باريس رويترز أثار قرار باريس الاحتفاء بتل أبيب اليوم الخميس في المهرجان السنوي (الشاطئ على نهر السين) جدلاً؛ إذ وصفه منتقدون بـ «تصرف غير لائق» بعد مقتل رضيع فلسطيني في حادث حرقٍ عمد في الضفة الغربية المحتلة. وتضم فرنسا أكبر جاليتين مسلمة ويهودية في أوروبا، وغالباً ما تثير الأحداث في الشرق الأوسط توترات بينهما. ويحيل المهرجان، الذي يُقَام في وسط باريس ويستمر شهراً، ضفتي نهر السين كل صيف إلى شاطئ مؤقت بكل تفاصيله من الرمال والمصطافين، الذين يستمتعون بالشمس والمشروبات المثلجة والكرة الشاطئية. وكثيراً ما يحتفى المنظمون بمدنٍ مطلَّة على البحر. وخُصِّصت بعض فعاليات اليوم الخميس للاحتفاء بتل أبيب، فيما قررت الشرطة الفرنسية نشر 300 من عناصرها في المنطقة المخصصة لهذه الفعاليات بين جسرين قرب كاتدرائية نوتردام. ودعت جماعات فرنسية مؤيدة للفلسطينيين ويسارية إلى التجمع في المنطقة المخصصة للاحتفاء بالمدينة الإسرائيلية ليصنعوا بأنفسهم فعالية «غزة على السين». وقال إريك كوكيريل من حزب اليسار «لا يمكن أن نتصرف وكأن الأمور طبيعية في تل أبيب على بعد أربعين دقيقة من القدس والأراضي المحتلة ونقول إن باريس ستحتفل بوجه معين من أوجه الحياة، تل أبيب ليست على غرار شاطئ كوباكابانا، لن يكون هذا لائقاً». وشدد «لا يمكن أن نحتفل بأحد أوجه الحياة وبمتعة الشاطئ بعد بضعة أيام فقط من إحراق رضيع»، في إشارةٍ إلى الطفل الفلسطيني علي الدوابشة (عام ونصف العام). وقُتِلَ الطفل وأبوه حين أشعل مستوطنون النار بمنزل الدوابشة في قرية دوما القريبة من الضفة الغربية في نهاية يوليو الفائت، وهو العمل الذي وصفته عواصم عدة منها واشنطن بـ «الإرهابي». وجمعت عريضة على الإنترنت أكثر من 20 ألف توقيع يطالب أصحابها بإلغاء الاحتفال، الذي سيقام على نهر السين. وشدَّدت حكومة مانويل فالس الإجراءات الأمنية في باريس منذ هجمات يناير الماضي، التي قُتِلَ فيها 17 شخصاً ونفذها متشددون استهدفوا صحيفة «شارلي إبدو» ومتجراً للأطعمة اليهودية. ودعت الحكومة الإسرائيلية بعد الهجمات إلى زيادة هجرة اليهود من فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية. وأثارت الدعوة بعض التوتر مع الحكومة الفرنسية، التي تعهدت بتوفير الحماية لليهود المقيمين في فرنسا. واتُخِذَ قرار إقامة احتفال «تل أبيب على نهر السين» في مايو الماضي.
مشاركة :