ترتبط الإمارات والسعودية بعلاقات تاريخية وأخوية قوية جداً، كما تشتركان في الدين، والنسب، والعادات والتقاليد المجتمعية. وعلى الصعيد الفني، يبرز تعاونٌ كبيرٌ بين الفنانين والفنانات من البلدين عبر عديدٍ من الأعمال الدرامية والسينمائية المشتركة، إضافة إلى البرامج التلفزيونية. وقد شهدت الإمارات في الفترة الأخيرة توافد عددٍ كبير من الفنانين والفنانات السعوديين إليها لتصوير أعمالهم، والإقامة فيها خلال تلك المدة، ونالت هذه التجربة استحسان الجميع، حيث أثنوا على ما وجدوه فيها من حفاوة استقبالٍ وكرم ضيافة. "سيدتي" التقت فنانين وفنانات سعوديين، صوَّروا أعمالاً فنية في الإمارات، فتحدثوا عن الأجواء التي عاشوها، ورأيهم في الشعب الإماراتي، موجِّهين أجمل العبارات بمناسبة قرب حلول اليوم الوطني الإماراتي. بدايةً، أشادت مريم الغامدي، فنانة وإعلامية ومخرجة، أمضت فترةً طويلة، تجاوزت الأشهر في الإمارات من أجل تصوير مسلسلها "الميراث"، بإقامتها هناك، مؤكدةً أنها كانت جميلةً جداً، كاشفةً عن أنها كانت تحضر إلى أبو ظبي قبل تفشي فيروس كورونا لتصوير مشاهدها في مسلسل الميراث، وتبقى فيها أياماً، ثم تعود إلى الرياض، وقالت: "في فبراير الماضي طلبوا مني الحضور للتصوير لمدة أربعة أيام، وحقاً، أتيت في 20 فبراير، وكان من المفترض أن أسافر في 25 من الشهر نفسه، لكنَّ المسؤول طلب مني تمديد تاريخ مغادرتي إلى يوم 27 لإقامة mbc مؤتمراً صحفياً بمناسبة عرض المسلسل في 1 مارس، ورغبتهم في أن أشارك فيه". مضيفةً "خلال المؤتمر، اتصل بي مدير شركة إنتاجٍ فنية من مدينة العين، ودعاني للمشاركة في عملٍ بدوي بعنوان حارس الجبل، لمدة 20 يوماً، كما أرسل لي النص، وبعد أن قرأته، اتَّفقنا على التصوير، الذي بمجرد أن بدأ حتى تفاجأ الجميع بقرار وقف رحلات القدوم والمغادرة من السعودية وإليها بسبب انتشار كورونا". وأشارت مريم إلى أن شركةً فنيةً أخرى، طلبت منها أثناء التصوير المشاركة في مسلسلٍ بعنوان "بعد الرحيل"، وكانت قد أنهت مسلسلاً بعنوان "رحى الأيام" في الكويت أواخر يناير الماضي، لتنشغل بأعمالٍ، عُرِضَت في شهر رمضان المبارك، وقالت: "بقيتُ مع مسلسل الميراث بعد الحجر الصحي، مع التزام جميع الشركات المنتجة باستخراج تصاريح التصوير الرسمية، والتقيد بالإجراءات الاحترازية من كورونا، وتوفير إشرافٍ طبي سواءً في موقع التصوير، أو الفندق الذي نقيم فيه، والحمد لله، لم يصب أي أحدٍ منا بالفيروس". وعن أجواء إقامتها في الإمارات خلال تلك الفترة، كشفت الفنانة السعودية "إقامتي في بلدي الثاني الإمارات، كانت جميلة جداً، ولم أشعر بأنني في مكانٍ غريب، فالعادات والتقاليد واحدة، والشعب واحد، ما أراحني كثيراً". مبينةً "بطبيعتي، كثيراً ما أتردَّد على الإمارات، فهي دولةٌ جميلة، لذا أحبُّ الوجود فيها سواءً للعمل، أو السياحة". كما تطرقت إلى جديدها الفني بالقول: "سأقوم خلال الفترة المقبلة بتصوير 11 مسلسلاً خليجياً مع عددٍ من نجوم الإمارات والخليج العربي". مؤكدةً أن "الشعب الإماراتي شعبٌ خليجي أصيل، يتشابه في كثيرٍ من عاداته وتقاليده مع السعوديين، وحتى في الذائقة الفنية، وهم أهل كرمٍ وشهامة"، مشيرةً إلى أن "عدداً من شباب وشابات الإمارات، من خريجي الكليات المختلفة، تدرَّبوا على الإخراج والإنتاج والدراما بالوجود معنا أثناء تصوير تلك الأعمال، وعبَّروا عن سعادتهم بوجودنا في الإمارات، وكانوا يُحضرون لنا أطعمةً شعبية إماراتية من طبخ أمهاتهم، إضافة إلى القهوة، واللقيمات، والتمر المصنوع بالطريقة الإماراتية الأصيلة"، ذاكرةً أن "القوانين السعودية والإماراتية تتشابه أيضاً، مع عدم وجود اختلافٍ كبيرٍ في الأنظمة، إذ إنها دقيقة وحازمة في كلا البلدين، خاصةً أثناء بدء تفشي فيروس كورونا، حيث تمَّ منع التجول ليلاً، وأذكر أن بعض الشباب الإماراتيين، كانوا يقفون في محطات البنزين، ويوزعون الكمامات والقفازات، وقد شعرت بقلقٍ وخوفٍ لتغيُّر نظام البلد، وهو ما لم نعتد عليه من قبل، كما حدث في كل البلدان الخليجية والعربية والعالمية، إضافة إلى إغلاق المحلات التجارية، والصيدليات، والبقالات، كل شيءٍ توقف تقريباً، حتى في رمضان والعيد، لكننا مع الوقت تعوَّدنا على الوضع الجديد، والحمد لله، كانت شركة الإنتاج توفر لنا كل ما نحتاج إليه من إشرافٍ طبي، ومصروف مالي، وبهذه المناسبة، أشكر القائمين عليها للاهتمام بنا"، مؤكدةً وجود أماكن تصوير مناسبة في السعودية والإمارات "فالإمكانات الفنية المتطورة سمة البلدين، مع سهولة الإجراءات، لا سيما في أبو ظبي". وحول أهم الفروقات بين البلدين، قالت مريم: "بصدق، أجد في السعودية كل احتياجاتي، خاصةً في الأسواق الشعبية، كما أن الأسعار معقولة لدينا". مضيفةً "عندما كنت في أبو ظبي لم أجد أسواقاً شعبية فيها مثل تلك الموجودة في السعودية، لكنها تتميز بالمولات، أما في دبي، فيوجد سوق شعبي في الإمارة". وتحدثت عن الجمهور الإماراتي مؤكدةً أنهم "حبوبين وطيبين"، ويتميزون بالذوق العالي، متمنيةً للإمارات، شعباً وحكاماً، بمناسبة قرب حلول اليوم الوطني كل التقدم والازدهار. وحيَّت إلهام علي، فنانة، الإمارات بمناسبة قرب حلول اليوم الوطني، قائلةً: "كل عام وحكومة وشعب وأرض الإمارات بألف خير. ربي يديم عليكم الأمن والأمان، وتبقى الإمارات بلد العطاء والتفوق". وتحدثت عن تجربتها في تصوير المسلسلات بالإمارات، مؤكدةً أنها دائماً ما تشعر بأنها في بلدها الثاني، ولا تحس بالغربة هناك، مبينةً أن "الشعب الإماراتي من أكثر الشعوب تفتُّحاً، ومرونةً، وخفة دمٍ"، متطرقةً إلى أحد المواقف التي صادفتها بالإمارات بالقول: "خلال وجودي في المطار، بعد انتهائي من تصوير مسلسلٍ، استوقفتني موظفة جمارك، وقالت لي: لماذا أنتِ شريرة؟ ولوهلةٍ لم أفهم ما تعنيه، فأوضحت لي أنها تعلِّق على شخصيةٍ لي في مسلسلٍ، فأجبتها: المخرج عاوز كدا. لتضحك طويلاً قبل أن تعبِّر عن إعجابها بأعمالي"، موضحةً أن "هذا الموقف ليس الأول ولن يكون الأخير فدائماً ما تجمعني بالجمهور مواقف وحكايات طريفة، تُخلَّد في ذاكرتي"، مشيدةً بالشعب الإماراتي، مشيرةً إلى أنه "شعبٌ مضياف مثل السعوديين فعاداتنا وتقاليدنا تتشابه نوعاً ما"، كاشفةً عن أنها تفضِّل عندما تكون في الإمارات الذهاب إلى الـ "سيتي ووك" حيث السينما، إضافة إلى المطاعم، ذاكرةً أنها تحبُّ السوق الصيني فيها كونها تبحث دائماً عن منتجات غير مألوفة. وبيَّنت هند محمد، فنانة، أنها سافرت إلى الإمارات كثيراً، مبررةً إقامتها فيها طويلاً خلال الفترة الأخيرة بارتباطها بتصوير أول مسلسل سعودي "سوب أوبرا"، يتألف من 250 حلقة، لكنها لم تجد وصفاً مناسباً لتلك الفترة التي بقيت فيها بالإمارات بسبب قلة الخروج تقيُّداً بإجراءات وقف تفشي فيروس كورونا، قائلةً: "كانت جدران الفندق، وأماكن التصوير أكثر ما رأيته في الإمارات، لا سيما مع استمرار التصوير يومياً، وحتى خلال الوقت المستقطع، كنت أحضِّر للحلقات المقبلة، لذا لم أستطع، على الرغم من الفترة الطويلة التي بقيت فيها هناك، أن أختلط كثيراً بالشعب الإماراتي، وهذا ما يمنعني من وصفه بدقة، إذ لم يحدث أي احتكاكٍ بيني وبين الإماراتيين". وعن رأيها في الأعمال الدرامية السعودية والإماراتية، أكدت هند، أنها جميلة بالمجمل "فالكل يجتهد لتقديم الأفضل، وهي متفاوتةٌ نسبياً لدى الجميع دون استثناء"، مشيرةً إلى أن "القوانين في البلدين تختلف، إذ إن لكل بلدٍ قوانينه الخاصة، لكنها تتشابه من حيث التنظيم، وآلية فرضها"، مشددةً على حرصها على الالتزام بالقوانين بحذافيرها أينما وُجِدت، لذا لم تواجه حتى الآن أي مشكلةٍ بهذا الخصوص. وتطرقت هند إلى التصوير، كاشفةً عن أن "مواقع التصوير تختلف بين السعودية والإمارات، وهذا يعود إلى تنوُّع جغرافية البلدين من صحارى وجبالٍ ومروج، واختلاف مساحتهما، إضافة إلى المناظر العامة فيهما، فكل ذلك يلعب دوراً فاعلاً في التصوير"، مثنيةً على مدينة أبو ظبي، واصفةً إياها بـ "الدينمو" الذي يقوِّي إنتاج الأعمال الفنية، إذ إنها مدينة إعلامية بامتياز، وتضم كل مقومات التنافس الدرامي والسينمائي، إلى جانب تشجيع حكومتها ودعمها الإنتاج الفني من خلال ما تقدمه من خدماتٍ، وما توفره من موارد لوجستية ومادية. وحول رأيها في الإماراتيين، قالت هند: "الإمارات بلدٌ مضياف، والإماراتيون كرماء، ومتأكدةٌ من أنني أينما حللت سأجد الأفضل، فكل الناس خير وبركة". واختتمت حديثها بتهنئة الإمارات حكومةً وشعباً بقرب حلول اليوم الوطني، قائلةً: "كل عام وحكومة وشعب الإمارات بألف خير. الله يحفظكم ويديم عليكم نعمة الأمن والأمان والرخاء". وبيَّن محمد شامان العنزي، فنان، أنه أمضى أجمل الأوقات في الإمارات خلال تصوير عددٍ من المسلسلات، قائلاً: "فتره