريقين سبق أن التقيا في البطولة ذاتها في الموسم قبل الماضي يوم تواجها ذهابًا وإيابًا في دور الستة عشر فكان أن فاز لخويا هناك في الرياض بهدف كان بتوقيع يوسف المساكني بينما انتهت مواجهتهما في الإياب بالتعادل بهدفين لهدفين هنا في الدوحة وهو ما منح لخويا يومها بطاقة المرور إلى ربع النهائي قبل أن يودع تلك النسخة من البطولة على يد غوانزهو الصيني الذي توج لاحقًا بكأس البطولة. ومع أن لكل مباراة ظروفها إلا أننا نرى أن لخويا يمتلك من المقومات اليوم ما يؤهله لتكرار ما فعله قبل عامين، خصوصًا أنه يتمتع بفرصتين مهمتين تتمثل الأولى في أنه سيواجه الهلال ذهابًا في الرياض بدون جمهوره، وهذا أمر في غاية الأهمية إذا ما عرفنا أن قوة الهلال الحقيقية تكمن في وقفة جمهوره الذي اعتاد أن يلتف حوله في مثل هذه المواجهات المهمة ليمده بكل أسباب القوة .. أما الفرصة الثانية فتتمثل في أن مباراة الإياب ستكون هنا على ملعب لخويا وهي مباراة الحسم طبعًا والتي ستحدد الفريق الصاعد إلى نصف النهائي .. ورغم إدراكنا وقناعتنا بجدارة وقدرة فريق لخويا وجدية استعداداته وفق منهج متكامل إلا أن واقع الحال يؤكد أن الأمر يبقى بحاجة إلى جهود كبيرة جدًا، لا سيما أن فريق الهلال من الفرق التي تتمتع بالخبرة الطويلة مع المشاركات القارية ويمتلك لاعبين متميزين فعلاً ويتطلع لتعويض عدم نجاحه بإحراز لقب دوري بلاده الذي حل فيه وصيفًا في الموسم الماضي بما يمكن أن يحققه في البطولة القارية هذه والتي بدأها بتعثر كان على يد السد عندما خسر أمامه بهدف للاشيء في منافسات المجموعة الثالثة قبل أن يتمكن من تجاوز تعثراته لاحقًا وبالتالي تأهله بالبطاقة الأولى منها أمام السد .. كما أن الهلال لابدّ أن يكون عازمًا على تقديم كل ما لديه سعيًا للتعويض عما حصل له في النسخة السابقة من البطولة القارية يوم كان فيها على بعد مباراة واحدة عن التتويج بلقبها قبل أن يخسر النهائي أمام ويسترن الأسترالي بمجموع المباراتين، إذ خسر بهدف وحيد ذهابًا في أستراليا ثم تعادل إيابًا في الرياض بدون أهداف ليفقد فرصة اعتلاء منصة التتويج ويكتفي بلقب الوصيف .. غير أن طموحاته هذه ستصطدم بالتأكيد بطموحات أكبر لفريق لخويا الذي كان قد بدأ رحلته مع هذه البطولة بتعثر غير متوقع عندما خسر بثلاثية نظيفة أمام بيروزي الإيراني لكنه سرعان من تمكن من تصحيح مسيرته ليحقق أربعة انتصارات متتالية مكنته من اعتلاء صدارة مجموعته الأولى وتأهله بالبطاقة الأولى أمام بيروزي الإيراني الثاني ثم النصر السعودي وبونيودكور الأوزبكي، وهو ما وضعه في مواجهة السد في أول مواجهة من نوعها بين فريقين قطريين على الصعيد القاري فكان أن نجح في التغلب على السد ذهابًا بهدفين لهدف ثم التعادل إيابًا بهدفين لهدفين ليكون بالتالي طرفًا في هذا الدور من البطولة .. وبسبب من كل هذا التميز لكلا الفريقين فإن المتوقع هو أن نشهد صراعًا شرسًا بينهما في محاولة للظفر ببطاقة التأهل إلى مربع الكبار في آسيا، الأمر الذي يجعل مواجهتي الفريقين في أعلى درجات الترقب إعلاميًا وجماهيريًا مثلما أن مؤهلات لخويا واستعداداته المكثفة هذه تجعلنا تزيد من ترقبنا أيضًا لما يمكن أن يقدمه في سادس حضور له بدوري النجوم هذا الموسم.

مشاركة :