أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الخميس)، مقتل شخصين على الأقل وإصابة 14 آخرين بجروح، نتيجة سقوط قذائف طالت مسقط الرئيس بشار الأسد في أحياء بمدينة اللاذقية الساحلية في غرب سوريا. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «شخصين على الأقل قتلا وأصيب 14 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية على شارع 8 مارس، بالقرب من دار الإفتاء في وسط مدينة اللاذقية». كما أشار المرصد إلى «دوي انفجار ثان في شارع الكورنيش في المدينة»، لم تتضح أضراره. من جهتها أفادت وكالة الأنباء السورية التابعة لنظام الأسد «سانا»، عن «إصابة عدد من المواطنين جراء استهداف أحياء في مدينة اللاذقية بقذائف صاروخية» مشيرة إلى وقوع «أضرار مادية». وتعد محافظة اللاذقية معقلا للطائفة العلوية وتتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وتحديدًا من بلدة القرداحة. وحسب عبد الرحمن، يقتصر وجود الفصائل المقاتلة في المحافظة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، مضيفا: «يتمكن مقاتلو الفصائل أحيانا من التسلل من هاتين المنطقتين إلى مناطق حرجية خارجة عن سيطرتهم ويطلقون منها صواريخ خفيفة باتجاه مدينة اللاذقية، كما حصل في مرات عدة». ونشر تلفزيون «الإخبارية» السورية مقاطع فيديو لمكان سقوط القذائف على دار الإفتاء. وتظهر ثلاث سيارات تحترق بالكامل خلال توقفها إلى جانب الطريق، فيما يعمل عناصر الإطفاء على إخماد الحريق. وتظهر مقاطع الفيديو قاعة انتظار يكسو الزجاج المحطم أرضها وأحد مكاتبها. كما تبدو على أرض القاعة آثار دماء جراء إصابات خفيفة. وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة اللاذقية انفجارًا مماثلاً، إذ قتل أربعة مدنيون وأصيب عشرة بجروح في 25 مايو (أيار)، جراء انفجار لم تتضح أسبابه وأدى إلى احتراق طبقة من مبنى في حي مار تقلا. وبقيت المحافظة الساحلية بمنأى عن النزاع الدامي الذي شهدته بقية المحافظات السورية منذ منتصف مارس 2011. ما دفع الكثير من السوريين إلى النزوح إليها هربا من المعارك. كما نقل رجال أعمال استثماراتهم إلى المحافظة. وتحاول فصائل مقاتلة عدة بينها جبهة النصرة، التقدم باتجاه محافظة اللاذقية عبر هجوم تشنه انطلاقا من منطقة سهل الغاب في محافظة حماه (وسط)، منذ مطلع الشهر الحالي. وباتت هذه الفصائل على بُعد أقل من كيلومترين عن مركز قيادة حيوي لعمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية جورين الواقعة على تلة مرتفعة في حماه. وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على جورين، يصبح بإمكانها التقدم باتجاه جبال محافظة اللاذقية، واستهداف سلسلة من القرى ذات الغالبية العلوية. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ أكثر من أربع سنوات بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.
مشاركة :