أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أمس، أن الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 38.8% من بينهم 21.1% يعانون فقرا مدقعا، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 44%، مشيراً إلى أن ذلك يعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع. وأوضح المركز في تقريره الأسبوعي، أنه فضلاً عن استمرارها في فرض حصارها الجائر على القطاع منذ نحو ثماني سنوات، تواصل قوات الاحتلال فرض المزيد من العقوبات على السكان المدنيين، في إطار سياسة العقاب الجماعي المخالفة للقوانين الدولية والإنسانية في الضفة الغربية، وتواصل القوات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد لتعزل القطاع كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي، ما خلف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو 1.8 مليون نسمة من سكانه. وبين التقرير أنه منذ عدة سنوات، قلصت سلطات الاحتلال المعابر التجارية التي كانت تربط القطاع بالضفة الغربية وإسرائيل، من أربعة معابر رئيسية بعد إغلاقها بشكل كامل إلى معبر واحد هو كرم أبو سالم جنوب شرقي القطاع، والذي لا تتسع قدرته التشغيلية لدخول الكم اللازم من البضائع والمحروقات، فيما خصصت معبر بيت حانون/ إيرز، شمال القطاع لحركة محدودة جداً من الأفراد، ووفق قيود أمنية مشددة، فحرمت سكان القطاع من التواصل مع ذويهم وأقرانهم في الضفة وإسرائيل، وحرمت مئات الطلبة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية. ولفت التقرير، إلى أن سلطات الاحتلال تفرض حظراً شبه تام على توريد كافة أنواع المواد الخام للقطاع، باستثناء أصناف محدودة جداً منها، وكذلك مواد البناء، حيث تسمح فقط بدخول كميات محدودة لصالح المشاريع الدولية، أو عبر آليات الإعمار الأممية التي تم فرضها بعد انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة صيف العام الماضي. وأضاف أن هناك حظرا شبه تام تفرضه قوات الاحتلال على صادرات القطاع، باستثناء تصدير بعض المنتجات الخفيفة مثل الورود والتوت الأرضي والتوابل، فيما سمحت في الفترة الأخيرة بتصدير بعض أصناف الخضراوات بكميات قليلة جدا، وبعض الأثاث، وحصص قليلة من الأسماك، كما تواصل سلطات الاحتلال، فرض سيطرة تامة على معبر بيت حانون، المخصص لحركة الأفراد، حيث تمنع الفلسطينيين من السفر عبره بشكل طبيعي، وتسمح في المقابل بمرور فئات محدودة كالمرضى، والصحفيين، والعاملين في المنظمات الدولية، والتجار، وذلك وسط قيود مشددة، تتخللها ساعات انتظار طويلة في معظم الأحيان، مع استمرار سياسة العرض على مخابرات الاحتلال، حيث تجري أعمال التحقيق والابتزاز والاعتقال بحق المارين عبر المعبر. (قنا)
مشاركة :