في إطار فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، أقيمت أول ندوات المهرجان لتكريم اسم مدير التصوير الراحل عبد العزيز فهمي، بحضور رئيس المهرجان الناقد الأمير أباظة، وابنتا أخ الراحل الفنانة لطيفة فهمي والفنانة نيللي فهمي، وأدار الندوة د. حسين بكر. من جانبه أكد الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان أن الراحل عبد العزيز فهمي قيمة وقامة كبيرة يدركها جيدا المتخصصين في فن صناعة السينما أكثر من الجمهور العادي، حيث اعتبر أحد الأساتذة الذين قاموا بلفت الأنظار إلى قيمة الصورة في العمل السينمائي. بينما أكد د. حسين بكر أن الراحل عبد العزيز فهمي ترك بصمة كبيرة في العديد من الأعمال السينمائية، خاصة في فترة الستينيات من القرن الماضي، وذلك من خلال تميزه في لغة الضوء، وقدرته البارعة على التعبير عن الزمان والمكان داخل الحدث السينمائي. وأضاف "بكر" مؤكدا أن "فهمي" كان من أوائل السينمائيين الذين قاموا بتدريس فن الصورة بالمعهد العالي للسينما، وتتلمذ على يديه كبار مديري التصوير في مصر، أمثال محسن أحمد ورمسيس مرزوق ومحسن نصر. وأشارت الفنانة لطيفة فهمي إلى أن عمها الراحل عبد العزيز فهمي كان دائم القراءة والاطلاع بهدف تطوير فن الصورة السينمائية، معتمدا في ذلك على بحثه الدائم وكفاءته الذاتية وجهده في الحصول على الكتب العالمية الخاصة بتطوير وتعليم التصوير السينمائي. ولفتت "لطيفة" الانتباه إلى أن الراحل عبد العزيز فهمي كان أول مدير تصوير سينمائي يتخصص في الإضاءة، وذلك بعد دراسته السينمائية في إيطاليا، بالإضافة إلى شغفه في تعلم فن المكياج والدمج بينه وبين الإضاءة للحصول في النهاية على صورة سينمائية جيدة. وعقب مدير التصوير محسن أحمد، قائلا: "يعد عبد العزيز فهمي مدرسة ومنهج خاص في فن استخدام الضوء في الصورة وتطويعه في العمل الفني، كما بنى على منهجه هذا أعمال كتيبة من مديري التصوير في مصر، الذين اعتبروه أبا لهم أثناء دراستهم على يديه في المعهد العالي للسينما". وأشار محسن أحمد أن عدم تطور التكنولوجيا قديما حد كثيرًا من عالمية عبد العزيز فهمي، لأن معدات التصوير حينها كانت ذات حجم كبير جدا وصعبة في تنقلها واستخدامها. يذكر أن مدير التصوير الراحل عبد العزيز فهمي قدم للسينما المصرية ما يقرب من 77 فيلم، وتلقي العديد من التكريمات من روسيا وإيطاليا وفرنسا، باعتباره منفردا بالصورة واعتمد في إضاءتها على "السلويت" و"الأباجورات".
مشاركة :