كشف آثرى حديث يقلب الفرضية الشهيرة بأن الرجل هو من تولى دائما مهمة الصيد أيام الإنسان البدائي. فما قصة ”عدة الصيد المتكاملة“ التي تم اكتشافها وقلبت فرضيات تاريخية متعارف عليها منذ زمن؟ لم يكن اكتشاف عظام إنسان يصل عمرها لـ 9000 عاما بجبال الإنديز في قارة أمريكا الجنوبية مؤخرا وحده ما أبهر علماء الآثار، وإنما "عدة الصيد" المتكاملة التي تم العثور عليها بجوار الجثمان المدفون. فوفقا لموقع Scince magazine العلمي، تم العثور كذلك على عدة صيد تتكون من 20 أداة مدببة وأنصال حادة "مرصوصة بعناية" بجوار العظام. وبينما اعتقد المكتشفون حينها أن من المحتمل أن يعود الجثمان لـ "صياد أو زعيم هام"، جاءت المفاجأة بأن العظام لأمرأة وليس لرجل. وكان عالم الآثار الحيوية بجامعة أريزونا الأمريكية، جيم ماتسون، قد نبه فريق البحث إلى أن العظام التي عثر عليها "خفيفة ونحيفة بما يرجح كونها لامرأة"، وهو ما أكد عليه فريق البحث لاحقا، بما يتناقض مع الفرضية التاريخية بأن الرجل منذ آلاف السنين هو من تولى دائما مهمة الصيد. وتوصل العلماء إلى أن الرفات، الذي عثر عليه عام 2018 في بيرو، يعود لشابة فارقت الحياة في سن يتراوح ما بين 17 و 19 عاما. وتم التأكد من جنس الجثمان عبر الفحص الدقيق للعظام والبروتين الموجود بالأسنان، وفقا لموقع سي إن إن. إلا أن الفريق البحثي بقيادة أستاذ الأنثربيولوجي بجامعة كاليفورنيا، راندي هاس، رأى أنهم بحاجة لدليل أقوى على عمل المرأة في الصيد كـ ”سلوك حقيقي". ويقول هاس: "نتائجنا دفعتني للتفكير في الأساس التنظيمي لمجموعات الصيد والجمع القديمة وتنظيم البشر بمجموعات بشكل عام". وقررفريق البحث مراجعة التقاريرالخاصة برفاتتاريخية أخرى تم العثور عليها في 107 موقع أخر بالأمريكتين الشمالية والجنوبية، ليعثر على 10 سيدات أخريات يُعتقد أنهن عملن أيضا بالصيد. وكانت فرضية احتكارالرجال للصيد منذ آلاف السنين قد ظهرت وانتشرت بعام 1966 عقب حلقة نقاشية تم عقدها بولاية شيكاغو الأمريكية وزعمت أنه عبر مراحل تطور الانسان القديم "تولى الرجال مهمة الصيد بينما تولت النساء مهمة الجمع، ونادرا ما حدث تبادل في الأدوار". إلا أن باحثين يدحضون تلك الفرضية، خاصة مع اكتشافات حديثة لنساء شاركن في القتال ببعض الحروب، ولكن ظلت أدلة عمل المرأة بالصيد ”ضئيلة". ولكن على الجانب، يرى علماء أن العثور على أدوات الصيد مدفونة منذ آلاف السنين بنفس القبر مع شخص ما ليست دليلا على ممارسته للصيد. ويؤكد أصحاب هذا الرأي على وجهة نظرهم بالعثور على أدوات مماثلة من قبل مع حفريات أطفال، وهو ما قد يمثل تعبيرا من صاحب الأدوات على ”الشعور بالأسف أو الحزن". د.ب
مشاركة :