منذ توليه الإدارة الفنية للمنتخب الوطني الأول قبل عام، صدّر الكابتن حسام البدري مشكلة تعلقت بشارة القيادة، بعد تصريحاته المتكررة حول عدم استقراره على اختيار القائد الجديد، رغم العرف المعمول به في توكيل الأمر إلى أقدم اللاعبين تمثيلًا للبلاد، وهو نجم بيراميدز أحمد فتحي. قضية شارة القيادة ظلت تتردد بين حين وآخر على الساحة الرياضية، وعادت بقوة مؤخرًا عقب قرار «البدري» بعدم استدعاء «فتحي» إلى القائمة التي ستواجه منتخب توجو خلال الفترة المقبلة، ما أثار الشكوك حول تأثير خلاف وجهات النظر بين الطرفين في الأمر، ليفتح المدير الفني خلافًا جديدًا مع لاعب كبير كعادته، كيف لا وهو من دخل في صدامات مع نجوم لهم وزن ثقيل على الساحة الكروية. هذه المشكلات حرص «البدري» على تفجيرها منذ توليه القيادة الفنية للنادي الأهلي لـ 3 ولايات مختلفة، فيبدأ الأمر بوضع أصحاب الخبرة على دكة الاحتياط دون أسباب واضحة ما ينتهي بخروج النجوم بالرحيل، وهو الأسلوب الذي حرص على تكراره حاليًا لكن بشكل مختلف، من منطلق إدارته الفنية لمنتخب لا لنادٍ. . أزمتي أحمد بلال وأحمد حسن في الفترة 2009 – 2011، تولى الكابتن حسام البدري القيادة الفنية للنادي الأهلي بعد رحيل البرتغالي مانويل جوزيه، ليصبح مشرفًا على جيل ثقيل حقق الكثير للقلعة الحمراء، إلا أنه أحرز بطولتي الدوري الممتاز وكأس السوبر المصري فقط. وفي نهاية موسمه الأول، توترت علاقته بقائد المنتخب المصري أحمد حسن إلى حد كبير، وهو ما عكسته لقطتين مختلفتين خلال لقائي الزمالك في بطولة الدوري، والكروم في منافسات كأس مصر، حينما اعترض الأخير على تبديله المتكرر إما بضرب «صندوق الثلج» بقدمه، أو الاكتفاء بالتلويح. الحال نفسه واجهه قائد النادي الأهلي وقتها أحمد بلال، والذي ظهر عليه غضب شديد من عدم إشراك «البدري» له في المباريات، وهو ما اتضح جليًا حينما انتهى الشوط الثاني الإضافي دون نزوله، بعدما استعد للدخول لتسديد ركلات الترجيح في نهائي كأس مصر 2010، حتى ضحك بشكل ساخر في لقطة رصدتها عدسة الكاميرا. وبعد مرور السنوات، حرص الثنائي على توضيح ما حدث خلال هذه الفترة، فقال أحمد حسن إن علاقته مع «البدري» لم تكن سيئة، لكن كان هناك اختلاف في وجهات النظر: «آه كنت أحيانا بتضايق لما بيغيرني.. بس ده كان نوع من أنواع الغيرة.. أنا بزعل من نفسي لما بشوف اللقاطات دي». أما أحمد بلال تحدث بحدة عن الفترة التي قضاها تحت القيادة الفنية لـ«البدري»، فهو رآى في نفسه أنه يمتلك قدرات تؤهله للعب أساسيًا، لكنه واجه «مديرًا فنيًا سعى لفرض شخصيته على الفريق» حسب روايته: «سنة كاملة لعبت معاه ماتشين بس، وكنت كابتن فرقة». وأكثر «بلال» من سؤاله لـ«البدري» عن سبب عدم لعبه أساسيًا: «كنت أقول له عاوز ألعب يقول لي لا مش دلوقتي.. كان رده ربنا يسهل»، إلا أن الأمر تطور بحدوث «خناقة» مع نهاية الموسم: «روحت له الأوضة وسالته انا ما بلعبش ليه، قال لي بص دي وجهة نظري، قولت له لا مفيش حاجة اسمها دي وجهة نظرك.. مش عيب أفهم منك أروح لمين»، وهو ما تطور مشادة انتهت برحيله عن الأهلي. . أبوتريكة يخرج إلى الإمارات بمرور السنوات، عاد الكابتن حسام البدري لتولي القيادة الفنية للنادي الأهلي مجددًا بعد رحيل البرتغالي مانويل جوزيه أيضًا، لكن هذه الولاية كانت متميزة إلى حد ما بالنسبة إليه، من منطلق تحقيقه لبطولات السوبر المصري والإفريقي، ودوري أبطال إفريقيا. ورغم المستوى الطيب الذي ظهر به الفريق تحت قيادته إلا أن مشكلاته مع اللاعبين الكبار ظلت موجودة، بعدما أصبح الثلاثي محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب ملازمين لدكة الاحتياط في مباريات