شوق الفردان وفاطمة جمعة، فنانتان إماراتيان حرصتا على خوض غمار التصميم من بوابة الفن المفاهيمي، لمحاكاة لغة الوجدان والبعد عن الواقعية، وإطلاق الأفكار والتصورات الخيالية وتحرير اللغة والأفكار والمعتقدات من قيود العقلانية، وتقديم كل ما هو جديد وحدثي في الفن، وتحويله إلى لغة بصرية مترجمة في مساحات واقعية، كمساحات الجدران، والأوراق وأيضاً الأقمشة، لخلق موضة تناقش علاقة فن تصميم الأزياء بالمحتوى المفاهيمي للفن والحياة. شوق الفردان شوق الفردان تخرجت المصممة والفنانة شوق الفردان في جامعة بارسونز للتصميم بنيويورك، وتخصصت في فن تصميم الأزياء، ووجدت في الأقمشة خامة ثرية في استخدام المفاهيم الفنية، وطباعة ونسج الخطوط التي تنطلق بلغة وأحاسيس حبيسة في النفوس، عبر مجموعة أعمال مصورة، ومختلفة في مفهومها ومبتكرة في مظهرها وشكلها، وتقوم الفردان بتفكيك وإعادة بناء تصاميم الفنون البصرية، لتخلق مساحة حوار متجانس ومتعدد الرؤى يمزج بين عالم الفن البصري والتصميم. حرية وتناغم وتعلق الفردان، قائلة: الأسلوب السريالي هو تركيب فني يجسد العفوية المطلقة في عملية الإبداع، ويعتمد على خلق حالة من التمازج ما بين الرسم التلقائي والتصميم المنتظم، فالرسومات التلقائية هنا نابعة من الطبيعة المرنة للروح، بينما التصاميم الأخرى، بما فيها الأزياء، فقد نسجت لتلف الجسد بهذه الروحانية والغموض في آن. فاطمة جمعة فاطمة جمعة وتوضح: تقنياً قامت الفنانة فاطمة جمعة بالرسم على الورق، وقمت أنا بتصميم قطع الأزياء بما يمليه علي كل رسم، ثم قمت بنقل الرسم يدوياً على القماش ثم تطريزه يدوياً، والجميل أن كلتانا لم تحدد دور الأخرى ولم نتناقش في الشكل الذي لابد أن يميز المنتج النهائي، بل استمتعت كل منا بما تهوى التعبير عنه والتنفيذ بشكل تلقائي، حتى وصلنا إلى نتيجة عكست روح الحرية والتناغم، ولم تكن النتيجة سوى ترجمة بين لغتين بصريتين. شغف وتأمل أما الفنانة فاطمة جمعة، فقد انجذبت إلى عالم الفن البصري منذ خمسة عشر عاماً، حيث وجدت شغفها في الرسم التلقائي من خلال ممارسة التأمل والعلاج بالطاقة، ونفذت رسوماتها على أسطح مختلفة من الأوراق والدفاتر إلى الرسم على الجدران والخشب والسيراميك والأقمشة، ومن خلال تجارب متعددة في التأمل والروحانية، استطاعت التعبير عن تجربتها ونقل رسوماتها إلى خطوط وأشكال متداخلة بعالم الأزياء. وتقول فاطمة عن تجربتها: التأمل يدفعنا إلى التناغم مع الذات والاتحاد مع الفضاءات الصامتة داخلنا، تلك الفضاءات التي لا تحدد بفكرة أو اعتقاد، حيث نقترب فيها من الإبداع والجمال. وتتابع: فن تصميم الأزياء دخل العالم المفاهيمي منذ زمن بعيد، أما محلياً فإن تصميم الأزياء لم يفتح قلبه بعد للتعبير الحر.
مشاركة :