لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا نعت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» وعضو «مجلس دبي»، الأديب الراحل محمد صالح القرق، الذي توفي أمس، في تغريدة على حسابها الرسمي في تويتر، قالت فيها : "رحم الله الأديب محمد صالح القرق... علم من أعلام الأدب والثقافة في الوطن العربي.. وقامة وطنية نعتز بتاريخها ومساهماتها الثقافية.. سائلين المولى عز وجل أن يسكنه جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان". فقيد الثقافة لم يكن يوم أمس هيناً على الساحة الثقافية الإماراتية، فقد ارتدت فيه حلتها السوداء، حداداً على رحيل الأديب محمد صالح القرق، الذي وضع الموت النقطة الأخيرة في سطور حياة، هذا الفارس الذي أجاد ترويض بحور الشعر، وأتقن فنون اللغات، فأضحى أديباً موسوعياً ثرياً بالمعرفة والعلم، صاحب قلم ذكي، سال مداده في بحور الأدب، والترجمات، وهو الذي كان مولعاً بالأدب والثقافة منذ نعومة أظافره، ونهل من معين الكتب التي كانت تزخر بها مكتبة والده. الثوب الأسود لم ترتده الساحة الثقافية المحلية فقط، وإنما الخليجية والعربية التي أعلنت حزنها لرحيل هذا الأديب الذي أحبه الجميع، وألفه ثلة من فرسان الثقافة المحلية، وتعوّدوا جلساته ومعارضاته الشعرية، فأضحى بينهم علماً لا تخطئه العين. مواقع التواصل الاجتماعي، توشحت هي الأخرى بالأسود، فتحولت إلى دفتر عزاء في الفقيد، حيث نعاه جملة من المسؤولين والأدباء، الذين عرفوه عن قرب بكلمات وشهادات متميزة، واطلعوا على نتاجه الأدبي الذي جاد به، ولعل أعظمه ترجمته لرباعيات الخيام. قامة وطنية على جدران «التواصل الاجتماعي» علقت صور الفقيد، الذي نعته معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، عبر حسابها على تويتر، حيث كتبت: «فقدنا اليوم الأديب محمد صالح القرق.. قامة وطنية ثقافية.. كان حاضراً فاعلاً في المشهد الثقافي ومساهماً في إثراء المكتبة الوطنية.. نسأل الله أن يرحم الفقيد رحمة واسعة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان». أما معالي الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، فكتب عبر تويتر: «رحم الله محمد صالح القرق رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين والأبرار، وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون». سرد وذكريات الأديب جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وعبر تويتر، لم يكتفِ بتغريدة واحدة، وإنما آثر نشر مواد كانت قد نشرتها صحيفة "البيان" عن الراحل، كما سرد ذكرياته مع الراحل، حيث قال: «رحمك الله أبا فهد.. الأديب كثير النكت الأدبية.. كان إذا لم أتصل به يتصل بي وأنا في عمر أبنائه يحدثني عن مشاريعه الثقافية وكتبه التي يعدها للطباعة.. خسرنا اليوم موسوعة متنقلة.. اللهم اغفر له وصبّر أهله وألهمهم السلوان.. عزائي لجميع أسرة القرق في دبي وأسرة الرضوان في الكويت». وأضاف: «من الذكريات التي لا أستطيع أن أنساها أن الراحل الأديب محمد صالح القرق وجد لي مقالاً تاريخياً في إحدى المجلات في التسعينات، فأخذه ووضعه في برواز وأهداني المقال في مكتب ابن أخيه المهندس فيصل عبدالله القرق -حفظه الله- لا أزال أحتفظ بهديته ذكرى غالية منه رحمه الله وغفر له آمين». وتابع: «في يناير 2018 تشرفت بإطلاق الجزء الأول من موسوعته غيض من فيض في مركز جمال بن حويرب للدراسات، مع حفل التوقيع.. وهي تعد موسوعة