قدم أكثر من ٢٧٠ عمل فني، ما بين المسرح والسينما ومسلسلات التليفزيون، وحرص عل التنويع في أدواره، فقدم الأدوار الكوميدية والتراجيدية ، ومنها فوازير رمضان مع ثلاثي أضواء المسرح، بوابة الحلواني، رأفت الهجان، مسلسل سابع جار، يا عزيزي كلنا لصوص، هاللو أمريكا، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، محمود المصري، سنة أولى نصب، يتربى في عزو، احترس من الخط، أوبرا عايدة، الدالي، حدائق الشيطان، ملك روحي، الواد محروس بتاع الوزير، دموع في عيون وقحة، رحلة أبو العلا البشري، أرض النفاق، أبنائي الأعزاء شكراً، السيرة الهلالية، هارون الرشيد، وغيرها من الأعمال الناجحة..ويقترب الآن من الاحتفال بعيد ميلاده الثمانين..وعن مشواره الفني واهم المحطات في حياته..يحدثنا الفنان القدير أسامة عباس من خلال هذا الحوار معه.. ذكرت في أحد اللقاءات التليفزيونية إنك من مواليد ٢٢ سبتمبر ١٩٣٩، وإنك نشأت في منزل منضبط، حيث إن والدك كان خريج كلية دار العلوم وسافر إلى انجلترا ليدرس ويأخذ الدكتوراه في علم النفس التربوي قبل أن تقوم ثورة ١٩١٩، وإن والدك قام مع مجموعة من الشباب بدعم سعد باشا زغلول بالمظاهرات في فرنسا بعد السفر إليها، ثم العودة إلى انجلترا مع الشباب وتم ترحيلهم إلى مصر دون أن يستكملوا دراساتهم، و ذكرت أيضاً إن والدك لا يعرف الهزار، فما هي معايير الانضباط و هل اختلفت عن معاييره في هذا الجيل وما هو وجه الاختلاف؟ – كل المعلومات صحيحة، ولكن أنا من مواليد ٢٣ يوليو ١٩٣٩ وليس ٢٢ سبتمبر.. بالطبع، المعايير اختلفت لأن جيل زمان كان الانضباط مبني على إساس النظام والطاعة فقط لا غير، أما الآن فالمسائل اختلفت مع الجيل الجديد لأن المفاهيم ذاتها اختلفت، فقد أصبح هناك استقلالية في كل شئ حتى في التفكير وفي حرية التعبير. هل كنت تفكر في التمثيل في فترة الطفولة في المدرسة أو في فترة الشباب أيام الجامعة؟ وهل شاركت فيها كهواية أو نشاط في المدرسة أو الجامعة؟ أم لم يكن التمثيل ضمن هواياتك أو طموحاتك على الإطلاق؟ – لم أفكر إطلاقاً في التمثيل و لم يكن ضمن هواياتي ولا نشاطاتي ولا مخططاتي في أي مرحلة من عمري قبل الدخول في عالم التمثيل. ذكرت أن الفنان الراحل الضيف أحمد تعرف عليك من خلال عملك كمحامي وموظف في شركة تصنيع وبيع التليفزيونات عندما أراد شراء جهاز تليفزيون من هذه الشركة قبل زواجه، ثم توطدت علاقة الصداقة بينكما ولأنك خريج كلية الحقوق عام ١٩٦١، فقد طلب الضيف احمد منك كتابة بعض عقود فرقة ثلاثي أضواء المسرح، ثم عرض عليك الانضمام للتمثيل مع هذه الفرقة والتي تضم الضيف احمد وسمير غانم وجورج سيدهم و حيث إنها الانطلاقة الاولى و البداية الحقيقية للدخول في عالم التمثيل في عام ١٩٦٩، هل كنت متخوفاً في البداية من فكرة العمل في التمثيل؟ و ما كان احساس حضرتك أثناء تلك البداية في هذا العمل ؟ وهل تركت العمل في الشركة فور انضمامك لفرقة ثلاثي أضواء المسرح ؟ – المعلومات صحيحة غير إني لم أترك العمل في الشركة فور العمل في التمثيل، بل بعدها بأعوام كثيرة وقبل الانضمام إلى فرقة مدبوليزم. بالعكس، لم أكن متخوفاً في بداية تجربة التمثيل، بل كنت متحمساً ووجدتها تجربة مثيرة جداً إلا إنني بدأت التخوف بعد قرار الاستمرار في العمل في مجال التمثيل، لأن هذا يستدعي المواظبة على تحسين مستوى أدائي في التمثيل مع ضرورة استمرار التألق مع كل عمل فني جديد، فكان هذا مصدر خوفي. لقد اشتركت لمدة ست سنوات في مسرحيات عديدة مع ثلاثي أضواء المسرح، و من أشهر هذه المسرحيات : طبيخ الملائكة، أحدث امرأة في العالم، فندق الأشغال الشاقة، جوليو ورومييت، فما أقرب دور إلى قلبك في إحدى هذه المسرحيات و قد شعرت إنك تعايشت مع هذا الدور بكل حواسك؟ – لم يكن هناك دور محدد، بل كنت سعيداً بالاستفادة عموماً من تجربة التمثيل في كل دور أؤديه بحماس، وأن يراني المخرجين في كل هذه الادوار. وماذا عن تجربتك مع فرقة مدبوليزم التي أسسها الفنان الكبير الراحل عبد المنعم مدبولي.. ولماذا تركتها؟؟ – عملت مع “المدبوليزم” خلال الفترة من ١٩٧٥ إلى ١٩٧٩، ومن أشهر المسرحيات التي شاركت فيها مع الفرقة: مع خالص تحياتي، راجل مفيش منه.. ولم يكن هناك سبب محدد، بل كان هدفي أن اشترك في جميع الأعمال مع كثير من المخرجين و أن أتنوع في أدواري والتغيير مطلوب في كل شئ حتى في الحياة، ولقد استمتعت بنفس القدر في العمل مع الفرقتين لأني كنت استمتع بالعمل نفسه سواء مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح أو المدبوليزم ولقد أحببت كل الادوار التي كنت أنجح في أداءها. هل ندمت يوماً في أداء دور ما في إحدى اعمالك الفنية.. وما هي أهم المسلسلات والافلام التي تعتز أكثر بالاشتراك ؟ – بالطبع، ندمت عن بعض الأدوار ولكنها قليلة جداً عندما اكتشفت إني اشتركت في أعمال فنية دون مستوى، وهذا لإني أصبحت بعد ذلك حريص جداً في اختيار أدوار في الأعمال الفنية التي تستحق، وأي نوعية من الأفلام التي فشلت فيها لم أكرر الانضمام إليها مرة أخرى. وبالطبع لم أشترك إطلاقاُ في أي أفلام التي قيل عنها أفلام مقاولات وخصوصاً في فترة السبعينات، وهذا يحسب لي في رصيدي الفني والحمدلله. هناك أفلام ومسلسلات بل ومسرحيات كثيرة لا حصر لها اعتز بالاشتراك فيها و بالأدوار التي تميزت فيها من خلالها. وهناك دور أول مرة أؤديه وهو دور اسماعيل صديق في مسلسل بوابة الحلواني، و هو شخصية سادية شريرة التي تهوى تعذيب وإذلال المساجين، و كان لون جديد ومختلف عن أدواري الأخرى واعتقد انه قد ترك تأثيراً عظيماً لدى بعض المشاهدين المتابعين لهذا المسلسل. كثير من الفنانين انضم أولادهم إلى العمل في التمثيل وساروا في هذا الطريق وتألق بعضهم في أدوار كثيرة، هل كنت ترغب كذلك بالنسبة لأولادك محمد واحمد ورانيا أم العكس؟ أم لم تفكر في الأمر تاركاً لهم حرية اختيار مستقبلهم سواء داخل الفن او خارجه؟ – لم أفكر في هذا الأمر بهذا الشكل، إذا لم أشعر إن لديهم موهبة التمثيل فلن أشجعهم بالقطع على أن يخوضوا التجربة من أساسها، ولو أحد منهم لديه هذه الموهبة حقاً، عليه أن يسعى ويجاهد بنفسه لخوض التجربة دون أي تدخل أو تشجيع مني. هل يمكن أن تعود للتمثيل مرة أخرى ، أم اكتفيت بهذا القدر من الأعمال الفنية العظيمة المشرفة طوال مشوارك الفني الحافل؟ – لا يمكن أن أتردد على الإطلاق في الاشتراك في أي عمل فني إذا وجدت فعلاً إنه جدير بالانضمام إليه ويضيف إلى رصيدي الفني”. دائما ما كانوا يختارونك في دور يهودي في الأعمال الجاسوسية، هل سئمت من وضعك في هذا القالب دائماً في هذه الأعمال و تمنيت يوما كسر هذا القالب؟ – لم اشترك في أي أعمال جاسوسية سوى في مسلسلين فقط، وهما مسلسل دموع في عيون وقحة و مسلسل رأفت الهجان فقط، وقد أديت فيهما دور يهودي، وهما من إخراج يحيى العلمي الذي يحسن دائماً اختيار الأدوار المناسبة لكل مجموعة الممثلين في أي عمل درامي الذي يشرف عليه. هل تفضل أكثر الأدوار الكوميدية أم التراجيدية؟ رغم كفاءة و مهارة حضرتك بلا شك، في أداء هذين النوعين من الأدوار؟ – بل أفضل الدور الجيد والذي يترك تأثيراً لدى المشاهدين بصرف النظر عن نوعية الدراما، سواء كان كوميدي أو تراجيدي أو أي نوعية أخرى. ما هي أكثر الذكريات المحببة إلى قلبك سواء في كواليس المسرحيات أو الأفلام أو المسلسلات؟ – أنا طبيعتي منضبط في الحياة عموماً، ويهمني الاجتهاد في العمل فقط، وبالتالي أكثر الذكريات المحببة إلى قلبي هي بعد نجاح أي عمل فني، و أكثرها إيلاماً للقلب هي بعد فشل أي عمل فني. لقد شاركت في العروض الأولى لمسرحية سك على بناتك، هل تحب أن تكشف لنا عن سبب أو أسباب عدم استمرارك معهم في هذا العمل؟ – هذه معلومة خاطئة، لم اشترك إطلاقاً في أي عمل فني مع الفنان فؤاد المهندس إلا في الأفلام والمسلسلات، و ليست في المسرحيات من الأساس. هل كنت تخرج عن النص في بعض الأحيان أثناء العرض المسرحي؟ و إذا حدث، فما كان موقف أو تصرف من كان معك على المسرح في تلك اللحظة؟ و ما كان موقف الجمهور الشاهد وتفاعله مع هذا الوضع؟ – كنت اخرج عن النص لكن نادراً جداً إلا إنه يأتي حسب درجة تفاعل الجمهور مع العرض المسرحي، فيجعل الخروج عن النص يظهر عفوياً ولحظياً. ما الذي تراه يفتقده عالم التمثيل في هذا اليوم في أي عمل درامي، ولم يعد موجوداً وتتمنى أن يعود مرة أخرى؟ – المسألة لا تحسب بهذا الشكل، التطور في الحياة أمر طبيعي، وكذلك في التمثيل، ولو لاحظتي التمثيل في فترة الاربعينات غير في فترة الستينات غير في فترة الثمانينات وهكذا، التطور في نوعية التمثيل وفي طريقة الكلام مع اختلاف الأجيال أمر طبيعي جداً ولا يعيبه شئ. هل صحيح ما ذكرته بعض المواقع الاليكتونية من أنك كنت الحبيب والخطيب الأول لزوجة الرئيس الأسبق، السيدة سوزان مبارك؟ – لا ..إنها شائعة لا أساس لها من الصحة، وقد كانت اسرة السيدة سوزان مبارك جيراننا فقط في منطقة مصر الجديدة. ما هي أخر الأعمال الفنية التي اشتركت فيها و متى؟ – مسلسل سابع جار و مسلسل عوالم خفية مع الفنان عادل إمام و ذلك في العام الماضي.
مشاركة :