خالد الفيصل يعلن استحداث جائزة «الريادة المعرفية» ضمن جوائز سوق عكاظ

  • 8/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، عن جائزة جديدة ضمن جوائز سوق عكاظ السنوية، تخصّص لريادة الأعمال في الحقل المعرفي، وتضاهي في قيمتها المعنوية والمالية جائزة شاعر عكاظ. جاء هذا الإعلان، خلال كلمته في افتتاح ندوة «الريادة المعرفية» أمس بالطائف في انطلاقة البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في دورته التاسعة، والتي اقترح فيها أيضاً تطوير هذه الندوة إلى يوم كامل في العام المقبل، باعتبار أن سوق عكاظ تعتني بالاقتصاد والصناعة والتجارة. وكان الأمير خالد الفيصل قد خاطب ندوة الريادة المعرفية، مثمنًا جهود المشاركين فيها والتي تنعقد في سياق مبادرة سوق عكاظ باستحداث محور خاص لإبداع الشباب ومنجزاتهم يهدف إلى استثمار السوق ليكون إحدى قنوات التواصل الايجابي من أجل تبادل الافكار مع الشباب وعرض تجاربهم العلمية والعملية وتقييمها. وقال الأمير خالد الفيصل: في هذا العام الرابع للمبادرة، ينظم السوق هذه الندوة تحت عنوان «الريادة المعرفية» بالتعاون مع معهد الإبداع وريادة الأعمال في جامعة أم القرى، وتشارك فيها وزارة الاقتصاد والتخطيط المناط بها الهيكلة الاقتصادية والشؤون العامة للتنمية، كما تشارك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المعنية بالتنسيق بين أصحاب القرار ورجال الأعمال، وقيادات القطاعين العام والخاص، والجهات الاستثمارية والأكاديميين وروّاد الأعمال المعرفيين والمبدعين والمبتكرين من الشباب، وأضاف: يناقش صناع القرار ومجموعة من الخبراء والمختصين مع نخبة من الشباب، السياسات والآليات وواقع البيئة الحاضنة لهؤلاء الروّاد وتذليل العقبات التي تواجههم، ووضع إطار عمل قائم على الدراسة العلمية والعملية، وطرح المبادرات التي تمكنهم من مواصلة مسيرتهم بنجاح. وتابع الفيصل قائلا: تأتي هذه الندوة مواكبة لحرص المملكة العربية السعوية على تفعيل خططها الإستراتيجية الوطنية، لتكون رائدة في التنمية القائمة على الاقتصاد المعرفي الذي أصبح لغة العصر، وضرورة حتمية لتوظيف الطاقة البشرية في الاستثمار الأمثل لمواردها المادية بما يحقق التنمية الشاملة المتوازنة والمستدامة بالشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص.. هكذا واصلت المملكة مسيرتها المظفرة، حتى أقامت دولة عصرية على صحيح المبادئ الإسلامية تبرهن للعام أجمع وللعالم الإسلامي خاصة أن الإسلام دين يحث على التطوّر، والأخذ بأسباب القوة والاستفادة من كل جديد دون التفريط في أي من ثوابت هذا الدين الحنيف.. وكان وراء هذه المعجزة -بعد توفيق الله- حنكة القيادة وإخلاصها في توظيف موارد البلاد واستثمار مقدّراتها، يعضدها في ذلك تجاوب المواطن السعودي وتعاونه في بناء هذا الصرح الشامخ. وشدّد سموه على القول: كنا في سوق عكاظ وما زلنا نكرّر أن هذا السوق ليس استظهارًا للماضي فحسب، بل علينا أن نأخذ من الماضي أحسن ما فيه ونبني عليه ما ينفع حاضرنا ويفيد مستقبلنا، وقلت سابقًا إن سوق عكاظ القديم كان يقدم آنية اللحظة في الفكر والثقافة والتجارة، ويجب أن نعيد هذا المفهوم ونضيف إليه ما يحقق لنا آمال الحاضر والمستقبل، ولذلك نحرص في سوق عكاظ سنويا على تحقيق قيمة مضافة، وفتح نافذة جديدة على المستقبل في المجالات الثقافية عامة والعلمية خصوصًا، ليسهم ذلك في تقديم صورة مشرّفة للنهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، وهي نهضة تخطو خطوات ثابتة لنقل مجتمعنا السعودي -إنسانا ومكانا- إلى مصاف العالم الأول المتحضّر. وزاد سموه بالقول: وفي سياق استشراف السوق للمستقبل، خاصة في العلوم الحديثة والابتكارات والاختراعات، بادرنا منذ بداية إحيائه إلى إطلاق معرض «عكاظ المستقبل»، تقدم فيه الجامعات والمؤسسات البحثية والتقنية آخر أبحاثها وابتكاراتها في جميع المجالات، كما أن مؤسسات التعليم