طالبة تنفذ ورشا للإسعافات الأولية.. وطالب ينشئ مجموعة للمراجعة والتحصيل العلميانخفاض مشاعر القلق والتوتر والتشتت وضعف التركيزما الذي اكتسبتموه من التعلم عن بعد؟ سؤال تم طرحه على مجموعة من الطلبة والطالبات لمعرفة ما الذي اكتسبوه من هذه المنظومة التكنولوجية التعليمية المتطورة التي فرضها الوضع الصحي الراهن على العالم.اعتاد الطلبة التواصل والتفاعل المباشر بين الطالب والمعلم والذي يعد من أهم مميزات العملية التعليمية داخل الصف الدراسي والتي يعتمد عليها المعلم بشكل أساسي لإيصال المعلومة للطالب، ولكن مع الظروف الصحية الحالية المتمثلة بفيروس كوفيد - 19 تحول العالم بأسره بشكل كامل إلى منظومة التعلم والتواصل عن بعد، فعزز لنا الطريق نحو التكنولوجيات الحديثة والتعليم الرقمي المستدام الذي يتماشى مع التقدم المتسارع في عصر الذكاء الاصطناعي والأساليب التكنولوجية المبتكرة، عصر استشراف المستقبل.. ما يخلق لنا جيلاً مُلماً بوسائل التكنولوجيا بشكل أعمق ولديه من المهارات الرقمية ما يبعث على الانبهار، وقادر على مواجهة التحديات في عصر التقدم الرقمي.تقول شوق السبيعي الطالبة في الصف الثالث ثانوي بمدرسة المعرفة الثانوية للبنات إنها اكتسبت العديد من الخبرات من حيث التواصل عبر البرامج مثل برنامج تيمز, حيث أتاح لها التعلم عن بعد فرصة لتعزيز الانخراط في هذا النظام العصري المتطور المتماشي مع عصر السرعة بحيث نمى لديها مهارة التعلم الذاتي واكتسبت مهارات شخصية متعددة كالانضباط الذاتي وإدارة الوقت والحس العالي بالمسؤولية ودمج المبادرات بالتقنيات المختلفة، كما نمى لديها روح المبادرة، إذ بادرت شوق بتنفيذ العديد من ورش الإسعافات الأولية عن بعد لكونها حاصلة على رخصة دولية في هذا المجال فساهمت في تعزيز نشر الوعي بأساسيات الإسعافات الأولية وطرق الحماية من الأمراض بين زميلاتها الطالبات عن طريق برنامج تيمز، وقد حضر الورش العديد من طالبات المدرسة واستفادوا كثيراً.ويقول حمد سعود الطالب في الصف الثاني إعدادي بالمعهد الديني إن التعلم عن بُعد كان فرصة له لمعرفة طرق التعامل مع الأجهزة الإلكترونية والبرامج باختلافها، وذلك لأن جميع الأنشطة والواجبات والجدول المدرسي يكون من خلال البوابة التعليمية واكتسب طرقا جديدة للتعاون مع معلمه وقيادة المجموعة الخاصة به لكونه رئيسا للمجموعة من خلال برنامج تيمز وأصبح لديه التركيز أقوى والاستمتاع باستخدام تلك البرامج بحيث بادر وأنشأ مجموعة خاصة به للمراجعة مع زملائه من خلال تيمز بحيث يتناقشون فيما بينهم بعد انتهاء الدرس ويتشاركون الآراء والمعلومات القيمة ويقوم أيضاً بتلخيص الدروس لهم، ويضيف أنه متحمس كثيراً لمزيد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين مستواهم التعليمي.ويعرب جاسم محمد الطالب في الصف الثالث ثانوي بمدرسة التعاون الثانوية للبنين عن سعادته بإلمامه بمهارات كثيرة وحديثة في عصر التكنولوجيا، ويراها فرصة مناسبة لاكتساب أهم التقنيات والممارسات التعليمية العصرية، فالحصة الدراسية الافتراضية أصبحت أكثر تشاركية بينه وبين المعلم وزملائه الطلبة، فمنذ حضوره أول حصة افتراضية وهو يرى أنها تجربة استثنائية للطلبة وستكون لها فوائد إضافية مستقبلية عديدة، ومن الإيجابيات مشاركته في مسابقة افتراضية تابعة لوزارة التربية والتعليم منظمة عن بعد، وسيقوم من خلالها بتعريف المشاركين من الدول الأخرى بأهم المعالم العلمية والثقافية والتاريخية في مملكة البحرين، وهي فرصة ذهبية أتاحها له التعليم عن بعد من خلال ممارساته وإتقانه للبرامج الحديثة. أما شهد سلمان الطالبة في الصف الثاني إعدادي بمدرسة أم كلثوم الإعدادية للبنات فتحكي لنا عن أجمل موقف حدث لها أثناء أحد الدروس الافتراضية من خلال برنامج تيمز عندما أجابت عن أحد أسئلة المعلمة بشكل مغاير وبأسلوب مبتكر وحديث وأثارت انبهار المعلمة والطالبات وتمت مكافأتها افتراضياً وتشجيعها على المزيد من التفكير الإبداعي وإيجاد الحلول المبتكرة، وهذا كله يعود فضله لمنظومة التعلم عن بعد التي وسعت مدارك تفكيرها.. وتضيف قائلة إنها لن تنسى هذا الموقف الجميل أبداً كأول موقف حدث لها خلال التعلم عن بُعد.وتذكر ماريا ناصر الطالبة في الصف الثالث ثانوي بمدرسة غازي القصيبي الثانوية للبنات أحد المواقف الطريفة أثناء التعلم عن بعد بأن المعلمة كانت تمنحهم دقيقة لتحضير الشاي أو القهوة قبل بدء الدرس وأن هذه المرونة في التعلم عن بعد تعدّ من المنافع العائدة على الجميع بالإضافة إلى تنظيم الوقت الذي كان يعد أحد المشاكل التي تواجه الطلبة والتوفير في الموارد، فقل استهلاك الورق لأن كل التطبيقات تنفذ إلكترونياً بالإضافة إلى توفير البترول وتكاليف المواصلات، ناهيك عن تجنب الازدحام المروري وإهدار الكثير من الوقت بسببه، وأضافت أن مشاعر القلق والتوتر والتشتت وضعف التركيز انخفضت لديها لوجودها في بيئة مألوفة أثناء تحصيلها العلمي، والجزء الأفضل بالنسبة إليها هو تعزيز جوانب مهمة في ثقتها بالنفس فشاركت في العديد من الدورات التدريبية داخل وخارج مملكة البحرين وحصلت على العديد من الشهادات الإلكترونية وأضافت إلى مخزونها العلمي الكثير من الخبرات المختلفة.أما الأختان التوأم الزين وشهد عتيق الطالبتان في الصف الثالث ثانوي من مدرسة غازي القصيبي الثانوية للبنات فقلن إنهن على الرغم من اشتياقهن لسماع صوت جرس المدرسة ولمة الأصدقاء إلا أنهن مستمتعات كثيرا بالتعلم عن بعد والراحة النفسية التي تخلقها هذه التجربة الفريدة من تخفيف للكثير من الضغوطات بالاستعانة بالتقنيات الحديثة، وعن مدى سعادتهن بقضاء آخر سنة لهن من المرحلة الثانوية بهذه التجربة الاستثنائية الفريدة من نوعها خارج نظام التعليم التقليدي قلن إنهن قادرات على صنع التغيير. أما يوسف عبدالناصر الطالب في الصف الثالث ثانوي بمدرسة الشيخ عبدالعزيز الثانوية للبنين فيؤكد أن العملية التعليمية أصبحت تحمل مفهوماً جديداً بالكامل ابتداءً بالمنصات الإلكترونية مروراً بالدروس المتلفزة وانتهاءً بتطبيقات البوابة التعليمية التي ساهمت في غرس الكثير من القيم بداخله والمهارات مثل مهارات الاتصال والتعاون بين الطلبة والمعلمين الذين أصبحوا في دائرة تواصل مستمرة وأن أكثر أجزاء التعليم عن بعد متعة بالنسبة إليه هو الحصص التفاعلية وحلقات النقاش، فقد طورت عنده مهارة النقاش من خلال محاورته المستمرة للمعلم في كل الأمور المتعلقة بالدروس التي يتلقونها، وفي أي وقت يستطيعون التواصل مع المعلم لاستيضاح أي معلومة مبهمة.وأخيرا تضيف مريم الحدي الطالبة في الصف الأول ثانوي بمدرسة المعرفة الثانوية للبنات أنه كان لديها صعوبة في الاعتماد على النفس وأن التعليم عن بعد ساهم بشكل كبير في بناء شخصيتها، لأن العديد من المصادر متاحة لها وما عليها سوى الاعتماد على النفس في فرز المعلومات واختيار ما تريده بالتحديد لتحقيق الأهداف التعليمية، فهي الآن شريكة أساسية في العملية التعليمية ومسؤولة أكثر عن نفسها وتشكر المعلمات اللاتي أتحن لها فرصا متعددة للثقة بالنفس من خلال هذه المنظومة المتطورة.
مشاركة :