المنتزه شهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا من هواة الغوص ومحترفيه من أكثر من 50 دولةأكدت هيئة البحرين للسياحة والمعارض ان رؤيتها تهدف إلى ضمان التنمية السياحية المستدامة القائمة على عدة مرتكزات منها تطوير التجارب السياحية الفريدة عبر الاستثمار في مقومات الجذب السياحي التي تمتلكها مملكة البحرين بما يتماشى مع المعايير والمقاييس العالمية تعزيزًا من تنافسيتها في القطاع السياحي.واعلنت الهيئة انه انطلاقا من هذه الرؤية، تم إنشاء أكبر منتزه غوص في العالم بمساحة 100 ألف متر مربع وفق أعلى المعايير البيئية وأفضل الممارسات الدولية المتعارف عليها بالشراكة مع المجلس الأعلى للبيئة والقطاع الخاص، وذلك بعد الانتهاء من إجراء دراسة جدوى شاملة تم الأخذ فيها بعين الاعتبار كافة النواحي الفنية والبيئية التي تكفل استدامة المشروع ونجاحه واستمراريته في ظل ما سيحققه المشروع من تحفيزٍ للقطاع السياحي في مملكة البحرين، كما تمت الاستعانة بخبراء دوليين منذ مرحلة التخطيط وحتى مرحلة غمر الطائرة لضمان نجاح كافة المراحل بأعلى مستوى جودة مرجوة. تفرد منتزه الغوص في البحرين بكونه أول مشروع يتم فيه غمر طائرة من طراز بوينغ 747 تحت الماء على مستوى العالم، وتم تكييفه للسماح بالوصول الآمن بيئيًا له بما يتيح لمحبي الغوص من هواة ومحترفين خوض تجربة مميزة. وروعي في تصميم المشروع إحياء النظام البيئي البحري في المملكة، والحفاظ على البيئة البحرية المحلية، بالإضافة إلى تحفيز نمو المرجان وتطوير البيئة المستدامة للمساهمة في ازدهار الحياة الفطرية البحرية. يوفر المشروع للباحثين مخزونًا كبيرًا من المعلومات عن البيئة البحرية والنظام الحيوي البحري، كما يسهم في الوعي حول الأهمية المتعاظمة للحفاظ على الموائل البحرية الثمينة كجزء من الحركة البيئية الحديثة النامية بسرعة. ويعد المنتزه موقعًا جاذبًا للسياح لما يبرزه من تاريخ المملكة وإرثها الغني بارتباطها بصورة وثيقة مع البحر، وذلك من أجل ضمان بيئة آمنة للنظام الحيوي البحري في المملكة، ولتحفيز نمو المرجان وتطوير البيئة المستدامة للمساهمة في ازدهار الحياة الفطرية البحرية.دراسة المشروع:تم إجراء دراسة تقييمية تفصيلية حول المناطق المحتملة لإنشاء المنتزه فيها بمساحة تبلغ 100 ألف متر مربع بناءً على عدة معايير أسفرت عن تحديد الموقع الحالي في شمال مياه البحرين، حيث تم تحديد موقع المشروع بعد إجراء دراسات ميدانية من قبل شركة استشارية «انفايرمنت اربيا» المختصة بالدراسات البيئية والإيكولوجية بالتعاون مع مكتب المسح وتسجيل الأراضي (SLRB) لتحديد المنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار العمق المناسب والملاءمة البيولوجية للمنطقة بما يتوافق مع الحياة الفطرية فيها ويسهم في نموها، وتضمنت معايير اختيار الموقع ما يلي:- قياس الأعماق- نوعية المياه (الملوحة، وضوح الرؤية)- التيارات- الظروف الجوية وسهولة الوصول إلى الموقع- استراتيجية البحرين للتنمية الوطنية 2030- مواقع الجرف المخصصة من قبل الحكومة- المواقع التي تنسجم مع الخطة البيئية للمجلس الأعلى