حققت الأسواق البتروكيماوية الداعمة لقطاع صناعة السيارات في العالم انتعاشاً قوياً في حجم الطلب خلال العام الجاري 2015 فيما يترقب المتداولون استمرارية هذا الانتعاش خلال العام نتيجة للتحول الكبير والقفزة الهائلة التي يشهدها قطاع صناعة السيارات التي بدأت الاعتماد على المنتجات البلاستيكية المبتكرة من الكيماويات التي تمتاز بعناصر السلامة والمرونة وتساعد على إنتاج سيارات صديقة للبيئة نتيجة انخفاض وزنها ومن ثم الحد من استهلاك الوقود وتقليص انبعاثات الغازات، في وقت تعد المملكة أكبر منتج في العالم لمادة البولي كاربونت التي تدخل في إنتاج أجزاء السيارات وتنفرد في انتاجه في منطقة الشرق الأوسط واسهمت في إحداث تغيرات جذرية في مفاهيم صناعة السيارات. وتابعت "الرياض" وضع السوق العالمي حيث قدرت قيمة سوق صناعة السيارات العالمي ب 3062.7 مليون دولار عام 2014، والذي من المتوقع أن يرتفع إلى 7019.7 مليون دولار بحلول عام 2022، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.8، وفقا لأبحاث السوق. وكانت آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق للسيارات في عام 2014، وهو ما يمثل حصة سوقية بنسبة 50.8، تليها أوروبا وأمريكا الشمالية بنسبة 22.7 و15.5 على التوالي. ومن المتوقع أن تمثل سوق آسيا والمحيط الهادي نسبة 52.4 بحلول عام 2022، في وقت تشهد صناعة السيارات المحلية في الدول النامية ارتفاعاً وخاصة في بلدان مثل الهند والصين والتي من المتوقع أن تدعم سوق السيارات في آسيا والمحيط الهادئ. البولي كاربونت السعودي يحدث تغيرات جذرية في مفاهيم صناعة السيارات ويساهم تزايد عدد السكان في المناطق الحضرية بسبب ارتفاع التصنيع، لا سيما في البلدان النامية مثل الهند والصين، في تشجيع إنشاء مصانع للسيارات في هذه المناطق، وقت تم تصنيع 16.5 مليون سيارة في الولايات المتحدة عام 2014، مقارنة مع 15.6 مليون في عام 2013، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 17.0 مليونا بحلول نهاية عام 2015. بالإضافة إلى أن زيادة انبعاثات الكربون بسبب ارتفاع عدد السيارات على مدى العقود الماضية قد دفع الحكومات في جميع أنحاء العالم لعمل إصلاحات في جوانب مختلفة من أجل الالتزام بالمعايير والأنظمة البيئية، وخاصة مع التركيز على الحد من انبعاثات الكربون من المركبات. وتركز شركات صناعة السيارات على استخدام مواد خفيفة الوزن لتصنيع الأجزاء الخارجية والداخلية للمركبات، وذلك للحد من وزن السيارة، وبالتالي تحسين كفاءة الوقود كأحد العوامل الرئيسة المتنامية والمحفزة في سوق السيارات. بالإضافة إلى ذلك، فإن المستهلكين هم أكثر ميلا نحو شراء السيارات خفيفة الوزن ذات الكفاءة في استهلاك الوقود بسبب زيادة أسعار الوقود على مدى العقد الماضي. وألقى هذا التوجه بضلاله المؤثر على شركات صناعة السيارات للاستثمار في مبادرات الأبحاث والتطوير واضعين نصب أعينهم إنتاج مواد خفيفة الوزن لتصنيع الأجزاء الخارجية والداخلية من المركبات. وبدأت مصانع السيارات في مختلف أنحاء العالم إنتاج المركبات التي تتمتع بخصائص قوة التحمل مع خفة الوزن وذات الكفاءة في استهلاك الوقود والمقاومة الجيدة للتآكل والتأثر السطحي. وتعد آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق للسيارات، في وقت ساهم زيادة الإنتاج المحلي من المركبات جنبا إلى جنب مع زيادة الدخل المتاح في نمو سوق السيارات في آسيا والمحيط الهادئ. ومع ذلك، فقد أضحت المعايير الصارمة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كأحد العوامل الرئيسة في نمو أسواق المركبات في أمريكا الشمالية وأوروبا. وبالتركيز على السوق الأوروبي للسيارات فقد بدأ أكثر انتعاشاً في ظل هيمنة منتجات شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة هناك التي تتزعم إنتاج البولي كاربونت في العالم الذي يدخل في صناعة السيارات حيث ابتكرت تقنيات جديدة استهدفت مصانع السيارة في أوروبا وقدمت تصاميم مبتكرة خاصة لم تنفذ من قبل مما مكنها من استحواذ حصص كبيرة جداً في أسواق صناعة السيارات التي أضحت أكثر نجاحاً وربحية في خضم القطاعات الصناعية الأخرى في العالم. وقدمت البلاستيكيات المبتكرة ابتكارات جديدة لدعم مصنعي ومصممي الهياكل المتحركة بمختلف أنواعها ابتداء من وسائل النقل الصغيرة إلى الضخمة منها وتشمل الدبابات والسيارات بمختلف أحجامها والقطارات والطائرات فضلاً عن إنشاءات المباني الحديثة بمختلف أشكالها ومتطلباتها. وتمتاز التقنيات الجديدة المبتكرة في بنواحي نظام السلامة في السيارات الأوروبية الجديدة بمقدمة مرنة للسيارة تساعد في الحد من الإصابات الخطرة عند الاصطدام بالمشاة وزودت المركبات بزجاج مبتكر صنع من مواد (البولي كربونات) وراتنجات (الليكسان) وهي من اللدائن الحرارية التي أعطت مصممي السيارات حرية أكثر وقدرة أكبر على صناعة أشكال ثلاثية الأبعاد التي كان يستصعب تصنيعها ضمن طرق التصنيع الأخرى وباستخدام الخامات التقليدية. والمركبات خفيفة الوزن المعتمدة على تقنيات البولي كاربونت ليس فقط تحد من الثقل الكبير ومساوئه، ولكن أيضا تقدم مظهر متميزاً أكثر جاذبية وحرية في الحركة. وتساهم تصاميم ونظم الطلاء المبتكر بما في ذلك بلازما تعزيز ترسيب الأبخرة الكيميائية والطلاء الرطب في إضافة حماية وجماليات مؤثرة وتمثل مفتاحاً لنجاح الحلول التي تقدمها البولي كاربونت في ازدهار صناعة المركبات. وتشير تقارير المجلس الأمريكي للبلاستيك بأنه كلما انخفض وزن المركبة أو الشاحنة بمقدار 10% سيقل حتماً استهلاك الوقود بنسبة 7% وهذا ما يوفره البلاستيك المدعم بالأداء العالي والمتانة والحركة المرنة إضافة إلى خف الوزن مقارنة مع الصلب والألمنيوم والزجاج الأمر الذي يساعد أيضاً في انخفاض استهلاك الوقود. وفي بعض المركبات فقد أثبت إن استخدام البلاستيك المبتكر في الصدامات والأنوار وخزانات الوقود، وغيرها من المكونات ساعد في خفض وزن السيارة الإجمالي بمقدار 200 رطل.
مشاركة :