«بلدي حفر الباطن».. وعود براقة وواقع «محبط»

  • 11/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الصلاحيات الكبيرة الممنوحة لها في التقرير والمتابعة لأعمال البلديات، إلا أن المجالس البلدية في المنطقة الشرقية، لم تحظَ بثقة المستفيدين بعد، خاصةً في ظل المطالب المتكررة بمشروعات نوعية في المحافظات والمدن، ومشاركة المواطنين في المناقشات عبر التواصل المباشر مع الأعضاء، وفق اجتماعات دورية، إضافةً إلى بحث مشكلاتهم على أرض الواقع، وتكثيف المتابعة والرقابة على أداء البلديات؛ للنهوض بمستوى الخدمات التي تقدمها.«اليوم» تفتح ملف المجالس في مختلف مدن ومحافظات المنطقة؛ لاستطلاع آراء المواطنين والمقيمين حول أدائها، ورصد تطلعاتهم التي ينشدون تحقيقها خلال الفترة المقبلة، وكذلك مدى رضاهم عما تحقق من إنجازات ومشروعات خلال الفترة الماضية من عمر المجالس.ويعقد المواطن البسيط آمالًا كبيرة على مرشحي المجلس البلدي، مع كل انتخابات، خاصةً مع الوعود الكبيرة التي يقطعها هؤلاء المرشحون، الأمر الذي يدفع المواطنين لانتخابهم، ولكن سرعان ما تتبخر هذه الوعود.وأبدى عدد من أهالي حفر الباطن، استياءهم من أداء المجلس البلدي، خاصةً مع عدم وجود رؤية واضحة للمشروعات، والأهداف التي يجب تحقيقها.تسول الأصوات.. واختفاء بعد الانتخابات انتشار المستنقعات والنفايات في الشوارعذكر المواطن موسى المطيري أن هناك أحياء كثيرة في محافظة حفر الباطن، تحتاج إلى إعادة النظر فيها، في ظل افتقارها للخدمات الأساسية.وأضاف إن هناك الكثير من الأحياء تعاني مشاكل في طبقات الإسفلت، وأرصفة الطرق؛ الأمر الذي يهدد بوقوع الحوادث المرورية، وتضرر سيارات المواطنين، إضافة إلى انتشار مستنقعات المياه، خاصةً في موسم الأمطار.وأشار إلى أن هطول الأمطار أصبح أمرًا مخيفًا لسكان هذه الأحياء، لتضرر مركباتهم بسبب المستنقعات، وحفر الشوارع.وأكد أن من أبرز هذه الأحياء، أحياء العزيزية، والربوة، والتي تعاني كذلك من سوء حالة النظافة في الشوارع، وانتشار المخلفات والنفايات في الأراضي الفضاء؛ الأمر الذي ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة، ويؤدي إلى تشوه المشهد الحضري.وطالب بإعادة النظر في سوق السمك، الذي يعاني من تلوث الموقع بشكل عام، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة بسبب مستنقعات المياه في الشوارع بين المحلات.أحلام وردية على «شبابيك البيروقراطية»ضعف التواصل مع المجتمعقال المواطن «فهيد العديم» إنه لم يسمع أخبارًا عن المجلس، عدا تسول أعضائه للأصوات في بداية الانتخابات - بحسب وصفه -، والاحتفال بالفوز، ثم الاختفاء تمامًا، مؤكدًا أنهم أصبحوا عبئًا على الأمانة.وأرجع السبب في ذلك إلى عدم وجود رؤية في الأساس، لأن الهدف كان هو الفوز فقط، متابعًا: «أجزم أن أغلب الأعضاء بعد كل هذه السنوات لا يعرفون حدود صلاحياتهم من الأساس، فالأمر لا يتعدى تقديم أنفسهم في المجتمع كأعضاء مجلس بلدي».