للبيئة- مناطق صيد الروبيان الرئيسية- مناطق صيد الأسماك الرئيسية- الفشوت الطبيعية- المواقع المحمية- الحدود البحرية- القنوات الملاحية- جسر الملك فهد- المرافق والخدمات (مثل خطوط الأنابيب وكابلات الألياف البصرية وغيرها)- البعد بمسافات آمنة من ممرات الشحن- البعد بمسافات آمنة من الكابلات البحريةوفي إطار التعاون وتحقيق التكامل مع الجهات ذات العلاقة، تم التنسيق مع قوة دفاع البحرين وخفر السواحل وشؤون الموانئ والملاحة البحرية وشركة بتلكو وإدارة الثروة السمكية والهيئة الوطنية للنفط والغاز.التدشين:تم تنفيذ مراحل منتزه الغوص حسب الخطط الموضوعة للمشروع مع خبراء محليين ودوليين، وتم تدشين المنتزه بنجاح بعد قيام مراكز الغوص المسجلة في مملكة البحرين باختبار تجربة رحلة الغوص إلى هيكل الطائرة وفحصه للتأكد من مطابقته لمعايير الأمن والسلامة واستيفاء الاشتراطات بما يتيح تجربة مميزة وآمنة لمرتاديه. وشهد المنتزه إقبالًا جماهيريًا كبيرًا من هواة الغوص ومحترفيه من السياح وعشاق هذه الرياضة البحرية من أكثر من 50 دولة، وحصل على إشادات واسعة من قبل وسائل الإعلام المتخصصة والمرخصة عالميًا نظرًا لفرادة المشروع بما تميز به عن مختلف المنتزهات الأخرى في العديد من الدول.التنفيذ:تم استيفاء جميع معايير السلامة وتمت عملية النقل والغمر بإشراف شركة خدمات بحرية رائدة ومتخصصة في مجال النقل تماشيًا مع أفضل الممارسات الدولية في هذا الشأن. وبما أن المنتزه يتسم بمواصفاته التي تراعي المعايير البيئية للمناطق البحرية، فقد تم إزالة جميع الأسلاك من الطائرة المغمورة، وجميع الأنظمة الهيدروليكية والهوائية والوقود وغيرها من المواد السامة المحتملة للتأكد من عدم إلحاق الضرر بالبيئة البحرية. بعد غمر الطائرة، قام فريق المشروع بالغوص لتفقد الطائرة والتأكد من أن جميع جوانب الطائرة آمنة ومستقرة، كما قام فريق المشروع بمرافقة نخبة من أساتذة الغوص المرخصين في المملكة وغواصين مرخصين من مراكز الغوص في البحرين بجولة استطلاعية من خلال الغوص في موقع الطائرة قبل افتتاحها أمام الجمهور، حيث أكدوا بدورهم أن الطائرة آمنة ومستقرة وجاهزة لتقديم تجربة فريدة أمام الغواصين.افتتاح المنتزه:تم افتتاح منتزه الغوص رسميًا يوم الجمعة الموافق 6 سبتمبر 2019، ليتم بعدها البدء باستقبال محبي رياضة الغوص والألعاب المائية من خلال الحجز عبر زيارة الموقع الإلكتروني للمنتزه www.divebahrain.com. كما تم تحديد مراكز غوص معينة على الموقع الإلكتروني باعتبارها المعتمدة والمرخصة لتنظيم الرحلات إلى منتزه الغوص، حيث تم إعداد هذه المراكز وتهيئتها لتقديم خبراتها لمرتادي المنتزه وإرشادهم للمواقع تحت الماء مع ضمان أمنهم وسلامتهم.تعرض المجسمات للإتلاف بفعل فاعل:أعلن منتزه الغوص في فبراير 2020 عن تعرض المجسمات تحت الماء للتلف بفعل فاعل والذي قد يكون بسبب انتهاك بعض السفن القرار الوزاري رقم (205) لسنة 2018 بشأن حظر الصيد البحري بواسطة شباك الجر القاعية (الكراف)، وإشعار البحارة الصادر عن شئون الموانئ والملاحة البحرية (177/2019) بتاريخ 8 يوليو 2019، والذي ينص على أن هناك منطقة استبعاد بمسافة 2 ميل بحري حول المنتزه. وبعد الاطلاع على نتائج التحقيق الأولية الذي أجري من قبل فريق مختص من المحققين البحرينيين، قامت شركة Advis Aqua بمواصلة التحقيق للكشف عن ملابسات الحادثة، وبينت نتائج التحقيق أن الضرر الذي وقع لا يمكن أن يكون بسبب الصخور أو الشعب المرجانية أو التيارات المائية ولا علاقة لها بالموقع والبيئة البحرية بل هي نتيجة فعل متعمد باستخدام أدوات ثقيلة أو قد تكون بسبب شباك الجر القاعية (الكراف)، كما تبين أن المنتزه قد تعرض لفعل تخريبي أدى لوقف عمليات الغوص فيه حتى التأكد من سلامة الموقع حيث ان الخدوش والاختراقات في هيكل الطائرة المغمورة تمت بفعل فاعل حيث تأثر ذيل الطائرة نتيجة تصادم متعمد وأدى لإحداث أضرار في الجزء الخلفي من المجسم كما تم العثور على معدات صيد عالقة تحت الجناح الأيمن للطائرة، ومازالت المتابعة مستمرة في هذا الشأن مع الجهات المعنية.وأكدت هيئة البحرين للسياحة والمعارض أنه رغم إعلان منتزه الغوص عن تعرض المجسمات تحت الماء للتلف، إلا أن محبي الغوص استمروا في إبداء طلبهم بتنظيم الرحلات لموقع الطائرة المغمورة لما تمثله أجزاء الطائرة من بيئة آمنة لعيش وتكاثر العديد من الكائنات البحرية، كما تعتبر الشعاب المرجانية من أهم عناصر جذب السياحة البيئية، وقد تم تلقي الكثير من الطلبات خلال الظرف الاستثنائي لفيروس كورونا (كوفيد-19). ونظرًا لتنفيذ المشروع بأعلى معايير الجودة حسب الخطط الموضوعة له دون التغاضي عن أي متطلب وبالتعاون مع الخبراء والمختصين المحليين والدوليين؛ فالتلفيات التي تم إلحاقها بالمجسمات لم تشكل عائقًا حيث مازال المنتزه متاحًا لمرتاديه لما يتميز به من تنوع في معالمه.من جانبهم، أكد عدد من الغواصين الهواة والمحترفين وأصحاب مراكز غوص الأهمية التي يمثلها منتزه الغوص (Dive Bahrain) والذي شكل نقله نوعية في مجال الغوص منذ تدشينه في سبتمبر من العام الماضي من خلال ما يمثله هذا المشروع الرائد من أهمية لمملكة البحرين بجعلها إحدى اهم الوجهات السياحية لهواة الغوص والمحترفين، منوهين بأهمية الحفاظ على هذا المشروع الحيوي والذي شكل منذ انطلاقته دورًا بارزًا في رفد السياحة البحرية والذي من المؤمل أن يجعل مملكة البحرين إحدى أهم الوجهات السياحية عالمياً.وقد فاق إجمالي من ارتادوا منتزه الغوص (الطائرة العائمة) خلال الفترة التجريبية الممتدة من سبتمبر وحتى ديسمبر الماضي الـ500 غواص، منهم 123 أجنبيًا، كما لاقى المشروع اهتماماً إعلامياً واسعاً حيث تم تغطية الموضوع في أكثر من 350 مادة بقيمة إعلامية وتسويقية.وأعرب الغواصون الهواة والمحترفون عن أسفهم لما تعرض له هذا الموقع من تلفيات في جسم الطائرة المغمورة والمجسمات في المشروع والتي كانت بفعل ارتطام أجسام ثقيلة فيها أو فعل فاعل حسب ما تم التصريح به من قبل المعنيين، داعين الجميع للتحلي بالحس المسؤول تجاه أحد أهم المغاصات البحرية والمعالم السياحية التي ترفع اسم البحرين عالمياً في السياحة البحرية والغوص. وأشاروا إلى أنه ومع استئناف الغوص وفتح مراكز الغوص خلال الفترة الماضية بعد التوقف الذي حصل بسبب تداعيات جائحة كورونا، فإن الإقبال كبير على رحلات الغوص والرياضات البحرية ورحلات الاستجمام البحرية، كما أن الاستفسار متزايد عن الغوص في منتزه الغوص (Dive Bahrain) وهو ما يؤكد بأن الموقع ما زال موقع جذب سياحي على الرغم مما تعرض له من تلفيات مفتعلة، داعين إلى أهمية الاهتمام بالمغاصات البحرية ومنها موقع الطائرة المغمورة وعدم استخدام شباك الجر القاعية (الكراف) للصيد في هذه المغاصات وذلك لما يسببه (الكراف) من تدمير لها وللثروة البحرية وتجريف للشعاب المرجانية.مراكز الغوص تترقب عودة افتتاح (الطائرة العائمة):الجاسم: السياحة البحرية تنتعش وندعو لحماية المغاصات طالب مدير مركز (سكوبا لايف) للغوص والرياضات البحرية محمد الجاسم الالتفات إلى المغاصات البحرية والعناية بها وتطويرها وحمايتها لاسيما مغاص (الطائرة العائمة) التابع لمنتزه الغوص والذي تعرض لأضرار بفعل فاعل في وقت سابق، مؤكدًا أنه بعد توقف مراكز الغوص والرياضات البحرية عن العمل في الأشهر الماضية جراء تداعيات فيروس كورونا، إلا أن استئناف العمل الآن شهد طلبًا مرتفعًا على الغوص والرياضات البحرية ورحلات الاستجمام البحرية. وأبدى الجاسم تساؤله عن موعد عودة افتتاح مغاص الطائرة وتطويره وحمايته خاصة أن محبي الغوص لا ينظرون لتلفيات المجسمات كعائق أمامهم فهي حطام بكل الأحوال وما زالت موقع جذب لهم، مشيرًا إلى أن المشروع وضع البحرين على خارطة مواقع الغوص في العالم وأصبح علامة جاذبة لهواة الغوص، مؤكدًا على أن قطاع السياحة بشكل عام والسياحة البحرية بشكل خاص قطاع واعد في مملكة البحرين.من ناحيته، عبّر مدرب الغوص أحمد الهلالي، والذي يمتلك خبرة في مجاله تزيد عن 25 سنة، عن أسفه لما حدث لموقع مغاص الطائرة في منتزه الغوص، قائلًا إنه قام بالعديد من رحلات الغوص إلى موقع الطائرة وشاهد الأضرار التي أصابت جسم الطائرة، وأضاف أنه من المحزن رؤية التلفيات على المجسم والتي تظهر أنها تلفيات متعمدة بأدوات ثقيلة أقرب ما تكون لشباك الصيد (الكراف)، ويمكن لنا أن نتخيل ضرر هذه المعدات على البيئة البحرية والشعاب المرجانية! داعيًا مرتادي البحر والقائمين على الصيد والأنشطة البحرية إبداء مزيد من الحرص للحفاظ على ثروات مملكتنا. وأضاف فهد العمادي نائب رئيس هيئة فريق البحرين للغوص التطوعي أن مشروع منتزه الغوص الذي تم تدشينه على مساحة ممتدة هي الأكبر في العالم شكل نقلة نوعية لمحبي الغوص وعشاق الرياضات المائية، مشيرًا إلى أنه من المؤسف أن تتعرض المجسمات في قاع البحر إلى هذه الأضرار التي تظهر بوضوح أنها ليست نتيجة عوامل طبيعية بل بتدخل بشري، مؤكدًا أن الطائرة المغمورة هي حطام طائرة تحت الماء سواء مع أو بدون التلفيات التي لحقت لها، مقترحًا أن يتم تجزئة الحطام بما يتوافق مع معايير الأمن والسلامة، إن كان غير قابلٍ للإصلاح، ليشكل تجربة جديدة للغواصين في منتزه الغوص، مطالبًا جميع المهتمين بالرياضات البحرية وعشاق الغوص بدعم الجهود المبذولة من أجل حماية البيئة البحرية والحفاظ على الموائل الطبيعية والاستثمار فيها لتطوير الأنشطة الرياضية بما يلبي تطلعاتهم.
مشاركة :