تفعيل الحراك الفني وزيادة النتاج الثقافي وتشجيع الإبداع الهدف الرئيسي لمؤسسات الدولة الثقافية، التي تسعى دورياً وبشكل مستمر لإخراج المواهب والطاقات المختلفة وتقديمها للمهتمين من الفنانين والمتابعين، لذلك تهتم مؤسسة الشارقة للفنون بإطلاق العديد من المبادرات المجتمعية والبرامج الأساسية على المستوى المحلي، والمنطقة. ومن هذه المبادرات معرض وجهات نظر الذي يقام هذا العام في دورته الثالثة تحت عنوان الطبيعة الصامتة بمشاركة 46 مصوراً فوتوغرافياً مقيماً في الدولة ما بين محترف وهاوٍ. بإمكان زوار المعرض المقام في مؤسسة الشارقة للفنون في مبنى جي أتش حتى الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل الاستمتاع بالعديد من أشكال الإضاءة والتأثيرات الضوئية المختلفة من خلال 154 صورة قدمها 46 فناناً من جنسيات متعددة وفئات عمرية متباينة جمعهم الشغف بالتصوير والكاميرا، حيث تناقش في هذه الدورة فكرة فنية مبتكرة وهي الطبيعة الصامتة لنشاهد نتاجاً بصرياً يمثل انعكاس المخزون الفكري والثقافي للمجتمع، ما يتيح للجميع المجال لتقييم المضمون التعليمي والثقافي والإعلامي الذي يتلقاه أفراده، ومن ثم الفرصة لتطوير هذا المضمون ما يساهم بشكل أساسي في تطوير المجتمع الإماراتي وزيادة مستوى وعيه الثقافي والفني وبالتالي الارتقاء بمستوى الإنتاج الفني والأعمال ككل، وهو ما تهدف مؤسسة الشارقة للفنون إلى تحقيقه. جاء معرض الشارقة، وجهة نظر2 العام الماضي منصة ل 183 صورة فوتوغرافية مختلفة تشكل شخوص المعرض الذين يمثلون سكان وزوار الإمارات، حيث شارك في المعرض 48 مصوراً فوتوغرافياً من مختلف الجنسيات والأعمار ما بين محترفين وهواة بوجهات نظر متعددة اجتمعت تحت مظلة عنصر مشترك وهو الإنسان. عن الفرق بين الدورات السابقة والثالثة قالت فاطمة الجسمي مدير مكتب مؤسسة الشارقة للفنون: الفرق بين الشارقة، وجهة نظر 3 والدورتين السابقتين الفكرة المستخدمة وهي الطبيعة الصامتة والتي جاءت هذا العام كتحد أصعب للمصورين، لأن المسألة لم تعد تعتمد على العثور على مشهد مناسب لتصويره وإنما تشكيل المشهد ككل ثم التقاط الصورة. ويساعد هذا التنوع في الأفكار المختارة على تثقيف المصورين وإكسابهم خبرات حول موضوعات التصوير المتعددة التي يمكن أن يستخدموها ويطوروها فيما بعد، فالطبيعة الصامتة تجسيد أي من الجمادات أو النباتات في غير بيئتها الطبيعية، وكل ما هو غير حي في وضع الثبات داخل الاستوديو في ظروف يتم التحكم بها مسبقاً للوصول لصيغة فنية معينة وتوصيل أفكار محددة، سواء جسد المشهد من خلال الرسم أو التصوير. وعن أهم الشروط التي وضعت للاشتراك في المعرض قالت: يتعين على المشارك أن يكون مقيماً في الدولة، ويتم الاشتراك عن طريق إرسال البيانات والصور المطلوبة عبر الموقع الإلكتروني، كما يمكن تقديم الطلب بالبريد أو باليد مباشرة لمكتب مؤسسة الشارقة للفنون. الفنانة السورية ديما بيطار والتي شاركت في معرضين من قبل، معرض Baseline للجامعة الأمريكية في الشارقة والذي عرض في غاليري موجو. وجائزة الشيخة منال للفنانين الشباب 2014، قالت عن وجهات نظر3 وفكرته: ألهمتني فكرة الطبيعة الصامتة لأنتج مجموعة من الصور الفوتوغرافية خصيصاً لهذا المعرض. اخترت مجموعة من الأفكار واعتقدت في البداية أن التنفيذ سيكون في غاية السهولة ولكنه لم يكن كذلك على الإطلاق، لأن التقاط الصور للمشاهد الطبيعية المتحركة يضفي جمالاً فورياً على الصورة ويجذب عين المشاهد لمطالعتها، أما صور الطبيعة الصامتة فهي تلقي على عاتق المصور مسؤولية جعل العنصر الجامد المصور يبدو في حالة حركة ليكمل باقي عناصر الصورة، ومع ذلك بعدما التقطت الصور وجدت النتيجة لم تقابل توقعاتي