وأكمل أن التعريف الأدق بالنسبة لهم، هو «عضو مجلس بلدي ماشافش حاجة»، مؤكدًا أن أحدًا لن يخسر شيئا، في حالة عدم وجود المجالس البلدية، بل على العكس، سيتم توفير الكثير من المصروفات.أكد المواطن «يوسف الرخيص»، أنه في كل مرة تنطلق مسيرة الانتخابات البلدية، تخرج فيها «المانشيتات» العريضة والجميلة والمغرية، ولكن بعد أن تنطوي صحف الترشيح، ويعلن فوزهم، تتلاشى تلك الأحلام التي رسمتها الدعايات الانتخابية، وتذهب أدراج «المكاتب».وأضاف إنها هذه هي الحقيقة المرة، وأن السؤال الأهم بالنسبة له هو: «لماذا تجهض تلك الوعود؟»، موضحًا أنها تعلق غالبًا على شبابيك البيروقراطية وأشياء أخرى.وتابع: «نواجه المرشح بسخرية القدر، أين تلك التصريحات الذهبية؟، لماذا لم تصبح مدينتنا متوهجة ونظيفة ومصدرا للجمال؟»، فيرد الأعضاء بعد تمتمات: «إنه الواقع».بين المواطن «عايد رحيم»، أن المجلس البلدي في محافظة حفر الباطن، له حقوق، وعليه واجبات، فأثناء الترشح للمجلس البلدي، تسود العاطفة على الكفاءات، وتكبر مع المرشحين تطلعات الأهالي، مضيفًا: «لكن لم نشاهد إلا القليل، وما لمسناه كمواطنين من هذا المجلس، هو ضعف التواصل مع المجتمع، وضعف الصلاحيات الخاصة بين المجلس والجهاز التنفيذي بالأمانة، وكذلك ضعف التنسيق مع الجهات الخدمية، من حيث مستوى النظافة».وأشار إلى ضعف التنسيق والانسجام التام بين أعضاء المجلس البلدي أنفسهم، إضافةً إلى تجاهل دور المجلس في تطوير البلدية إداريًا.غياب التجانس بين الأعضاءإهدار ميزانية الدولة ومضيعة للوقتأشار المواطن «مضحي دغيم»، إلى أن هناك ملاحظات لا تخفى على متابع ومهتم بالمجلس البلدي، وما يقدمه، وذكر منها أن التعاون بين المجلس والأمانة ضعيف جدًا، ما يؤدي إلى تعطيل أو تأخير المشاريع. وأضاف: إن المجلس البلدي مقيد من ناحية الصلاحيات، وتعتبر الإدارة التنفيذية أقوى منه، مؤكدًا غياب التجانس بين أعضاء المجلس، فكل يغني على ليلاه - بحسب وصفه -.ولفت إلى موضوع تمديد فترة العضوية، والذي ساعد على التراخي في العمل، وسبب نوعًا من الملل، متابعًا: «للإنصاف، لا ننسى أن هناك تطورًا ملموسًا في مسألة النظافة، لكنه غير كاف».قال المواطن «فايز السبيعي»، إن الأهالي استبشروا خيرًا عندما تحولت بلدية حفر الباطن إلى أمانة، وتوقعوا أن المجلس البلدي سيؤدي عمله على أكمل وجه، لتحسين صورته، ولكن لا يوجد عمل ملموس على أرض الواقع للمجلس.وأضاف: «نحتاج من المجلس البلدي أن يؤدي دوره في كل ما يتعلق بالخدمات البلدية، ولكن ما نلاحظه أن دور المجلس ضعيف، ونعتب على الأعضاء الذين تم ترشيحهم، لأنهم لم يحققوا ما يطلبة المواطن منهم، بل فقط يسعون لما يخصص لهم من مكافأة، وهذا إهدار لميزانية الدولة، ومضيعة للوقت».واقترح السبيعي إلغاء المجالس البلدية، خاصةً أن المواطن يرغب في مجلس يعمل، ويحقق التطلعات.

مشاركة :