«تقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن متوسط استهلاك الغاز اليومي سيكون 5 % أكثر هذا الشتاء، مما كان عليه في السابق»أدت بدايات فصل الشتاء وانتشار العمل من المنزل بصورة كبيرة إلى رفع أسعار الغاز الطبيعي لأكثر من ضعف أدنى مستوياتها، التي وصلت لها خلال فصل الصيف.وتقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن متوسط استهلاك الغاز اليومي سيكون 5٪ أكثر هذا الشتاء مما كان عليه في السابق، بسبب درجات الحرارة الباردة، وحرق الناس أكثر من المعتاد لوقود التدفئة في منازلهم.أيضًا، ستعوّض زيادة الأسعار منتجي الغاز في منطقة جبال الآبالاش عن الخسائر التي تكبّدوها الصيف الماضي، بعدما عطّلوا العمل في منصات الحفر وقلّصوا إنتاج الآبار مرة أخرى، وفضّلوا ترك الغاز الطبيعي في باطن الأرض حتى تتحسّن الأسعار.وأغلقت العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم ديسمبر، يوم الأربعاء الماضي، عند 3.05 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة 7.7٪ عن العام الماضي. وأغلقت العقود الآجلة لشهر يناير، والتي يتم المراهنة عليها بشدة عند 3.18 دولار، بعد أن خسرت 8.4٪ من قيمتها هذا الأسبوع، وسط توقعات بوجود درجات حرارة دافئة في شرق الولايات المتحدة.وخلال هذا الصيف، انخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي إلى 1.48 دولار، وهو أدنى سعر يصل له في ربع قرن.ويتوقع التجار والمحللون تراوح الأسعار في نطاق 3 دولارات، وهو سعر مناسب لتشجيع المنتجين على الحفاظ على وفرة المعروض، ولكنه ليس مرتفعًا بما يكفي لإحداث طفرة في معدلات الحفر في باطن الأرض، واستخراج كميات أكبر من الغاز الطبيعي، وهو ما قد يتسبب في حدوث تخمة في السوق من جديد.وقال رون أوزر، كبير مسؤولي الاستثمار في مؤسسة ستاتر كابيتال، وهو صندوق تحوّط يركز على الغاز: «سنحتاج إلى سعر أعلى من 3 دولارات لتحقيق توازن في المخزونات، ووضع السوق في مكانه السليم بحلول الصيف المقبل».ويُعتبر قدوم شتاء دافئ هذا العام أكبر خطر يهدد بعدم استقرار أسواق الغاز عند سعر 3 دولارات، مثلما حدث العام الماضي.وخلال الشتاء الماضي، وبسبب الطقس الدافئ بشكل غير معتاد في نصف الكرة الشمالي، كانت مرافق تخزين الغاز من هولندا إلى الصين مليئة بالوقود غير المحترق، عندما ضرب الوباء العالم، وتوقف النشاط الاقتصادي، وتفاقمت التخمة السوقية.وفي نفس القترة، ألغى المشترون الأجانب للغاز الصخري الأمريكي طلبيات الغاز الطبيعي المسال، وأضيفت البضائع غير المباعة إلى زيادة العرض المحلي، وبعدما أغلقت الولايات المتحدة أبوابها في مارس، انخفض الطلب على وقود النقل مثل البنزين والديزل.وانخفض استهلاك الغاز الطبيعي في المصانع والمطاعم وغيرها من الشركات، لكنه انتعش في محطات الطاقة وبين الأمريكيين العالقين في المنزل، الذين شغّلوا مكيفات الهواء في مواجهة حرارة الصيف، وشغّلوا أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية المنزلية الأخرى بشكل لم يسبق له مثيل.وسجّل حجم الغاز الذي تمّ تسليمه إلى محطات الطاقة الأمريكية رقمًا قياسيًا شهريًا في يوليو، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة. ومنذ مارس، ارتفع استهلاك الغاز السكني بنسبة 10٪ على أساس سنوي، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة حتى أغسطس.وتعتبر أشهر الشتاء أساسية بالنسبة لزيادة الطلب السكني، حيث يتم تدفئة حوالي نصف المنازل الأمريكية بالغاز الطبيعي و40٪ أخرى بالكهرباء، والتي يتم توليدها غالبًا عن طريق حرق الغاز.وتوقع المحللون أن يتجاوز الإنتاج الاستهلاك بصورة متواصلة، لدرجة أن مرافق تخزين الغاز الأمريكية ستصل إلى طاقتها القصوى قبل موسم السحب الكبير في الشتاء.وقلّصت شركة رايفل إي كيو تي، أكبر منتج للغاز في الولايات المتحدة، 25٪ من إنتاجها في مايو الماضي، وأوقفت مرة أخرى جزءًا كبيرًا من الإنتاج في سبتمبر، وأعادته على مراحل الشهر الماضي.وقامت شركة رانج ريسورسز هذا العام بتقليص 210 ملايين قدم مكعبة يوميًا بدءًا من منتصف سبتمبر، قبل إعادة فتح الصنابير في أواخر الشهر الماضي.وقال المسؤولون التنفيذيون في شركة «سي إن أكس ريسورسز»، الأسبوع الماضي، ومقرها بيتسبرغ، إنهم سيعيدون فتح آخر الآبار التي أغلقتها الشركة الصيف الماضي.وقال تشاد جريفيث، رئيس العمليات في الشركة: «نحن ندخل موسم الشتاء مع إنتاج قوي».
مشاركة :