بدأ خبراء الآثار حديثا بالعمل على استكشاف أسرار محافظة العلا، ذات الطبيعة الساحرة والممالك التاريخية التي قامت في العصور القديمة في شمال غرب المملكة.فعلى الرغم من موروث العلا التاريخي والتراثي المهم، إلا أنها تعد إحدى المناطق التي لم تحظ بدراسة مفصلة تفيها حقها. الأمر الذي استدعى إطلاق هذا المشروع الضخم الذي يعد من أكبر مشاريع التنقيب الأثري في العالم، تزامنا مع اقتراب حلول فصل الشتاء والاستعداد لاستقبال الزوار مجددا، حيث استأنف الخبراء أعمال التنقيب الأثري في المحافظة بعد انتهاء فترة الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا، مما مكنهم من التوصل إلى بعض الحلقات المفقودة في فهمنا للتاريخ البشري للمنطقة، ومن المخطط إعلان التطورات الإضافية تباعا بهذا الشأن.وتعد العلا، منطقة صحراوية تمتلك العديد من الجبال الشاهقة، وهي موطن لواحة خصبة ذات تاريخ طويل كانت مهدا للحضارات لأكثر من 200 ألف عام. وعلى الرغم من ارتباط اسم العلا بموقع الحجر، الذي يعد أول موقع سعودي يدرج ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، إلا أنها تحتوي على 27 ألف موقع أثري آخر، ومن المتوقع اكتشاف وتوثيق مواقع أخرى خلال الأشهر المقبلة.وفي تعليق لها على أعمال التنقيب في العلا، قالت مديرة قطاع البحوث الأثرية والتراث الثقافي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا الدكتورة ريبيكا فوت «لم تحظ منطقة شمال غرب الجزيرة العربية سابقا بما تستحقه من اهتمام، إذ انصب الاهتمام على مواقع أخرى لسنوات عديدة، مثل الهلال الخصيب وبلاد ما بين النهرين ومصر القديمة والحضارات البحرية على ساحل البحر الأحمر، مما أدى إلى الاعتقاد بأن العلا لم تتمتع بخصائص تميزها. ومع ذلك، فنحن الآن على علم بأن العلا كانت ملتقى للثقافات وموطنا لمختلف الشعوب على مدى آلاف السنين.»وعلى الرغم من الحجم الجغرافي للعلا (22,561 كلم2) وما تحتويه من موروث ثقافي، إلا أن الاكتشافات الأثرية التي سجلتها المنطقة سابقا كانت ضئيلة نسبيا، حيث انصب تركيز فرق التنقيب على المواقع الأخرى. أما حاليا فقد بدأت المنطقة بإحراز تقدم إيجابي بفضل خبراء الآثار التابعين للهيئة الملكية لمحافظة العلا وفرق التنقيب التي تشارك الهيئة بصفتها الجهة الحكومية المكلفة بتطوير المنطقة، حيث تشمل هذه الفرق خبراء من شركاء الهيئة كالجامعات السعودية والدولية ومعاهد البحوث والمتاحف، فضلا عن فرق الوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا (AFALULA).أبرز نتائج أعمال التنقيب الأخيرة: بالإمكان حل ألغاز بعض الحلقات المفقودة في تاريخ المحافظة معرفة المزيد عن الأجيال التي عاشت فيها الكشف عن المزيد من كنوز العلا التراثية باقتراب عام 2021 إعادة افتتاح المنطقة ليتمكن زوارها من الاستمتاع بأحد أهم المواقع الأثرية أثبتت الاكتشافات الأثرية أن شعوب العلا القديمة كانت تصطاد وترعى في المنطقة أن ثقافة الشعوب التي سكنت المنطقة كانت أكثر تعقيدا مما سبق اعتقاده بالإمكان تقدير عدد الهياكل الحجرية التي بنيت في أواخر حقبة ما قبل التاريخ
مشاركة :