عبير أحمد: الدراما الخليجية لا تسعى إلى التجديد

  • 11/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تجاوزت الفنانة عبير أحمد مؤخرا أزمة إصابتها بمرض نادر، وتماثلت للشفاء بعد عدة أشهر من رفض الظهور الإعلامي، والاكتفاء بمشاركاتها الفنية ثم العودة لمنزلها ومتابعة حالتها الصحية، وكشفت، في حوار مع "الجريدة"، عن تلك الفترة الأصعب في حياتها، والتي تعلمت منها الكثير. وأشارت أحمد إلى أن الدراما الخليجية بشكل عام تعتمد على الواقع في اقتباس موضوعاتها وقضاياها، ولا تسعى للتجديد في القصص أو المعالجة، وفيما يلي التفاصيل: * احتجبت إعلاميا لعدة شهور بسبب أزمة مرضك... فما الدافع لذلك؟ - أعلم أن البعض، وخصوصا من يمتلك جمهورا كبيرا كالفنانين، ربما يطلبون الدعاء من جمهورهم حتى في حالة إصابة بوعكة صحية بسيطة، ويعتبرون المتابعين شركاء أساسيين في حياتهم الخاصة، لكني لا أتبع هذا المنهج في حياتي، فلا أخرج وأعلق عبر صفحاتي بمواقع التواصل إلا إذا كان عندي شيء هام أقوله، وأزمة مرضي لم تكن تحتاج لأن ألجأ إلى الناس بقدر احتياجي لأن الجأ إلى الله، لأنه الوحيد القادر على إزالة الغمة، والحمد لله أراد لي الشفاء والتعافي برحمته وقدرته. * ما المرض النادر الذي أصابك، وهل له أسباب معروفة؟ - الأطباء لم يقدموا لي أسبابا واضحة لإصابتي بهذا المرض بالتحديد، وفي الحقيقة ذلك لن يغير من الأمر شيئا فهي إرادة الله، أما المرض فهو معروف باسم "Myasthenia" أو الوهن العضلي، وهو مرض يصيب الأعصاب، مما جعلني تعرضت لشلل الأطراف لبعض الوقت في فترة اشتداد الأمر، وذلك بسبب الغدة التوتية أو الزعترية بين الرئة والقلب، وهي الموجودة لدى الأطفال حتى تفرز مضادات حيوية تكافح الأمراض، ولذلك فإن مناعة الأطفال أفضل من الكبار، وتموت وتضمر في عمر الـ12، لكنه في حالات نادرة تعود هذه الغدة للحياة وتمارس عملها بفرز أجسام مضادة فتحارب الجسم من الداخل، وهو ما حدث معي. * متى بدأت رحلتك مع المرض وكيف تعافيت منه؟ - بدأت أشعر بالإعياء في رمضان الماضي، وظهرت علامات التعب والإجهاد علي، واعتقدت أنه مجرد إرهاق، حتى اكتشفت إصابتي بالمرض ليلة عيد الفطر، وبدأت رحلتي مع العلاج، لكن في ظروف نفسية قاسية، فالمرض أمر خطير يجعل الإنسان يشعر بأشياء متضاربة، فالموت قريب وفي ذات الوقت نتمسك بالحياة، لكنها معادلة طبيعية نمر بها حتى تعود الأمور إلى توازنها فلا نميل كل الميل في اتجاه واحد، والحمد لله طوال رحلتي مع المرض تعلمت الكثير، وتم شفائي مؤخرا بعد خضوعي لعملية جراحية لتعود الأمور للسيطرة والاستقرار. * بعدك عن الناس في تلك الفترة قوة واكتفاء أم خوف من الخذلان؟ - طوال حياتي لا أحب العيش في دور الضحية والضعف مهما تعرضت لمواقف انكسار لكني لا أنكسر، أواجه وأحاول التمسك بالحياة لآخر نفس، ولا أحب أن أكون موضع شفقة من أحد، ففي يوم العملية الجراحية مثلا طلب المستشفى أن أحضر متبرعين بالدماء، لكني رفضت أن أطلب ذلك أو أعلنه عبر صفحتي، لأني أحب أن أظهر في موضع القوة دائما، والحمد لله تم تدبير الأمر. وفي المقابل لا أنكر الخذلان، فهو حقيقة في حياتنا، كلنا نتعرض لمواقف نتوقع فيها أمورا لا تحدث، ومن أهم الأمور في أزمتي الأخيرة أن بعض الأشخاص المهمين في حياتي لم يسألوا عني بعد خضوعي للجراحة، لكني لم أحزن لأنهم ليسوا أصدقاء، فقط أشخاص من داخل الوسط الفني وزملاء كنت أهتم لأمورهم وأسأل عنهم، وتوقعت أن يبادلوني هذا الاهتمام بمجرد السؤال عني في مرضي ولكنه لم يحدث. * العودة للحياة الطبيعية من جديد تدفعك للتفاؤل أم للحذر أكثر من الناس؟ - بطبيعتي لدي حذر شديد من الناس، فأنا في المجال الفني منذ أكثر من 20 عاما، وليس لدي به صداقات رغم علاقاتي الطيبة بكل الزملاء، وفي حياتي الخاصة أنا بيتوتية جدا وليس لدي إلا عملي وأبنائي، ولد وبنت، أقدم لهم كل الحب والدعم، لكن هكذا هي الأزمات تعلمنا أشياء جديدة، وقد خرجت منها بحب أكبر وتقدير للحياة التي كانت مزدحمة جدا قبل أن أتعرض للمرض، فتمتعت بالهدوء ونظرت لحياتي من الخارج، واستمتعت بكل لحظة في بيتي، وعرفت قيمة عملي ولمة العيلة، وكيف أن الأزمات مهمة في حياتنا لتعلمنا قيمة الأشياء والأشخاص، كما تعلمت في تلك الفترة الموسيقى لأول مرة في حياتي، وكانت أمنية قديمة لم أجد لها الوقت الكافي بسبب انشغالي المستمر. * كيف استطعت في تلك الأجواء استكمال مسلسل "أبشر بالسعد"؟ - بالفعل، كانت هي الفترة الأصعب في حياتي، وكنت ملزمة باستكمال تصوير "أبشر بالسعد"، رغم ظهور علامات المرض على وجهي وتعب أعصابي، لكني حاولت إخفاء ذلك بالمكياج، وبمساعدة زملائي وفريق العمل الجميل استطعت العودة للعمل لأجد نفسي وأنشغل عن أزمتي لعدة ساعات، ثم أعود لبيتي لأرتاح. وحاليا أجهز لعمل جديد من تأليف بدور يوسف وإخراج علي بدر رضا، بعنوان "وجب القضاء"، ويشارك فيه الفنانون حسين المنصور ونور وفاطمة الحوسني وحسين المهدي ومحمد الرمضان وروان العلي وفهد البناي وميثم بدر وصمود المؤمن، وقريبا نبدأ مرحلة التصوير. * هل أدوارك تختلف كثيرا من عمل لآخر أم تكرار ملحوظ؟ - من ناحيتي أحاول الاختلاف والتجديد مع كل عمل، ولا أقبل إلا التجربة التي تستفزني، لكن في الوقت نفسه الدراما الخليجية بشكل عام تعتمد على الواقع في اقتباس موضوعاتها وقضاياها، ولا تسعى للتجديد في القصص أو المعالجة، وهو ما يجعل الفجوة هائلة مقارنة بالدراما العالمية، التي لا تعتمد على الواقع مطلقا، بل تقدم أفكارا غير منطقية في إطار من الحبكة والإثارة، لذلك من الخطأ الاعتماد على الواقع في الدراما، ونحتاج أن نبحر في عوالم بعيدة ونأتي بأفكار جديدة، المهم أن يتقبلها الجمهور ويقتنع بها وتقدم بمستوى عال من الجودة والمتعة البصرية. فيلم سينمائي * هل أزعجك عدم استكمال تصوير مسلسل "مع الحرملك" والاكتفاء بـ 15 حلقة؟ - للأمانة هذا العمل من أقرب المسلسلات إلى قلبي، وأعتقد أن الجمهور سيحبه كثيرا، وأنا سعيدة أنني تمكنت من تصوير قصتي في العمل قبل توقفه جراء أزمة كورونا، فكل قصة بين 3 و4 حلقات وكأنها فيلم سينمائي، تم تصويره في أجواء مريحة، فالمخرج خالد جمال عفوي وواقعي وهو ما ميزه عن غيره من المخرجين، والعمل معه يخرج طبيعيا دون افتعال أو مغالاة، كما أن القصة التي قدمتها بالتعاون مع زوجي في العمل الفنان خالد البريكي لها رسائل مهمة سيقرأها الجمهور بمجرد عرض الحلقات التي أترقب أن أتلقى ردود فعل الجمهور عليها.

مشاركة :