على غير ما كان متوقعًا، شهد المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده وزيرا خارجية السعودية، عادل الجبير، وروسيا، سيرغي لافروف، في موسكو أمس، ما هو أشبه بالمبارزة الكلامية، في أعقاب الإعلان صراحة عن كل النقاط الخلافية خاصة مصير الرئيس السوري، إذ أكد الجبير أن موقف الرياض ثابت وهو أنه «لا دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا». وأكد الجبير في المؤتمر الصحافي، الذي نقل على الهواء عبر شاشات مختلف القنوات المحلية والأجنبية، أن «المملكة لم تغير موقفها تجاه الأزمة السورية، وأنه لا صحة على الإطلاق لأي تصريحات تقول غير ذلك»، في إشارة إلى ما أشاعته موسكو مؤخرا عن إقامة تحالف إقليمي يضم السعودية وتركيا والأردن، إلى جانب قوات النظام السوري، لمحاربة تنظيم داعش. وقال الجبير صراحة وبشكل أكثر مباشرة، إن «الأسد جزء من المشكلة، وليس جزءًا من الحل. وهو أحد الأسباب الرئيسية في نمو (داعش)، لأنه لم يوجه سلاحه خلال السنة الأولى ضد تشكيلاته الإرهابية، بل وجهه ضد شعبه». ومضى الجبير إلى ما هو أبعد حين قال إن «الأسد انتهى»، وإنه من الأفضل أن يرحل عبر «عملية سلمية»، حتى لا يتم إرغامه على الرحيل عبر «عملية عسكرية»، بعد أن فقد الشرعية وتسبب في مقتل 300 ألف وتشريد ما يزيد على 12 مليونا من السوريين. بدوره، أكد لافروف أن موسكو سوف تستقبل عددا من ممثلي فصائل المعارضة بشكل منفصل، وهم خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني، وصالح مسلم «رئيس القوى الكردية»، وهيثم مناع رئيس ائتلاف «القاهرة 2». في المقابل, أكد الجانبان تقارب وتطابق المواقف لا سيما تجاه الأزمة اليمنية، كما أعلن الجبير عن توقيع اتفاقيات أخرى للتعاون العسكري مع موسكو تشمل تزويد السعودية بمختلف الأسلحة بما فيها منظومات «إسكندر» الصاروخية.
مشاركة :