هل يجوز هبة ثواب جميع العبادات للمتوفى؟

  • 11/5/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه يجوز قراءة القرآن الكريم وهبة ثوابه للغير سواء كان من الأقارب أم غيرهم، منوها بأن الدليل على ذلك هو جواز الحج عن الغير ممن لم يحج ولا يقدر عليه.وأضاف "جمعة" في لقائه على فضائية "سي بي سي"، ردًا على سؤال "أقرأ القرآن وأهب ثوابه إلى أمي وأختي فهل هذا يجوز؟، أن ثواب جميع العبادات يصل للغير، لافتا إلى أن الصلاة تجوز هبتها للأموات الذين سبقونا.حكم إهداء ثواب الأعمال للميت .. قال الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، إنه يجوز هبة ثواب جميع الأعمال الصالحة للميت، مشيرًا إلى أنه يُستثنى من هذا الأعمال؛ الصلاة.إقرأ أيضًا: هل تجوز العمرة والحج عن المريضوأوضح «عبدالسميع»عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما حكم إهداء ثواب الأعمال للميت ؟ أن قراءة القرآن بنية إهداء ثوابه للميت، لا يتطلب الجهر بالتصريح والقول «إني وهبت مثل ثواب هذا العمل للميت»، مشيرًا إلى جواز إضمار النية في القلب.وأوضح أن هبة الثواب بالقول أبلغ وأرجى للقبول؛ مفيدًابأنه يكون من باب الإلحاح في الدعاء والطلب بالرحمة والمغفرة وقبول الميت ورفع درجته.هل تتعارض هبة ثواب العمل الصالح مع «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى»من جانبه قال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتوى الهاتفية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يوجد تعارض بين قوله تعالى: « وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39)»النجم، وبين قول النبي: «: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ عن أبي هريرة.وأضاف «شلبي» في فيديو بثته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل يتعارض هبة ثواب العمل الصالح مع «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» ؟ أن كثيرًا من أهل العلم قالوا عن قوله:« وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ» أنها خاصة بالكافرين، وأن الكافر لا ينتفع بسعي غيره، مؤكدًا على انتفاع المسلم بسعي غيره وهبته ثواب العمل.وأوضح أن هناك رأيًا آخر في تفسير الآية على أن معناها أنه ليس للإنسان ثواب عمل لم يفعله في حياته، ما لم يهد ثوابه إليه غيره، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«انقطع عمله» ولم يقل انقطع انتفاعه؛ لأن الإنسان إذا مات توقف عمله لأنه مفارق لدار العمل.واستشهد مدير إدارة الفتوى الهاتفية، على انتفاع المسلم عمل غيره بعد حياته، أن من مات وعليه صيام أيام أفطرها في رمضان، فإن وليه يصومها عنه، كما أورد الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن «امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال: أرأيت لو كان عليها دَيْن، أكنت تقضينه؟، قالت: نعم، قال: فدين الله أحق بالقضاء».وأكمل أن مما يستدل به على جواز الصدقة عن الميت حديث عائشة رضي الله عنها : « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : ( نَعَمْ ) » متفق عليه، مضيفًا ما رواه الإمام البخاري عن سعد بن عبادة قال: «يا رسول الله إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ قال: الماء، فحفر بئرًا وقال: هذه لأم سعد أي لروحها».وأكد «شلبي» أن أي عمل صالح يفعله الإنسان، يستطيع أن يهب مثل ثوابه لإنسان آخر، لافتًا إلى أن حديث «انقطع عمله إلا من ثلاث» لا يعني انقطاع انتفاع عمله من أعمال يقوم بها غيره.حكم هبة ثواب الأعمال الصالحة للأحياءكان الشيخ أحمد صبري الداعية الإسلامي، قد قال إنه لا يجوز شرعا القيام بأعمال صالحة ووهب ثوابها للأحياء، لافتا إلى أن ثواب العمل الصالح لا يهب إلا للأموات.وأضاف في فتوى له، ردًا على سؤال: هل يجوز ان أهب ثواب عملي الصالح لإبنتى المعاقة ذهنيا ؟ قائلا : لا يجوز شرعا لسبين، أولا لأنها مرفوع عنها القلم فهي في الجنة إن شاء الله بغير حساب، ثانيا انها على قيد الحياة .وأوضح أن الأعمال الصالحة التي تهب ثوابها للأموات هي الصدقة والزكاة والحج والعمرة أما الصلاة فلا يجوز وهب ثوابها للميت أو الحي.

مشاركة :