ما حدود العلاقة بين المرأة والرجل في العمل؟، سؤال ورد إلى الشيخ محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.وقال الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تعامل المرأة والرجل في العمل لا بد أن يقتصر على مطلبات العمل؛ فلا يتكلمان في أي أمر لا يخصه.وتابع مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء أن المرأة والرجل في العمل أجنبيان عن بعضهما كالغرباء، فلا يجوز التلامس، ولا أن يبث كل واحد منهما همه للثاني، مما قد ينتج عنه مشكلات كثيرة.قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الكلام والتعليق عبر الشات، يكون حلالًا إذا كان يؤدى إلى التعاون والخدمة، أما إذا كان يؤدى إلى ضياع الأسر وفعل الحرام والفسق والفجور وعظائم الأمور فهذا حرام.وأكد الجندي لـ«صدى البلد»، أنه لا يوجد دليل على فتوى الشيخ سالم عبد الجليل بتحريم إضافة المرأة للرجال على فيس بوك، مشيرًا إلى أنه يجوز شرعا إضافة زملاء العمل والدراسة والأقرباء على مواقع التواصل الاجتماعي.وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الشات ليس خلوة بين الشاب والفتاة، ويجوز للفتاة التعبير عن إعجابها إذا نشر أحد الزملاء موضوعًا متميزًا، فيجوز التعبير بالإعجاب سواء بـ«لايك»، أو «الابتسامة» إذا كان الموضع يدعو للضحك.وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق، على ضرورة الالتزام بالتعاليم الإسلامية في المحادثة عبر الشات فلا يكون الكلام خارجًا يدعو للفسوق والفجور.في السياق نفسه، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن المحادثة بين الرجال والنساء عبر الشات وغير ذلك تارة تكون جائزة أو محرمة أو مكروهة أو مستحبة وواجبة.وأشارت «شاهين» إلى أن المحادثة بين الرجال والنساء عبر الشات تكون مكروهة إذا كان السؤال ليس له أي داعٍ، وتكون محرمة إذا كان الكلام عن أشياء محرمة خارجة عن الأخلاق الحميدة، وتكون واجبة إذا كانت لتبادل منفعة ضرورية كالتعليم والتعلم.ونوهت أستاذ العقيدة والفلسفة، بأن المحادثة تكون مباحة ومستحسنة إذا كانت للتعارف السليم قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».ولفتت إلى أنه يجب على الرجال والنساء أن يتقوا الله في كلامهم ولا يكون في حديثهم شيئا خارجا عن الكلام المباح، محذرة الفتيات من نشر صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدة أن هذا مكروه وقد يعبث معدومو الضمير بهذه الصورة ويضعونها في مشاهد مخلة.بدوره، شدد الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، على أن المحادثة بين الذكور والإناث الأصل فيها الإباحة كسائر العلاقات السوية بين البشر، والقاعدة الفقهية تقول: «الأصل في الأشياء الإباحة»، وأن التحريم قد يعرض للشيء المباح ليس في ذاته، بل لما يكتنفه من أمور خارجية تغير الحكم فيه من الإباحة إلى الكراهة أو التحريم.وأكد عاشور أن المحادثة قد تكون واجبة إذا ترتب على فواتها ضرر على حياة أحد المتحدثين، كما هو الحال بين المريض والطبيب مثلا، وقد تكون مستحبة إذا كانت في تحصيل مصلحة نافعة، كتسهيل قضاء حوائج الناس.وأشار مستشار المفتي، إلى أن الإسلام يدعو إلى الأخذ بأساليب الحضارة في كل زمان ومكان ما دام ذلك في خدمة الإنسان الذي هو محور الحضارات ومرتكزها الأصيل، بل ما خلق الله في الكون شيئا إلا لمصلحة الإنسان الذي كرمه في الشرائع كلها، فقال تعالى: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ» [الجاثية: 13].وأضاف عاشور: أن حكم الشرع في الوسائل ذات الوجهين في الاستعمال لا يتعلق بتلك الوسائل، وإنما يناط بمن يستعملها، وهو الإنسان؛ إذ هو المكلَّف أمام الله عز وجل، ومثال ذلك السكين الذي يفيد في قطع الأشياء النافعة للإنسان فيباح، وقد يستعمل في القتل والجرح فيحرم استعمالها، كما يحدث من الجماعات الإرهابية هذه الأيام.وتابع: وينسحب الحكم نفسه على استخدام الشات، سواء بين أفراد الجنس الواحد أو بين الجنسين، فيباح فيما لا ضرر فيه على الأشخاص أو عادات المجتمع وآدابه ونظامه العام، ويحرم إن تسبب في ضرر لكرامة الإنسان وعرضه أو نفسه وحرمة الوسيلة هنا ليست في ذاتها وإنما لما تسببت فيه من ضرر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
مشاركة :