استبق «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون عقد جلسة مجلس الوزراء اللبناني اليوم برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، بتنظيم أنصاره سلسلة من المسيرات «السيارة» انطلقت من أمام مراكزه في عدد من المناطق اللبنانية، أبرزها تلك التي انطلقت من أمام مقره الرئيسي في سنتر ميرنا الشالوحي في سن الفيل (المتن الشمالي) إلى ساحة الشهداء في قلب بيروت، احتجاجاً على «تأجيل تسريح» ثلاثة من كبار الضباط في الجيش، على رأسهم قائد الجيش العماد جان قهوجي وما يعتبرونه حذف المسيحيين من المعادلة وعدم تنفيذ مطالب يعتبرونها حقوقاً لهم. (للمزيد) ويُنتظر أن يستمر أنصار عون بالتحرك اليوم بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء وسط إجراءات أمنية مشددة تولتها وحدات الجيش المنتشرة في وسط بيروت وفي محيط الأمكنة التي انطلقت منها المسيرات مساء أمس، فيما تولت وحدات من قوى الأمن الداخلي التمركز أمام مقر رئاسة الحكومة وتسيير دوريات، مع تعليمات مشددة من وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص بالتعاطي بمرونة مع المتظاهرين والحفاظ على الأمن والعمل ما أمكن لاستيعاب رد فعلهم وقطع الطريق على أي محاولة لاستدراجهم الى الصدام. وأنهى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد ظهر أمس، محادثاته في بيروت وغادر الى دمشق، وهي شملت أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وتجمع الفصائل الفلسطينية في لبنان ووزير الخارجية جبران باسيل، الذي عقد معه مؤتمراً صحافياً مشتركاً ركزا فيه على ضرورة التصدي للإرهاب والتطرف وعلى أهمية التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى. وعلمت «الحياة» أن موضوع انتخاب رئيس جديد للبنان أثير بين ظريف والمسؤولين اللبنانيين، الذين طلبوا مساعدة إيران في إنجاز هذا الاستحقاق، لما لحق ويلحق لبنان من أضرار كبيرة بسبب استمرار الشغور في سدة الرئاسة الأولى الذي يمنع المؤسسات الدستورية من الانتظام، إضافة الى أن انتخاب الرئيس يبقى مفتاح الحل للتغلب على مشكلات لبنان، سياسية كانت أو اقتصادية. ومع أن ظريف اكتفى بالاستماع الى وجهة نظر سلام في خصوص الاستحقاق الرئاسي، فإن بري أثاره معه في الاجتماع الموسع وفي الخلوة التي عقدت بينهما، وهذا ما أكدته مصادر نيابية بارزة بقولها لـ «الحياة» إنه احتل حيزاً أساسياً في محادثاتهما. وأبدى ظريف أمام رئيس المجلس حرص إيران على الوضع الداخلي اللبناني واستقراره وعلى كل ما يتفق عليه اللبنانيون في كل الاستحقاقات. فيما قالت مصادر نيابية إن طرح الموضوع الرئاسي فتح الباب أمام البحث فيه وفي دور طهران على المساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، لكن لا نتائج محددة. ونقلت مصادر سياسية مواكبة لمحادثات ظريف في بيروت، عن الأخير قوله إن «ما يهمنا استقرار لبنان ونحن ليس لدينا مرشح معين لرئاسة الجمهورية ولا نتمسك بمرشح ضد آخر وندعم تفاهم اللبنانيين على الرئيس لأنه شأن داخلي ولا نتدخل فيه، لكن يمكننا تقديم مساعدة إذا طلب منا لإنهاء هذا الشغور». وكان سلام عاد الى بيروت مساء أمس بعد زيارة قصيرة للأردن على رأس وفد وزاري موسع خصصت لترؤسه مع نظيره الأردني عبدالله النسور اجتماع اللجنة العليا اللبنانية- الأردنية، الذي تخلله التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وقال سلام في مؤتمر صحافي مع النسور، إن المنطقة «تشهد تطورات بالغة الخطورة تعصف بالدول وتهدد وحدتها وتماسكها، وإن هذه التطورات وضعت بلدينا أمام معضلتين أساسيتين: الأولى النزوح السوري الهائل الذي يعاني لبنان والأردن من تبعاته وأعبائه، والثانية المواجهة المباشرة مع الجماعات الإرهابية التي تمارس القتل مدفوعة بأفكار تكفيرية غريبة عن قيمنا الدينية والأخلاقية». وأكد النسور خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع سلام، «أننا لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون الآخرين»، مشيراً الى أن وقع الأزمة السورية على الأردن كبير جداً، وموقف الأردن أن لا حل للأزمة السورية إلا سياسياً». وتمنى سلام «أن تكف التدخلات من هنا وهناك، الإقليمية والدولية، لمصلحة تأجيج هذه الأحداث، ويتم استبدال تدخل إيجابي بالتدخل السلبي».
مشاركة :