عثرت السلطات المحلية في العاصمة الليبية على مسؤول أمني رفيع المستوى مقتولاً في «مقبرة جماعية» بمدينة ترهونة (90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس)، وسط اتهامات لميليشيا مسلحة بتصفيته بدم بارد.وقال فتحي باشاغا، وزير الداخلية بحكومة «الوفاق»، أمس، إن العميد مبروك خلف، المدير السابق لمكتب المعلومات والمتابعة بالوزارة «عثر على جثمانه في مقبرة جماعية بمدينة ترهونة، بعد تصفيته على يد عصابة (الكاني) الإجرامية».وفي حين نعى باشاغا المسؤول الأمين السابق، اعتبر أن ما أقدمت عليه ميليشيات «الكاني» عملاً «إرهابياً مروعاً يستلزم الملاحقة، محلياً ودولياً، وعدم الإفلات من العقاب»، وترحّم على جميع الضحايا الذين قال إن «عصابة الكاني قتلتهم»، متوعداً الجناة بالملاحقة القضائية، وأن يد العدالة ستطالهم.وأثارت «المقابر الجماعية» التي يعثر عليها من وقت لآخر في ترهونة انزعاجاً دولياً وأممياً واسعاً. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن «صدمة شديدة» حيال اكتشاف كثير منها، داعياً إلى إجراء «تحقيق شامل شفاف»، وتقديم الجناة إلى العدالة. ونشرت عملية «بركان الغضب» التابعة لقوات حكومة «الوفاق»، أول من أمس، والهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين بطرابلس، مجموعة من الصورة تظهر انتشال 17 جثة مجهولة الهوية من المقابر الجماعية الخمس الجديدة التي اكتشفت الجمعة بمشروع الربط بترهونة، وقالت إن عدد «المقابر المكتشفة في ترهونة بلغ 25 مقبرة حتى الآن»، وذلك منذ مطلع يونيو (حزيران) الماضي.وتواجه ميليشيا «الكاني» التي فرت من ترهونة اتهامات بتصفية كثير من الأسرى الذين وقعوا في قبضتها منذ اندلاع المواجهات العسكرية قبل 14 شهراً، انتقاماً لمقتل آمرها محسن الكاني، وشقيقه عبد العظيم.
مشاركة :