إقامتي في الإمارات، كانت جميلة جداً، وشعرت وكأنني في وطني السعودية، ولم أجد أي فارقٍ باستثناء الابتعاد عن عائلتي". وأشار إلى أن هناك اختلافاً في مواقع التصوير بين البلدين، "فهي تختلف بحسب فكرة المسلسل، أو الفيلم، فلكلٍّ منها لوكيشن خاص، لكنَّ الإمكانات الإنتاجية في البلدين عالية جداً"، مثنياً على الشعب الإماراتي وكرمه بالقول: "الإماراتيون شعبٌ أعجز عن وصفه، فهم يتمتعون بكرم الخلق، والتعاون مع الآخرين، ولهم ذائقة فنية مميزة، فكل التقدير والمحبة لجمهوري الإماراتي، الذين قابلت بعضهم في الأماكن العامة، وأسعدني احتفاؤهم بي، وحرصهم على التقاط الصور التذكارية معي، ما يدل على محبتهم الكبيرة لي، وتأثيري الجميل فيهم، مع العلم، أنني في أكثر أدواري أظهر شريراً". وهنَّأ شامان الشعب الإماراتي بمناسبة قرب حلول اليوم الوطني قائلاً: "كل عام والإمارات شامخة عزيزة، وكل عام والخليج العربي بخير وأمن وأمان. كنت أتمنى أن أكون موجوداً في الإمارات خلال الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً حتى أشارك إخواننا وأهلنا الإماراتيين الفرحة بيومهم الوطني، لكنَّ الظروف الحالية الناتجة عن فيروس كورونا في العالم كله لم تسمح لي بذلك". واحتفت يارا الشهري، فنانة ومقدمة مسرحٍ وعضو في جمعية المنتجين، بالإمارات عامةً، ودبي على وجه الخصوص، مؤكدةً أنها رمز السعادة، قائلةً: "حدِّثني عن السعادة، أحدِّثك عن دبي، هذه الإمارة الجميلة التي تحتضن بين ربوعها كل ما يُرضي زوَّارها من جميع الأذواق". مضيفةً "قضيت فيها فترة رائعة أثناء مشاركتي في عملٍ إعلاني، وسعادتي خلال الوجود فيها لا توصف، فأمسياتها الرائعة تتسم بالسحر والجمال، كما أنها مدينة إعلامية من الطراز الأول، وكل مقومات التصوير فيها ميسَّرة، إضافةً إلى احتضانها نخبةً من المبدعين، الذين سُعدت بالعمل معهم". وعن الاختلاف الإعلامي بين البلدين، أوضحت يارا، أن "السعودية، موطني وعشقي الذي لا ينتهي، تفرض فيها قلة خبرة الإعلاميين نفسها على الساحة، فمع الأسف، تجد كل مَن يفتقر إلى أبسط صفات الإعلامي، يُطلق على نفسه هذا اللقب، ما يخلط الأمور على الناس، ويصعِّب التفريق بينهم وبين الإعلاميين الحقيقيين الذين يعدُّون قمةً في كل شيء، عكس الحال في الإمارات"، مهنئةً الإماراتيين بهذه المناسبة بالقول: "كل عام والإمارات في عزٍّ ورخاءٍ وحبٍّ وسلام". يقيم كثيرٌ من الفنانين والإعلاميين السعوديين في دولة الإمارات العربية المتحدة نظراً لارتباطهم بأعمالهم هناك، أو رغبتهم في البقاء فيها، منهم: - الفنان ناصر القصبي وزوجته الكاتبة والروائية بدرية البشر - الفنانة أسيل عمران وشقيقتها الإعلامية لجين عمران - الإعلامي فايز الحمود وزوجته الإعلامية الإماراتية رؤى الصبان - الفنانة ريم عبدالله - الإعلامية سارة الدندراوي - الفنان والإعلامي فيصل الزهراني - المذيعة العنود بدر
مشاركة :