تماماً. الشاي، إفطار الأبطال، وساعة القهوة أفكار الثلاث صور التي شارك بها في المعرض الفنان محمود غندور، حيث اختار أن تدور أعماله التي تتوافق مع فكرة الطبيعة الصامتة حول أهم المشروبات المفضلة في المنطقة، فجسد في صورته الأولى الشاي والطبيعة المعمارية لإمارة الشارقة حيث قدمها بصورة معكوسة داخل كوب الشاي بشكل مصغر لذلك أطلق عليها تصغير، أما عمله الثاني إفطار الأبطال فهي طبق كورن فليكس مع كوب حليب وهي أهم وجبة يتناولها الأطفال، أما صورة ساعة القهوة فهي فنجان قهوة تركية وتشبه الصورة في مجملها الساعة، حيث كتب على طبق الفنجان أرقام موزعة بنفس الطريقة الموجودة على الساعات، ويد الفنجان موجهة للرقم الثامن وهي الساعة التي تعتبر بداية الدوام لدى معظم الموظفين وأصحاب الأعمال. وعن المعرض قال غندور: وجهات نظر مبادرة مهمة ومميزة تدعم وتشجع هواية التصوير لدى كل من يقيم على أرض الدولة، كما أنها تساهم بشكل كبير في نشر ثقافة التصوير بأفكاره المتعددة، خاصة أن هناك العديد من المواهب التي ما زالت تخشى استخدام الكاميرا وإخراج ما بها من طاقات وإمكانات للناس. عن فكرة المعرض هذا العام قالت الفنانة سمية المرزوقي:"رغم أن هذه أول مشاركة لي في وجهات نظر إلا أنني أحرص على متابعته سنوياً، ورغم أن الفكرة في هذه الدورة كانت أًصعب وتحتاج لمجهود في الاختيار والتنفيذ، لكن المشاركة شرف كبير يستحق من الفنان بذل قصارى جهده لإخراج ما لديه من قدرات، وهذا أحد أهداف المؤسسة التي تسعى دائماً لتحقيقها، فالمعرض مبادرة مهمة من مؤسسة كبيرة تحرص على تقديم المزيد لكل عشاق الفنون، ونقطة تلاق بين الفنانين والمصورين على أرض الإمارات الحبيبة. عن أعمالها التي شاركت بها قالت: قدمت أربع صور، ثلاث منها بجهاز الآي فون وواحدة بالكاميرا، وتناولت فيها فكرة الضوء تماشياً مع موضوع المعرض هذا العام، واعتمدت على برامج التشبع اللوني أما الإضاءة فاعتمدت على ضوء الشمس في ثلاث صور وإضاءة الاستوديو في صورة. شارك الفنان ناهل سلو في كل دورات المعرض السابقة، لما له من أهمية كبرى في تناول موضوعات وأفكار جاذبة ومختلفة، وقدم هذا العام أربع صور تناول من خلالها موضوعات تؤثر في حياتنا اليومية مثل الأموال، المجتمع وكيف يرانا الناس وكيف نراهم، وسائل الإعلام وكيف تتحكم بالعالم، الوقت وكيف يتحكم في حياتنا. وقال سلو الذي شارك في العديد من المعارض الفنية السابقة:"أجمل ما في وجهات نظر أنه يقدم وجهة نظر مختلفة لرؤية الفنان، حيث يحمل كل عمل مشارك وجهة نظر مغايرة، ما يتيح لنا الاستمتاع أكثر والاستفادة والتشجيع التي تعد أهم أهداف المؤسسة القائمة على الفكرة من الأساس، كما أنه يعطيني كفنان فرصة للتعرف بشكل أكبر على الأماكن الطبيعية والمعمارية في إمارة الثقافة العربية الشارقة والتي يستحق كل مكان فيها التصوير والتدوين. التآكل اسم العمل الذي شاركت به الفنانة فرح الأمين التي تعتبر هذه المشاركة الأولى لها في وجهات نظر، رغم مشاركاتها المتعددة في معارض أخرى، وعنها قالت: أبهرتني المبادرة والمشاركات لهذا المعرض المشهور لدى الفنانين ورواد الفن لذلك أعتبر مشاركتي فيه حدثاً مميزاً وتجربة مهمة في حياتي أتمنى أن تتكرر في السنوات المقبلة. عن عملها التآكل قالت: "الفكرة كانت في ذهني قبل المعرض لكن لم يكن بداخلي الدافع لتنفيذها، وعندما عرفت فكرة المعرض قررت التنفيذ، وهي صورة تعبر عن العديد من الأمور التي تمر في حياتنا، فهي لوحة تضم ألواناً متعددة للفاكهة توحي بالحياة لكنها في الحقيقة مصابة بالعفن، وهذا ما يحدث معنا عندما ننظر للعديد من الأشياء من الخارج ولا نهتم بالمضمون، أو ننظر لأمر ما نظرة سريعة فيعجبنا بلا تيقن من جودته.
مشاركة :