النزاع حول تيجراي يجبر السودان على غلق حدود مع اثيوبيا

  • 7/11/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - أغلق السودان جزء من حدوده مع اثيوبيا فيما تتصاعد المواجهات بين القوات الاثيوبية وقوات إقليم تيجراي، وفق ما أعلنت السبت وكالة الأنباء السودانية.وذكرت مصادر دبلوماسية أن قتالا عنيفا اندلع في إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا يوم الأربعاء بعدما أمر رئيس الوزراء أبي أحمد بشن عمليات عسكرية ردا على ما وصفه بهجوم على القوات الاتحادية.وقالت وكالة سونا اليوم إن حكومة ولاية القضارف قررت إغلاق حدودها مع إقليمي أمهرة وتيجراي اعتبارا من مساء الخميس وحتى إشعار آخر، مضيفة "على المواطنين بالشريط الحدودي توخي الحذر من تداعيات التوترات داخل الجارة إثيوبيا".وتابعت "المناطق المتاخمة مع الإقليمين تشهد هذه الأيام نشاطا مكثفا لعمليات حصاد المحاصيل الزراعية وأي توترات أمنية بالمنطقة يمكن أن تلحق ضررا بليغا بالمزارعين والإنتاج".وقصفت الطائرات الإثيوبية تيجراي أمس الجمعة وتعهد أبي أحمد بمواصلة الضربات الجوية في الصراع الآخذ في التصاعد.وفي أحدث تطورات الأزمة، وافق برلمان إثيوبيا اليوم السبت على تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة تيجراي التي تفجر صراع مرير حولها بين حكومة أبي أحمد وحلفائه السابقين فيها.وكانت الطائرات الإثيوبية قد واصلت قصف إقليم تيجراي أمس الجمعة وتعهد رئيس الوزراء الاثيوبي بمزيد من الضربات الجوية في الصراع الآخذ في التصاعد. ووردت تقارير عن سيطرة قوات الإقليم على مواقع عسكرية اتحادية مهمة وأسلحة.وقال أبي أحمد مساء أمس في كلمة نقلها التلفزيون إن على المدنيين في المنطقة الشمالية تفادي الأضرار التي يمكن أن تلحق بهم وذلك بتجنب التجمع في أماكن مفتوحة لأن الضربات ستستمر، في تحد لمناشدات دولية للجانبين بضبط النفس.وتلقي التطورات الضوء على تسارع وتيرة الصراع الدائر منذ أيام على نحو يزيد من خطر الحرب الأهلية، بينما يحذر خبراء ودبلوماسيون من أنها قد تزعزع استقرار البلد الذي يقطنه 110 ملايين نسمة وتضر بمنطقة القرن الأفريقي.وكان أبي أحمد الذي فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، قد اتهم حلفاءه السابقين في الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بمهاجمة قاعدة عسكرية للجيش الاتحادي ومحاولة سرقة عتاد. وقال إن "الخط الأحمر الأخير" تم تجاوزه.وقال مجلس الاتحاد في بيان على صفحته على فيسبوك "صدر قرار بإقالة الهيئة التنفيذية الحالية ومجلس منطقة تيجراي".وقطعت الحكومة اتصالات الهاتف والإنترنت في المنطقة حسب ما قالت جماعة 'أكسيس ناو' المعنية بالحقوق الرقمية، الأمر الذي يجعل من المستحيل التحقق من الروايات الرسمية. واتهمت الحكومة الجبهة بقطع الاتصالات.وقال دبلوماسيون وعمال إغاثة إن القتال ينتشر في الجزء الشمالي الغربي من البلاد على حدود تيجراي مع منطقة أمهرة التي تدعم الحكومة الاتحادية وقرب الحدود مع السودان وإريتريا.وقال أبي احمد أمس الجمعة إن القوات الحكومية انتزعت السيطرة على بلدة دانشا قرب المنطقة الحدودية من أيدي الجبهة.وكانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي قد قادت الائتلاف الحاكم متعدد الأعراق في البلاد منذ الإطاحة بالإمبراطور هيلا سيلاسي عام 1991 وحتى تولي أبي أحمد السلطة عام 2018. وهيمن أبناء الإقليم على الجيش طيلة هذه العقود.وأقال رئيس الوزراء الاثيوبي الذي ينتمي إلى عرق الأورومو، الكثير من كبار القادة العسكريين في إطار حملة على الفساد وانتهاكات حقوقية سابقة يقول أبناء إقليم تيجراي إنها تستهدفهم.ويقول خبراء إن قوات تيجراي لها خبرة في القتال ولديها مخزونات كبيرة من العتاد العسكري. وقالت المجموعة الدولية للأزمات إن قوام قوات المنطقة والجماعات المسلحة التابعة لها يصل إلى 250 ألفا.ومن بين أكبر المخاطر التي يثيرها الصراع انقسام الجيش الإثيوبي على أسس عرقية وانشقاق أبناء تيجراي وانضمامهم لقوات الإقليم. وقال الخبراء إن هناك مؤشرات على أن هذا يحدث بالفعل.وأشار تقرير للأمن الداخلي أصدرته الأمم المتحدة بتاريخ الجمعة إلى أن قوات تيجراي تسيطر على مقر القيادة الشمالية للجيش الاتحادي في مدينة ميكلي.والقيادة الشمالية واحدة من أربع قيادات عسكرية في إثيوبيا وتسيطر على الحدود مع السودان وجيبوتي وإريتريا.وذكر التقرير أن قوات تيجراي استولت على "أسلحة ثقيلة" من بعض مخازن القيادة.وأضاف أن القيادة الشمالية هي الأكثر تسليحا وبها "معظم الأسلحة الثقيلة في الجيش بما يشمل أغلبية الوحدات الآلية والمدرعة في البلاد وقطع المدفعية والقطع الجوية".وتحشد الحكومة القوات من مختلف أنحاء البلاد وترسلها إلى تيجراي مما يخاطر بحدوث فراغ أمني في أجزاء أخرى من إثيوبيا يستعر فيها العنف العرقي.وقالت منظمة العفو الدولية إن مسلحين قتلوا أكثر من 50 شخصا من جماعة عرقية منافسة في غرب إثيوبيا يوم الأحد.وجاء في تقرير الأمم المتحدة أن نقل القوات من المنطقة القريبة من الحدود مع الصومال سيجعل هذه المنطقة "أكثر عرضة لتوغلات محتملة لحركة الشباب"، في إشارة إلى الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تسعى للإطاحة بالحكومة الصومالية.

مشاركة :