بقلم : ناصر بن مفلح القحطاني قائد ثانوية الدمامفي منتصف العام الهجري الماضي داهم مرض كورونا العالم على حين غرة، فقلب الموازين، وعطل المصالح، وجمّد الاقتصاد، وأوقف الأعمال،وأصيبت أكثر الدول في مقتل جراء هذا الوافد الغريب الذي لم يكشر عن أنيابه قبل هجومه، فحصل ما لم يكن بالحسبان، ومن هول الصدمة انقسم العالم حيال المرض بين دول عطلت مصالحها تترقب رحيله، وأخرى أعادت النظر في خططها؛ بما يتمشى مع ظرف المرحلة التي لا أحداً يتنبأ متى تنجلي غمامتها؛ وكانت بلادنا ولله الحمد من الدول التي استطاعت أن تتخطى وقع هذه الكارثة، وأن تسير حثيثاً في غربلة خططها، وتغيير بعضها إن تطلب الأمر ذلك، وقطاع التعليم من الأجهزة الرسمية التي أولتها الدولة أهمية قصوى، فهيأت له جميع السبل، وأجلبت بخيلها ورجلها لتذليل جميع الصعاب لتحويله من التقليدي إلى العالم الرقمي الافتراضي تجنباً للاختلاط بين شبيبتها الذين هم عماد الوطن وكنزه الذي لا يعوض بثمن، فقامت بعمل ورش العمل، والاجتماعات، واستقطبت الخبراء من كل مكان حتى اكتمل مشروع التحول الإلكتروني الكبير المتمثل في منصة مدرستي، بحيث يدرس الطالب من بيته، ويحاور معلمه عبر الاتصال بالصوت والصورة بطريقة سلسة وسهلة، ومثرية، ومحملة برسالة قوية للأجيال الحالية بأن عصر الورق قد أزف على الرحيل شئنا أم أبينا، وكذا التعليم التقليدي الذي يكلف الدول مبالغ طائلة، ولا يناسب روح العصر.لن نستبق الأحداث، ولا ندري ما ذا سيكون حال التعليم بعد رحيل كورونا، بيد أن للمرحلة تجلياتها ومتطلباتها، وهذه تجربة أثبتت نجاحها، و تحدي كبير اتضح من خلاله قدرة وزارة التعليم في بلادنا على تخطي الصعاب، وقيادة دفة التعليم إلى بر الأمان.
مشاركة :