إنه لأمر يدعو للدهشة أن يتغاضى مجلس الأمن الدولي عن الخروقات الإيرانية، وعن سعيها لتهديد الأمن والسلام العالمي عبر تدخلاتها المستفزة في الشؤون الداخلية للدول المجاورة لها، ودعم الحركات والميليشيات الإرهابية المرتبطة بها. لقد صُدمت برفض المجلس للمشروع الذي تقدمت به الولايات المتحدة المتضمن تمديد حظر توريد السلاح لإيران، ومكافأتها على ذلك بشراء ما تشاء من السلاح لتدمير العالم، وذلك يدل على فشل مجلس الأمن في التصرف بشكل حاسم للدفاع عن السلام والأمن الدوليين.وإذا كانت إيران في عز الحظر المفروض عليها قامت بعدة خروقات، فكيف بعد أن يتم رفع الحظر عنها، لقد صادرت الولايات المتحدة قبل أقل من عام شحنتي صواريخ في سفينتين أثناء نقلها من الحرس الثوري الإيراني إلى الحوثيين في اليمن، وكانت السفينتان تحملان (171) صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات، و(8) صواريخ أرض جو، ومكونات صواريخ (كروز) للهجوم البري، ومكونات صواريخ كروز المضادة للسفن، وعدداً من المركبات الجوية غير المأهولة رغم الحظر المفروض عليها.ولعلنا هنا نُذكر مجلس الأمن بالتجربة التي أجرتها إيران عام 2019 -رغم الحظر- لإطلاق صاروخ عابر يتجاوز مداه 1350 كيلو متراً، ولم تجد رد فعل حقيقياً رغم أن المجلس عقد جلسة مغلقة خاصة بها، ولم يصدر سوى تنديد بالتجربة جاء على شكل استحياء، ولم يعتبر المجلس أن تلك التجربة في حقيقتها هي بمثابة استخفاف بالقيود التي فرضتها المنظمة الدولية على برنامج طهران الصاروخي، وهناك قرار أصدرته الأمم المتحدة عام 2015 دعا إيران إلى التخلي عن تطوير أي صواريخ باليستية مصممة لحمل أسلحة نووية مدة ثماني سنوات.ونُذكّر أيضاً بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة (غوتريش) الذي أبلغ فيه مجلس الأمن في 12 يوليو 2020 في تقرير أن (صواريخ كروز) التي هوجمت بها منشأتان نفطيتان تابعتان لأرامكو أصلها إيراني. إذن ماذا تبقى لإيران من عمل خبيث لم تعمله حتى يتم الإفراج عن حظر توريدها للسلاح؟! وهناك تقارير صادرة من الخارجية الأمريكية عام 2019 تفيد بأن إيران خططت ونفذت هجمات إرهابية على نطاق عالمي، وأنفقت ما يقارب من (70) مليون دولار سنوياً لدعم الجماعات الإرهابية مثل حماس وحزب الله وتجنيد المرتزقة وبعثهم إلى مناطق الصراع في أفغانستان وسوريا واليمن واستضافة زعماء القاعدة.لا شك بأن هذا القرار المتعجل الداعي لرفع الحظر عن تزويد إيران بالأسلحة من شأنه أن يساهم في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، ويشجعها على التمادي والتدخل، وتغذية الصراعات في المنطقة. ولقد رأينا حتى مع عقوبات الأمم المتحدة كيف نجحت في نشر الأسلحة والقيام بهجمات عبر عملائها في المنطقة.
مشاركة :