أدبية كبرى من 10 مجلدات كان أ. محمد صالح القرق عاكفاً على إخراجها»، وقال في أخرى: «بوفهد أ. محمد صالح القرق في ذمة الله.. أستاذنا وصديقنا الشاعر المثقف الأديب الذي لم ينقطع عن تواصله وعطائه الثقافي، ولم أرَ مثله في كثرة نسج الشعر وجمع الأدب وعلاقاته الثقافية مع الشعراء والأدباء والخطاطين العرب». شهادة ثرية شهادة ثرية قدمها بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، في حق الراحل، حيث قال لـ«البيان»: «وداعاً أبا فهد لقد فقدنا بوفاتك أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً وجليساً لا يملّ، كنت المرجع في الشعر العربي كلما دار حديث عن بيت من الشعر، أفدتنا بقائله والبيت الذي قبله والذي يليه، وإذا جاء ذكر شخصية تاريخية عربية ذكرت لنا من قصصها وتاريخها ما ينير ويمثل إضافة في المعارف كنت كثير العلم قليل الحديث. يزعجك المجلس الذي لا يدور فيه حديث الأدب، كانت ذاكرتك تختزن الشيء الكثير من القصص والحكايات». وواصل: «من يجلس معك يشعر بأنه قد فتح مجموعة من كتب التراث واللطائف أتحفتنا بصدور الأجزاء الثلاثة من كتابك «غيض من فيض» ومن قبله ترجمتك الرائعة لرباعيات الخيام، وكنا ننتظر بشغف لنرى الإصدار الذي كنت تشتغل عليه حول الشعر.. عزاؤنا أنك تركت لنا إرثاً ثقافياً ومكتبة سيفيد منها طلبة العلم وطالبو المعرفة». تغريدة مؤثرة عبر تويتر، أطلق الأديب عبدالغفار حسين تغريدة مؤثرة نعى فيها الفقيد، حيث كتب: «لا أعلم متى اليوم الموعود الذي لا مفر منه، ولكني أشعر بأن جسدي تتساقط منه أجزاء، كلما سمعت برحيل أخ أو صديق.. وأصبحت أمسح دمعاً بعد دمع، كما يقول هذا الشاعر: لا أمسح الدمعَ السّخينَ لراحلٍ ... إلا لأذرف دمعةً للتالي!». وأضاف: «يُعتبر بو فهد محمد القرق، الثاني في الخليج يترجم رباعيات الخيام من لغتها الأصلية، الفارسية، إلى اللغة العربية بعد منصور العريِّض من البحرين. رحم الله، بوفهد رحمة واسعة والهم جميع من عرفوه الصبر والسلوان»، وتابع في تغريدة ثالثة: «أنجز المرحوم بو فهد محمد القرق ما يقرب من سبعة أجزاء من موسوعته الكبيرة، غيض من فيض، وفي هذه الموسوعة المهمة من المعلومات والعلوم، والصور والفنون والأخبار، ما يندر وجوده في أية موسوعة عربية متداولة، وعلينا جميعاً واجب إتمام هذا المشروع على الصعيد الخليجي والعربي عامة». عطاء زاخر «برحيل الأخ والصديق محمد القرق فقدت الساحة الثقافية في الإمارات والوطن العربي، مثقفاً وأديباً وشاعراً وجامعاً للتراث العربي والإنساني من الطراز الأول»، هكذا آثر الكاتب علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، أن يبدأ حديثه مع «البيان» عن الراحل، الذي وصفه بأنه كان «عميق الإطلاع، وواسع المعرفة موسوعياً». وقال: «جمع في كتابه «غيض من فيض» روائع الأدب والحكمة، وثابر على جمعها ونشرها سنوات عدة، قبل أن يجمعها في سلسلة مجلدات كان ينوي مواصلة نشرها، لولا أن وافته المنية، كما أن ترجمته لرباعيات الخيام تعد واحدة من أجمل الترجمات من حيث الصياغة والجودة والحرص على نقل الرباعيات بأمانة ودقة». وأضاف: «كان عليه رحمة الله صديقاً لندوة الثقافة والعلوم التي كرمته في 2010 بمنحه جائزة شخصية العام الثقافية ضمن جائزة العويس للإبداع، وكان جديراً بها. لقد فقدنا جميعاً برحيله قامة ثقافية وأدبية كبيرة، ولكن لا نقول سوى إنا لله وإنا إليه راجعون». تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :