البحرين: التحصينات حول خلية «سترة» مرتبطة بالحرس الثوري

  • 8/14/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت البحرين، أمس، عن أفراد الخلية الإرهابية التي نفذت هجوم سترة الذي وقع 28 يوليو (تموز) الماضي وأودى بحياة اثنين من رجال الشرطة وإصابة ستة آخرين حينها. وكشفت الأمن البحريني عن القبض على خمسة من أفراد الخلية البالغ عدد أفرادها عشرة أشخاص، بينما ثلاثة من الخمسة الذين لم يتم القبض عليهم على ارتباط وثيق بالحرس الثوري الإيراني ويقيمون بشكل مستمر في إيران. اللافت أن الخلية وضعت عدة سيناريوهات للعملية الإرهابية، وقال بيان وزارة الداخلية، إن الحادثة كانت على أجندة الخلية من فترة طويلة وتولى سبعة من أفراد الخلية تنفيذها وتوزعت الأدوار، حيث تولى المراقبة ثلاثة، في حين تولى الرابع توفير المأوى لأفراد الخلية وتولى ثلاثة آخرون التخطيط وزراعة القنبلة والتفجير. أمام ذلك قال عيسى عبد الرحمن، وزير شؤون الإعلام والمتحدث باسم الحكومة البحرينية لـ«الشرق الأوسط»، إن التحريات وإفادات العناصر الإرهابية المتورطة في تفجير سترة تبين أنهم مرتبطون تنظيميًا وتمويليًا بالحرس الثوري الإيراني وبتنظيم ما يسمى «حزب الله العراقي» إلى جانب عدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى في البحرين. وقال إن التحقيقات كشفت تلقيهم تدريبات عسكرية في إيران بالإضافة إلى عدد من المجموعات الإرهابية الأخرى التي اتضح ارتباطها بإيران وتم إيقافها ومصادرة ما بحوزتها من أسلحة ومتفجرات في أوقات سابقة. وربط هذه الأحداث الأمنية بالتصريحات الإيرانية العدائية والتدخل في الشأن الداخلي لمملكة البحرين. والتي قال إنها لا تتسق مع تطلعات دول المنطقة والمجتمع الدولي. وأضاف أنه يتطلب من النظام الإيراني أن يكف أيديه عن العبث بأمن واستقرار المنطقة والعمل بشكل جاد لتحقيق تطلعات الشعب الإيراني من خلال تنمية حقيقية. ومساء أمس أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أنه وفي إطار الاهتمام بإطلاع الرأي العام على تطورات الوضع الأمني، وضمن الإجراءات المتخذة لحفظ الأمن والنظام العام ومكافحة الإرهاب، تم ضبط مجموعة من العناصر الإرهابية التي تعمل من خلال شبكات عنكبوتية، حيث تم القبض على خمسة من العناصر الإرهابية المتورطة بارتكاب تفجير سترة الإرهابي، حيث أسفرت التحريات الأمنية عن تحديد هوية الجناة، وتم القبض على محمد إبراهيم ملا رضي آل طوق الملقب بـ«المنكر» (24 عامًا) وهو قائد ميداني لتنفيذ الأعمال الإرهابية في سترة، قام بزراعة العبوة الناسفة وتفجيرِها، وقد هرب في وقت سابق إلى إيران عن طريق البحر، وذلك من تنفيذ حكم بالسجن المؤبد صدر بحقه في عدد من القضايا الإرهابية السابقة، منها قيامه بزراعة عبوة ناسفة في منطقة سترة واديان في يوليو 2013 أدى انفجارها إلى استشهاد رجل أمن، علما بأنه عاد إلى مملكة البحرين عن طريق التهريب بعد قضاء عام خارج البحرين بقصد ارتكاب أعمال إرهابية سبق له أن تدرب عليها بمعسكر حزب الله العراقي. كما تم القبض على صلاح سعيد صالح الحمّار (22 عامًا) مطلوب في عدد من القضايا الإرهابية، ويعد أحد مخططي العملية، حيث تسلم عبوة ناسفة لتنفيذ عملية إرهابية، كما عمد عند القبض عليه إلى إطلاق رصاص على الشرطة بمسدس كان بحوزته. أيضًا تم القبض على محمد رضي عبد الله حسن، الملقب بـ«البيبي» (23 عامًا) وهو قائد ميداني للأعمال الإرهابية وشارك في التخطيط للعملية وزراعة العبوة المتفجرة، وكان هاربًا من حكم صدر بحقه بالسجن لمدة 10 سنوات، كما أنه مطلوب في عدد من القضايا الإرهابية. كما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على علي عبد الكريم مرزوق (23 عامًا) والذي تولى دور مراقبة الموقع الذي وقع فيه التفجير، وكان قد صدر بحقه حكم بالسجن، وأيضًا مطلوب في عدد من القضايا الإرهابية منها إطلاق رصاص بواسطة سلاح ناري على أفراد الشرطة. وأيضًا تم القبض على حسن علي حسن الشامي (23 عامًا) والذي تولى دور إيواء العناصر الإرهابية المقبوض عليها مع علمه بالجريمة الإرهابية. كما تم تحديد هوية الخمسة الآخرين المشاركين في العملية وما زال الأمن البحريني يلاحقهم وهم إبراهيم جعفر المؤمن (28 عامًا)، وليث خليل إبراهيم آل طوق (21 عامًا) وتوليا مراقبة الموقع ومعاينته، وهما محكومان بالسجن ومطلوبان في عدد من القضايا الإرهابية الأخرى. كما تبين من خلال التحقيقات وإفادات المقبوض عليهم أن هناك عددًا آخر من المخططين الرئيسيين والممولين للعملية الإرهابية، ويرتبطون تنظيميًا وتمويليًا بالحرس الثوري الإيراني ويقيمون في الخارج وهم: مرتضى مجيد السندي (32 عامًا)، سبق أن تم إسقاط جنسيته البحرينية، وهو موجود في إيران، ومحكوم عليه بالمؤبد في قضيتين، ويتبع ما يسمى «تيار الوفاء» ويمثل القيادة الدينية للكثير من التنظيمات والمجموعات التي تنفذ أعمالاً إرهابية بالبحرين ويتلقى تمويلاً ماديًا شهريًا من الحرس الثوري الإيراني. وعلي أحمد العنصرة (21 عامًا)، هارب في إيران ويعمل تحت إمرة مرتضى السندي، وتولى إرشاد العناصر الإرهابية على مكان وجود العبوات المتفجرة للقيام بالعمليات الإرهابية ومنها حادث سترة الإرهابي، ومحكوم على العنصرة بالسجن لمدة 10 سنوات ومطلوب للأمن في عدد من القضايا الإرهابية. وثالث في المطلوبين المقيمين في الخارج هو قاسم عبد الله علي (26 عامًا) هارب في إيران ويتردد على العراق وهو المسؤول عن تدريب العناصر الإرهابية في معسكرات حزب الله العراقي، وهو أحد المتورطين الرئيسيين في تهريب المتفجرات والأسلحة لمملكة البحرين ومطلوب في عدد من القضايا الإرهابية. كما كشفت التحقيقات الأمنية أن عملية استهداف حافلة الشرطة ليست جديدة، وإنما وضعت على أجندة التنفيذ للخلية الإرهابية في فترات سابقة ووضعت للعملية سيناريوهات مختلفة، وذلك تحت إشراف ومتابعة من قبل ممولي ومخططي الأعمال الإرهابية المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، من بينها محاولات استهداف الحافلة بقنابل المولوتوف وزرع عبوة ناسفة قرب بريد سترة بالقرب من مركز الشرطة، لكن رجال الأمن تمكنوا من إحباط هذه المحاولات. كما قالت الداخلية البحرينية إنه تبين من خلال المعاينة ورفع الأدلة وفحوصات المختبر الجنائي ومسرح الجريمة، أن المادة المستخدمة في تفجيرِ سترة الإرهابي هي مادة C4 شديدة الانفجار، وهي نفس المادة التي تم إحباط تهريبها للبلاد من إيران بتاريخ 15 يوليو الماضي، وكذلك التي تم ضبطها في مستودع بقرية دار كليب في يونيو (حزيران) من العام الحالي. ووفق إفادات للمقبوض عليهم، تم تحديد عدد من المواقع الخاصة بتخزين العبوات المتفجرة والمواد التي تدخل في الأعمال التخريبية، حيث تم العثور على المواد التالية: عبوة ناسفة شديدة الانفجار، وجهاز تحكم عن بعد يصل مداه لنحو 200 متر، وعدد (2) سلاح شوزن محلي الصنع وطلقات خاصة بهما، وكذلك أدوات ومواد تستخدم في تصنيع عبوات قابلة للاشتعال والانفجار، وقد باشرت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، اتخاذ الإجراءات القانونية المقررة، وإحالة القضية إلى النيابة العامة.

مشاركة :