بايدن يشكل خلية أزمة للتصدي لوباء كورونا

  • 11/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منذ الاثنين خلية أزمة سعياً لاحتواء تفشي وباء كوفيد-19 الذي أودى حتّى الآن بأكثر من 237 ألف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا جراء الفيروس، في وقت تخطت الحصيلة الإجمالية للإصابات 50 مليونا في العالم.وباشر جو بايدن الأحد استعداداته لانتقاله إلى البيت الأبيض، مع تحديد أولويّتين: مكافحة وباء كوفيد-19 وإعادة توحيد أميركا المنقسمة، حيث أعلن السبت في أول خطاب له بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية ألقاه في ويلمينغتون في ولاية ديلاوير، أن خلية أزمة تضمّ علماء وخبراء ستكلف منذ الاثنين وضع “خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من 20 يناير 2021″، يوم تنصيبه.ويتخذ بايدن بذلك موقفاً معاكساً تماماً لموقف خصمه الرئيس دونالد ترامب الذي لطالما قلل من شأن الوباء ويخالف بنفسه التعليمات السارية في العالم بأسره للوقاية من الوباء، مثل وضع الكمامات في الأماكن العامة ولزوم التباعد الاجتماعي. وتواجه الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة مستويات قياسية من الإصابات الجديدة، وسجّلت خلال 24 ساعة حوالي 111,500 إصابة جديدة و991 وفاة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 237,564 وفاة، وفق آخر حصيلة أعلنتها جامعة جونز هوبكنز مساء الأحد.وأُعلِنت في وقت سابق تدابير عدّة لمكافحة الوباء، أبرزها إجراء حملة فحوص وطنيّة وجعل الكمامة إلزامية في المباني الفدرالية، ومجّانية اللقاح المستقبلي.ويعتزم بايدن أيضاً إلغاء انسحاب الولايات المتّحدة من منظّمة الصحّة العالميّة.-انتخابات مسروقة”-ويعتزم الرئيس المنتخب إعادة الولايات المتّحدة إلى اتّفاق باريس للمناخ وإلغاء المرسوم المتعلّق بالهجرة الذي يحظّر دخول مواطني دول عدّة ذات أغلبيّة مسلمة إلى الأراضي الأميركيّة.وستدخل كامالا هاريس التي اختارها بايدن لمنصب نائبة الرئيس، التاريخ بصفتها أوّل امرأة تشغل هذا المنصب، وأكّدت السناتورة السوداء عن كاليفورنيا السبت أنّها “لن تكون الأخيرة” التي تتبوّأ هذا المنصب. وأشادت بـ”أجيال النساء” من جميع الأصول، اللواتي “مهّدنَ الطريق” لها.ومن المقرّر أن تضمّ إدارة بايدن ممثّلين للجناح اليساري للحزب والوسطيّين وربّما بعض الجمهوريّين.ومع ذلك، فإنّ الغالبيّة في مجلس الشيوخ التي ستحدّد في اقتراع محموم في جورجيا في يناير، قد تؤثّر في خياراته. فإذا احتفظ الجمهوريّون بالغالبيّة في مجلس الشيوخ، قد يرفض زعيمهم ميتش ماكونيل ترشيح شخصيّات لا تروق له كثيراً.وسيؤثّر موقف ترامب في الأيّام المقبلة أيضاً على هوامش عمل بايدن حتّى قبل 20 يناير. فمن أجل الوصول إلى معلومات من الوكالات الفدراليّة، يحتاج الأمر إلى قرار إداري يفعّل عملية الانتقال. وقد يتأخّر ذلك بسبب رفض الجمهوريّ الاعتراف بهزيمته، وهي خطوة صعبة جدّاً بالنسبة إلى رجل الأعمال السابق الذي جعل “النجاح” جوهر خطابه.وفي دليل على أنّه ليس مستعدّاً بعد للإقرار بهزيمته، كرّر ترامب صباح الأحد على تويتر مزاعم “الانتخابات المسروقة” قبل توجّهه إلى ممارسة لعبة الغولف.وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام لشبكة فوكس نيوز يوم الأحد “لا تتنازل عن أيّ شيء سيّدي الرئيس، حارب”.من جهتها، قالت السيّدة الأولى ميلانيا ترامب “يجب أن نحمي ديموقراطيّتنا بشفافيّة كاملة”.وفي موقف يتمايز عن الصفّ الجمهوري، شكرَ الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، بايدن “على هذا الخطاب الوطنيّ”، وهنّأه عبر الهاتف على فوزه في “انتخاباتٍ نزيهة” أعطت حكماً “واضحاً”.هنّأ كثير من قادة العالم بايدن بانتخابه، داعين إيّاه إلى العمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية، حتّى إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وصف بايدن بأنّه “صديق عظيم لإسرائيل”، شاكراً ترامب على رفع العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى “ذروات لا مثيل لها”.والتزم معظم أعضاء الكونغرس المنتخبين الصمت المطلق لمدّة 24 ساعة. وسيكون تعاونهم أساسيّاً لتجنّب شلل المؤسّسات.وقال الديموقراطي جيمس كلابيرن لشبكة “سي إن إن”، “لا يهمّني إذا اعترف دونالد ترامب بهزيمته أم لم يعترف، ما يهمّني هو أن يساعدنا الحزب الجمهوري في الحفاظ على سلامة ديموقراطيتنا”.وبدأ أنّ السناتور الجمهوري روي بلانت يمهّد الطريق لذلك، وقال في تصريح لقناة “إيه بي سي”، “حان الوقت لأن يترك الرئيس محاميه يتحدّثون ويقدّمون حججهم إلى المحاكم والأميركيين. ثم يمكننا المضي قدما”.أما السناتور الجمهوري ميت رومني، أحد منتقدي ترامب، فقال “لن نغيّر الرئيس، فهو ما هو عليه، ولديه علاقة مرنة مع الحقيقة، أنا مقتنع بأنّه سيقاتل حتّى النهاية، لكنّي متأكّد أيضاً أنّه بمجرّد استنفاد كلّ الوسائل المتاحة، سيقبل بالأمر الذي لا مفرّ منه”.

مشاركة :