هامة، كنهائي دوري أبطال إفريقيا وبعض مباريات كأس العالم للأندية. حالة التهميش التي عانى منها هؤلاء النجوم أفضت إلى قبول «أبوتريكة» لعرض انتقاله إلى نادي بني ياس الإماراتي على سبيل الإعارة، رغم رفضه لمبدأ الخروج في بادئ الأمر، قبل أن يعلن عدم رغبته في أن يكون عبئًا على القلعة الحمراء، إضافةً إلى حديثه عن حبه للعب من جديد بعد إلغاء مسابقة الدوري الممتاز وقتها. . عماد متعب يخرج إلى السعودية من جديد، تولى «البدري» الإدارة الفنية للأهلي لولاية ثالثة، لكن هذه المرة بعد رحيل الهولندي مارتن يول عن القلعة الحمراء، إلا أنه خلال هذه الفترة لم تسر الأمور على ما يُرام، فاكتفى بتحقيق الثنائية المحلية فقط، مع الهزيمة في نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الوداد البيضاوي المغربي. وتميزت هذه الفترة بدخول «البدري» في خلاف واضح مع المهاجم وقائد الفريق عماد متعب، والذي عانى لقلة مشاركاته، وحال نزوله إلى الملعب يحصل على دقائق معدودة لا يستطيع فيها تقديم الإفادة إلى الفريق، حتى خرج في فترة إعارة إلى فريق التعاون السعودي. وبعد اعتزاله، كشف «متعب» عما حدث خلال هذه الفترة، إذ قال: «في فرق لما المدير الفني يبقى ما بيلاعبكش لوجهة نظر فنية، والفرق إنه بيحاول يأذيك، هو مش عاوزني موجود فا عايز يخلي شكلي وحش». وكشف «متعب» أنه لم يكن يعرف سبب بقائه الدائم على دكة الاحتياط، ليقول إن «البدري» يحب اللاعبين الصغار فقط: «في 2008 كان في شهاب وشكري.. بيحبهم عشان يقدر يسيطر عليهم ومجهودهم يكون أكبر، بس أحيانًا فايدة اللاعيب الكبير بيكون أكتر منهم». ونقل «متعب» حديثه إلى مشاركته في نهائي دوري أبطال إفريقيا: «لعبت 5 دقايق في مبارة الذهاب وكنا محتاجين نكسب.. لو أنا مش قادر ألعب ليه لعبت 25 دقيقة في مباراة العودة في المغرب! هو مكنش حابب إني أبقى موجود في النادي». حالة التعنت التي واجهها «متعب» من «البدري» وضعته في حيرة كبرى: «هو زمان خدني من إيدي ووداني لكابتن صالح سليم وقال له ده هيبقى من مهاجمين النادي الأهلي، أنا معاشره من سنين طويلة فا ما ينفعش تقول لي حاجات انا مش مقتنع بيها.. أنا كنت بقصد آخد حقنة عشان أطلع برا الاسكور بسببه، عشان يبقى في سبب للاستبعاد». . وأخيرًا فتحي قبل أيام، استبعد الكابتن حسام البدري قائد المنتخب الوطني أحمد فتحي من القائمة، المقرر لها مواجهة منتخب توجو في تصفيات كأس الأمم الإفريقية، وهو ما تعود أسبابه على ما يبدو إلى الخلاف الدائر بينهما على ارتداء شارة القيادة. وكشف «فتحي»، خلال ضيافته ببرنامج «اللعيب»، أنه عُرض عليه التنازل بالفعل عن شارة قيادة المنتخب في معسكر سابق: «أنا ما بخشش في نوايا الناس، هو اتعرض عليا فعلًا وأنا قولت لا (..) أنا لعبت في المنتخب ده كتير، أنا بحب المنتخب جدا، قولتلهم لو إنتم شايفين حاجة ما تخدونيش، عشان ما يكونش في إحراج». رغم هذا، تمنى «فتحي» التوفيق للمنتخب خلال المرحلة المقبلة: «هو له وجهة نظر أنا احترمها وأقدرها ، لكن أتمنى له التوفيق وعندنا ماتشين صعبين، أنا بحبه جدًا». حديث «فتحي» عن أزمة الشارة حاول «البدري» قبلها احتوائها، إذ أرجع سبب عدم استدعائه إلى نظرته الفنية، رغم إشادة المتابعين بما قدمه في مبارياته الأخيرة مع النادي الأهلي. هذا، سبق وأن تحدث «البدري» عن رغبته في تغيير نظام منح شارة القيادة، فقال: «هي مافيهاش ثوابت، في العالم المتقدم كرويًا مش شرط تكون بالأقدمية ولا حتى بالنجومية، هي ليها معايير وحسب المتطلبات الموجودة في كل فرقة، ولازم يبقى فيها وعي كبير جدا من المسوؤلين الفنيين»، موضحًا أنه يدرس القرار الأنسب للمنتخب في هذا الشأن.
مشاركة :