«ارتفعت العقود الآجلة للذهب للشهر الأول في قسم كوميكس ببورصة نيويورك التجارية، يوم الجمعة الماضي، بنسبة 0.3 % لتصل إلى 1950.30 دولار للأونصة» سلّطت مكاسب الذهب هذا الأسبوع الضوء على أمر غير معتاد بشأن ارتفاع المعدن الأصفر هذا العام، فبدلًا من تحرك المعدن الأصفر في الاتجاه المعاكس للأسهم ـ كما هو معتاد -، ارتفع المعدن الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين جنبًا إلى جنب مع الأسهم ذات المخاطر العالية في الآونة الأخيرة، وتعثرا معًا، مما يلغي ميزته كخيار تحوّط آمن ضد التقلبات السوقية.وسجّلت المعادن النفيسة، بما فيها الذهب والفضة، أفضل أسبوع لها في حوالي ثلاثة أشهر، حيث ارتفعت أسعارها جنبًا إلى جنب مع الأصول ذات المخاطر العالية في أعقاب نهاية الانتخابات الرئاسية الأمريكية.وارتفعت العقود الآجلة للذهب للشهر الأول في قسم كوميكس في بورصة نيويورك التجارية، يوم الجمعة الماضي، بنسبة 0.3 ٪ لتصل إلى 1950.30 دولار للأونصة، مسجلة مكاسب أسبوعية بنسبة 3.9 ٪.ويمثل هذا أفضل أسبوع للمعدن الأصفر منذ أواخر يوليو. وفي غضون ذلك، سجلت الأسهم الأمريكية أيضًا أفضل أسبوع لها منذ شهور.وقال دانييل غالي، كبير محللي السلع في شركة تي دي للأوراق المالية، إن الارتباط غير المعتاد جاء في الوقت الذي دعمت فيه سياسة البنك المركزي الحذرة في الولايات المتحدة ارتفاع الأسهم من خلال دعم النمو الاقتصادي، بينما انتعشت أسعار الذهب من خلال زيادة توقعات التضخم.وحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس الماضي على وعده بإبقاء أسعار الفائدة المنخفضة لفترة طويلة.وارتفعت الفضة أيضًا هذا الأسبوع، حيث ترتبط بشكل وثيق بالذهب وترتفع بارتفاعه وتنخفض بانخفاضه غالبًا.وارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 8.6 ٪ هذا الأسبوع لتصل إلى 25.646 دولار للأونصة، مسجلة أفضل أسبوع لها منذ أوائل أغسطس الماضي.وكان ضعف الدولار هو الدافع وراء المكاسب الجديدة في أسواق المعادن النفيسة، فضلًا عن رهانات المستثمرين على أن أسعار الفائدة ستبقى منخفضة في المستقبل المنظور، إضافة إلى ارتفاعها أيضًا بسبب مخاوف المستثمرين من إجراءات التحفيز الأمريكية قد ترفع من معدلات التضخم.وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي آي سي إي، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، بشكل مطرد طوال الأسبوع.ويتم شراء وبيع الذهب والمعادن النفيسة الأخرى بالدولار؛ لذا فإن ضعف الدولار يجعل تلك المعادن في متناول المستثمرين، ممن يحولون العملات الأخرى الموجودة لديهم للدولار، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب.ويُنظر إلى شراء الذهب عادةً على أنه وسيلة للتحوط من مخاطر ارتفاع التضخم، وذلك بفضل تاريخه الممتد 6000 عام كملاذ آمن للحفاظ على أموال المستثمرين، كما أن ارتفاع معدلات التضخم يقضي على عائدات المستثمرين في سوق السندات، وهو ما يمكن أن يجعل الذهب يبدو كاستثمار أكثر جاذبية للمستثمرين.وقال غالي: «رؤوس الأموال تتجه الآن نحو الذهب نتيجة لانخفاض المعدلات الحقيقية وتوقعات التضخم، وفي الوقت نفسه ترفع توقعات النمو الأعلى قيمة الأسهم».وفي إطار متصل، قال ألطاف قسام، رئيس القسم الأوروبي لإستراتيجية الاستثمار والبحوث في شركة ستيت ستريت جلوبال للاستشارات، إن الارتفاع السريع الذي شهدته أسواق الأسهم - على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين التي يمثلها فيروس كورونا - يعني أن بعض المستثمرين لم يكونوا مستعدين للتخلي عن ممتلكاتهم من الذهب حتى الآن.وقال مختتمًا: «المستثمرون لا يقبلون على سوق الأسهم على حساب الذهب، وهذا يوضح حقيقة أن الناس ما زالوا سعداء بامتلاك الذهب، والاستثمار في الأسهم والمعدن الأصفر معًا».وأضاف: «إننا نشهد توازنًا غريبًا بين نفور المستثمرين من المخاطرة السوقية، وفي نفس الوقت إقبالهم على زيادة الاستثمار».ساهمت كيتلين أوستروف وبات مينتشيسكي في كتابة هذا المقال
مشاركة :