بعد قرار السلطات الفرنسية الرسمي هذا الأسبوع بحظر منظمة «الذئاب الرمادية» التركية المتطرّفة على أراضيها، تدرس عواصمٍ أوروبية أخرى حظر المنظمة اليمينية القومية التي تورّطت على مدى عقود في عملياتٍ إرهابية استهدفت الأكراد والأرمن والعرب داخل تركيا وخارجها. ويعكس قرار باريس حجم الخلافات والعلاقات المتوترة مع أنقرة.وتمثل منظمة «الذئاب الرمادية» الجناح العسكري غير الرسمي لحزب «الحركة القومية» اليميني المتطرّف شريك وحليف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب أردوغان. وقد أتاح تحالفهما منذ سنوات، دخول عناصر المنظمة إلى مؤسسات الدولة.وعرِفت المنظمة التركية بهذا الاسم لأن عناصرها ومؤيديها يرفعون إصبع السبابة والخنصر، بينما تنضم باقي الأصابع إلى بعضها البعض لإظهار ما يشبه رأس ذئب، وهي شارة اعتاد الرئيس التركي على رفعها مراراً خلال خطاباته لأعضاء حزبه. وقد رفعها أيضاً عناصر من الجيش التركي على الأراضي السورية.وكان عناصر «الذئاب الرمادية» قد خرجوا في احتجاجات معادية للأرمن في مدنٍ فرنسية عدة. كما أنهم كتبوا اسم منظمتهم على نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية في مدينة ليون الفرنسية. وقبل ذلك بأشهر اعتدوا على احتجاجاتٍ كردية وأخرى أرمنية في فرنسا وألمانيا والنمسا.وبحسب السلطات التركية فإن هذه المنظمة تورّطت بنحو 700 عملية اغتيال بين عامي 1974 و1980، إضافة إلى استهداف الأكراد والأرمن والعرب العلويين في تركيا. كما أن عناصرها، قد حاربوا في قبرص وسورية وأذربيجان والصين والشيشان وغيرها من الدول.وتستهدف المنظمة، الأكراد والأرمن، وقد دعت في منشوراتٍ منسوبة إليها إلى تطهيرٍ عرقي لهذين الشعبين. وبحسب دراساتٍ أعدتها مراكز أمنية أوروبية، فإن في ألمانيا وحدها يوجد بشكلٍ سري حوالى 20 ألفاً من عناصر منظمة «الذئاب الرمادية».< Previous PageNext Page >
مشاركة :