نيس - قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس اليوم السبت إن الحكومة ستواصل محاربة ما وصفه بـ"التطرف الإسلامي" بلا هوادة، بينما كان يشارك في تأبين ثلاث ضحايا قُتلوا في هجوم بسكين في مدينة نيس الجنوبية الشهر الماضي.وقطع رجل تونسي يهتف "الله أكبر" رأس امرأة وقتل شخصين آخرين داخل كنيسة في المدينة الساحلية يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتقتاده بعيدا.وقال كاستيكس في كلمة ألقاها خلال مراسم التأبين "نحن نعرف العدو. لم نتعرف عليه فحسب، بل نعرف اسمه، إنه الإسلام المتطرف وهو أيديولوجية سياسية تشوه الدين الإسلامي"، مضيفا "إنه عدو تقاتله الحكومة بلا هوادة بتوفير الموارد اللازمة وتعبئة كل قواتها كل يوم".وجاء هجوم نيس بعدما قطع رجل شيشاني المولد رأس معلم في إحدى ضواحي باريس يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول غضبا على ما يبدو من عرضه رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.ووقع هجوم نيس وسط غضب في أنحاء العالم الإسلامي بسبب دفاع فرنسا عن حق نشر مثل هذه الرسوم بدعوى حرية التعبير.ولا يزال المشتبه بتنفيذه هجوم نيس والذي وصل من تونس في الآونة الأخيرة ويبلغ من العمر 21 عاما، في حالة حرجة بعدما أطلقت الشرطة النار عليه وتم نقله لمستشفى في باريس أمس الجمعة.ورغم أن دوافعه مجهولة، فإن تحركاته معروفة. وقالت مصادر فرنسية وإيطالية إنه وصل أوروبا بشكل غير قانوني عبر جزيرة لامبيدوسا في 20 سبتمبر/ايلول. ثم وصل إلى مدينة باري (إيطاليا) في 9 أكتوبر/تشرين الأول وتلقى أمرا من السلطات بمغادرة البلد خلال سبعة أيام.وعقب ذلك فُقد أثر الشاب حتى 28 أكتوبر/تشرين الأول حين اتصل بشقيقه ياسين القاطن بمدينة صفاقس في تونس. وقال ياسين عويساوي إن شقيقه "وصل إلى فرنسا حوالي الساعة 20:00.وأضاف أنه ذهب إلى فرنسا لأنها أفضل للعمل"، ولم يستطع تفسير سلوك أخيه الذي صار متدينا منذ نحو عامين بعدما بدأ مشروعا صغيرا لبيع المحروقات بشكل غير قانوني في بلاده.وفتحت نيابة مكافحة الإرهاب الفرنسيّة تحقيقا في الاعتداء الذي دفع فرنسا إلى رفع التأهّب إلى درجة "طوارئ لمواجهة اعتداء"، وهي الدرجة القصوى في إطار خطة "فيجيبيرات" لحماية الأراضي.وبعد تسعة أيام من الهجوم، رُفِعَت جميع أوامر الحجز الاحتياطي، بما في ذلك عن قاصر يبلغ من العمر 17 عاما، اعتُقل بعد ظهر الأربعاء في المنطقة الباريسية.وبالمجمل، احتجزت الشرطة 11 شخصا على ذمة التحقيقات وأطلقت سراحهم منذ بدء التحقيق الذي فتحته نيابة مكافحة الإرهاب، لا سيما بتهمة "الاعتداءات المتعلقة بمؤسسة إرهابية".والجمعة، تم نقل المهاجم الذي أصيب بجروح خطيرة أثناء توقيفه وثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد بالطائرة وتحت حراسة مشددة من نيس إلى باريس.وذكر مصدر قريب من الملف أن إبراهيم عويساوي نُقل إلى المستشفى في باريس لكن المحققين لم يتمكنوا من استجوابه.وشهدت فرنسا مؤخرا عددا من الاعتداءات الإرهابية منها مقتل أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي في 16 أكتوبر/تشرين الأوّل بقطع رأسه على يد لاجئ روسي شيشاني يبلغ 18 عاما أردَتهُ الشرطة في ما بعد، بسبب عرضه على تلاميذه في الصفّ رسوما كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمد أثناء درس عن حرّية التعبير.وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا بأن فرنسا لن تتخلى عن حرية التعبير ومن ضمنها حرية نشر رسوم كاريكاتورية. وأثارت تصريحاته أزمة مع العالم الإسلامي حيث خرجت تظاهرات احتجاجية وأطلقت دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
مشاركة :