تنفس المستثمرون والمسؤولون التنفيذيون بالشركات المالية الصعداء السبت بعدما أعلنت الشبكات الرئيسية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية، مما يشيع بعض التيقن بعد تقارير متضاربة لأيام بشأن من سيدير البيت الأبيض. ورغم قول الرئيس الحالي دونالد ترمب إنه سيطعن على النتيجة أمام القضاء، لا تكشف تعليقات المتعاملين عن شك يذكر في نجاح بايدن بعد أن أعلنت عن فوزه جهات تعتمد عليها رويترز، مثل الأسوشيتد برس وإن.بي.سي وإديسون ريسرش. وقال كريستوفر ستانتون، مدير الاستثمار لدى صنرايز كابيتال بارتنرز، "بايدن نبأ عظيم للأسواق.. تعبنا جميعا من تقلبات السوق المصاحبة لتغريدات ترمب". أقام الجمهوريون عدة دعاوى قضائية بشأن فرز الأصوات وقال ترمب إن حملته ستقيم المزيد منها. وأوردت رويترز الجمعة أن اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري تحاول جمع ما لا يقل عن 60 مليون دولار لتمويل تلك الدعاوى. وبخلاف تلك المعارك، كانت هناك مخاوف في أوساط المستثمرين حيال الشخصيات التي قد يعينها بايدن في حكومته، وما إذا كان مجلس الشيوخ سيكون جمهوريا أم ديمقراطيا. وسيفرض مجلس شيوخ بأغلبية جمهورية قيودا على تعيينات بايدن، مما سيجبره على اختيارات أكثر اعتدالا. لكن جولات إعادة متوقعة في سباقي مجلس الشيوخ بولاية جورجيا قد تعكر صفو ذلك التصور. غير أن المستثمرين يبدون ارتياحا لإعلان نتيجة الانتخابات بعد توتر بدا بلا نهاية شاب فرز الأصوات عقب الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء. وقال جيم عوض، المدير في كليرستيد أدفايزرز، "الأسواق سيرضيها ذلك لأن بايدن لن ينحرف يسارا بشدة.. ستكون حكومة وسطا، لا حكومة تعمل بالتغريدة." مشاعر القطاع المالي ليست فريدة: فقد انطلقت الاحتفالات في مدن رئيسية من نيويورك شرقا إلى سان فرانسيسكو غربا. ورغم أن ترمب يحظى بلا شك بدعم كبير في أنحاء البلاد، وحتى داخل قطاع المال والأعمال، فإن 2020 كان عاما صعبا للولايات المتحدة. فقد عصفت جائحة فيروس كورونا بالبلد، لتودي بحاية نحو 236 ألفا و250 شخصا حتى الآن، في حين تعمقت الانقسامات القائمة بالفعل بعد مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد الشرطة. وكان ناخبون كثيرون يتطلعون إلى انتخابات حاسمة تشيع جوا من الهدوء، أيا كان المرشح الذي سيصوتون له. ودعا جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورجان تشيس أند كو، أكبر بنك أميركي، وأحد الأصوات ذات الثقل بالقطاع المالي، إلى وحدة الصف والهدوء. وقال في بيان "حان وقت وحدة الصف.. يجب أن نحترم نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية ونحترم، كما فعلنا في كل انتخابات، قرار الناخبين وندعم نقلا هادئا للسلطة." كانت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية حققت الأسبوع الماضي أكبر مكاسبها الأسبوعية منذ أبريل/نيسان، إذ راهن المستثمرون على فوز بايدن واحتفاظ الجمهوريين بمجلس الشيوخ، وهو ما قد يحول دون أي زيادات ضريبية كبيرة أو تشديد القواعد على الشركات. لكن المستثمرين يخشون من الطعن على النتائج لأسابيع أو أشهر. وإذا اكتسبت دعاوى ترمب القضائية زخما، فقد تُحدث هزة في أسعار الأصول. وقال جيسون وير، مدير الاستثمار لدى مجموعة ألبيون المالية، "حري بالمستثمرين أن يتأهبوا لبعض التقلبات.. ثمة مخاطر بلا ريب على أسعار الأسهم إذا تلقينا تغريدات سيئة. النبأ العظيم هو أنها ستكون قصيرة الأجل وأننا ننقل السلطة إلى شخص أراه أقدر بكثير."
مشاركة :