قصة معاناة «زميل محمد صلاح»: توقفت مسيرته الكروية و«النني» لم يتخل عنه

  • 11/6/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بهدف في كأس العالم، وبأداء عال أهله للعب في دورة الألعاب الأولمبية، تمكن لاعب المنتخب الوطني للشباب محمد صبحي من جذب الأضواء إليه قبل عِقد كامل، فكان أحد أركان التشكيلة الأساسية للكابتن ضياء السيد التي ضمت أسماء ثقال حملت على عاتقها المنتخب الأول مؤخرًا، كمحمد صلاح والنني، إلى جانب أحمد الشناوي وعمر جابر وغيرهم الكثير. رحلة صعود ناشئ إنبي بنفس تدرج نجوم جيله، المحترفين حاليًا في أكبر أندية العالم، لم تسر كما سعى إليه مطلقًا، فعلى نحو مفاجئ انقطع عن ممارسة كرة القدم، وضاقت به الحالة المادية، كما ساءت الظروف الصحية لوالديه تواليًا، حتى نفدت الحلول أمامه وطلب المساعدة من زملائه السابقين، ومن خلال وسائل الإعلام التي استضافها في منزله البسيط مرتين. يعود انضمام «صبحي» لمنتخبات الناشئين إلى اختيار الكابتن ضياء السيد، فخلال تولي الأخير للمسؤولية طلب من الأندية كافة ترشيح أفصل العناصر الشابة لديها، حتى كان التمثيل الأول لمصر من جانب اللاعب الشاب: «أول معسكر كان الشناوي ومانجا وتاحا موجودين، بعدها كابتن مصطفى يونس جاب صلاح والنني.. كانت أفضل اللحظات اللي عشتها لحد المنتخب الأولمبي». خلال مشاركته في كأس العالم للشباب في كولومبيا 2011، تمكن «صبحي» من إحراز هدف في شباك النمسا، وبعد عودته من البطولة واجه أولى مشكلاته في مسيرته الاحترافية، بعد ثبوت توقيعه لناديين، فقبل انتهاء عقده مع إنبي وقع للمصري البورسعيدي، إلا أن الأمور انتهت بشكل ودي وأكمل رحلته مع الفريق البترولي. بعيدًا عن هذه المشكلة، كانت الأنظار قد سُلطت على «صبحي»، فتلقى عرضًا من فريق رابيد فيينا النمساوي، إلى جانب دخول نادي الزمالك في مفاوضات، قادها وقتها المهندس أشرف صبحي مدير تعاقدات القلعة البيضاء آنذاك، لكن العرضين لم يكتملان بسبب تمسك إنبي بلاعبها الشاب. بعدها، دخل النادي الأهلي على خط المفاوضات مع إنبي لضم «صبحي» في 2011، فطلب المدير الفني البرتغالي وقتها مانويل جوزيه من التعاقد معه، لكن انتقاله لم يُكلل بالنجاح أيضًا. المسيرة الوردية للشاب الصغير لم تدم على نفس المنوال، فعلى نحو مفاجئ حدث ما لم يكن يتوقعه: «حصل شوية حاجات خارجة عن الإرادة وده نصيب، بشكر ربنا والحمد لله على اللي أنا فيه.. حاولت شوية وبردو الدنيا اتلغبطت». يقول «صبحي» إنه فوجئ بتغير معاملة كثيرين معه حتى أصبح وحيدًا دون دعم أو مساندة من قِبَل زملائه، ليصاب بحزن شديد جراء ما تعرض له: «أكيد زعلان.. لما أكون حد خدم الأندية ومنتخب مصر ومحدش يسأل عني». وفي ظل حالة السكون، حاول «صبحي» تحريك المياه الراكدة بطلب المساعدة من بعض القريبين منه، لكنه فوجئ بردود أفعالهم: «لقيتهم قافلين الباب»، ومن ثم حاول التواصل مع بعض المسؤولين عن المنظومة الكروية، لكنهم واجهوا مساعيه بـ«بلوك» لرقم هاتفه حسب ادعائه. وبموجب صداقتهما القديمة، حاول «صبحي» التواصل مع نجم ليفربول محمد صلاح لمساعدته، لكن الأمور توقفت عند شقيقه، الذي عمق جراحه: «روحت لمحمد صلاح في نجريج أنا ووالدي وابن اختي، اتعاملنا معاملة وحشة جدًا، أنا بسمع إنه بيساعد وحاجات كتيرة، هو أخويا وكان معايا في منتخب الشباب وبدعمه من كل قلبي، بس لما روحنا أخوه عمل موقف وحش». رغم ما سبق، حاول «صبحي» إبعاد «صلاح» عن أي مشكلة، إذ قال: «عشان أبعد محمد عن الموضوع هو لو كان يعرف أكيد هيزعل»، قبل أن يغير حديثه عن النني، الذي فرح باهتمامه: «النني كلمني من تركيا، بس كان في فترة انتقالات.. هو يُشكر مكالمته عندي بالدنيا، راجل ابن أصول». في الآونة الأخيرة، أُصيب والد «صبحي» بجلطة كادت تودي بحياته، إلا أن القدر أسعفه بمساعدة أهل الخير، لكن الأمور لم تسر على ما يُرام باكتشاف معاناة الأم من ورم سرطاني، ما زاد الطين بلة في حياة الأسرة البسيطة. توقف مسيرته الرياضية عكس أبناء جيله، أعادها «صبحي» إلى تقصيره: «أكيد قصرت في حق نفسي وحق أهلي»، لكن في نفس الوقت رأى ان الظروف التي واجهها من الطبيعي أن تؤدي به إلى ما وصل إليه: «أي حد ممكن يتعرض للظروف دي»، قبل أن يختم روايته بطلب مشروع في أي مجال لكسب قوت يومه.

مشاركة :