العالي مدعوة لدعم وتطوير برامج ريادة الأعمال من أجل تأهيل الشباب وإكسابهم الكفاءات المعرفية والقدرات المهارية لطرح أفكار ابتكارية وإبداعات عملية تشجع ثقافة العمل الحر، وتدعم تحويل الأفكار المبتكرة إلى كيانات تجارية، واليوم.. تفتح هذه الندوة المجال للحوار بين المختصين والشباب الرواد لهذا الغرض، إضافة إلى أن هناك إستراتيجيات أخرى تدعم هذا التوجّه سواء في مجال تطوير التعليم، أو إنشاء وتبني مؤسسات الإبداع والموهبة. وتوجّه سموه إلى الحضور بالقول: وأقول لكم بكل تفاؤل وطموح: إننا بإذن الله سنحقق ما نصبو إليه لنكون من الروّاد عالميًا في بناء مجتمع المعرفة، والتأسيس للاقتصاد القائم عليها، فلدينا أهم ثروة وهي ثروة المواطن، ثروة العقول وثروة الشباب، الذين حققوا في هذا المجال خطوات رائدة وإنجازات مهمة تمثلت في كثير من الابتكارات التي تحوّلت إلى أعمال رائدة وصولا إلى عمل تجاري ومؤسسي. وختم الأمير خالد الفيصل كلمته بالقول: ختاما نسأل الله جل وعلا أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها ورخاءها، وأن يديم التوفيق والسداد على قيادتها الحكيمة للمزيد من رفعة الوطن والاتقاء بالمواطن. وخلال الندوة، أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة وبتوجيه من الأمير خالد الفيصل، عن تعاقدها مع شركة التجربة البصرية وهي شركة يملكها شابان من روّاد أعمال حقل الريادة المعرفة، وذلك وفق الرؤية الطموحة لسوق عكاظ لأن يكون واجهه حضارية عن الإنسان السعودي والعربي، وبحسب العقد الذي وقعه الدكتور سعد مارق مستشار سمو أمير منطقة مكة وأمين عام اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، وعبدالواحد الزايدي الرئيس التنفيذي لشركة التجربة البصرية، بإنتاج محتوى إعلامي جديد عبارة عن وسائط وتطبيقات تنقل رسالة ورؤية سوق عكاظ الحاضر والمستقبل إلى العالم في قالب عصري. وستنفذ شركة التجربة البصرية وهي شركة وطنية متخصّصة في تقنيات الواقع الافتراضي من روّاد الأعمال في الحقل المعرفي، في إنتاج تطبيق يسهم في إضافة بعد جديد للتعريف بالسوق عبر القنوات الخاصة لهذه النوعية من المحتوى وهي من أكثر القنوات تزايداً في اعداد المستخدمين في الفترة الأخيرة، كما أن التطبيق الجديد سينقل تجربة زيارة سوق عكاظ إلى الجمهور في كل العالم، بحيث يمكن تكرارها ومشاركتها مع الأصدقاء مع تذكار سوق عكاظ الافتراضي، كما أن تطبيق الواقع الافتراضي سيكون أسلوباً عصرياً يتماشى مع لغة العصر، حيث سيمكن كل شخص ليس فقط بالقراءة عن سوق عكاظ ومشاهدة الصور في الكتيبات، بل يسمح لهم أيضاً بالتجوّل افتراضيًا في سوق عكاظ. وشهدت ندوة «الريادة المعرفة» صباح أمس، تقديم ست ورقات عمل، قدمها رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، وأدارها عميد معهد الإبداع وريادة الأعمال بجامعة أم القرى الدكتور فواز سعد، وأوضح الأمير تركي بن سعود خلالها أن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الـ35 عالميًا في مجال النشر العلمي بـ288 ورقة علمية، لافتا إلى أن التحوّل من اقتصاد البترول إلى اقتصاد المعرفة يأتي من خلال مساهمة البحث والتطوير والابتكار ونقل التقنية وتوطينها كمصدر أساس للثروة، وأن تبنى المنتجات والخدمات في المملكة على تقنية مطوّرة محليًا ومنافسة عالمياً. وأشار إلى أن رؤية الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار «معرفة» تعتمد على بناء مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة ومنظومة وطنية للابتكار منافِسة عالمياً، منوّهًا بأن «السياسة الوطنية للعلوم والتقنية» التي أعدّتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط في المملكة، وأقرّها مجلس الوزراء في عام 1423هـ، تمثل الرؤية المعتمدة للمملكة وتوجهاتها الإستراتيجية لوصولها إلى مصاف الدول المتقدمة في العلوم والتقنية والابتكار بحلول عام 1450هـ. من جهته، تناول مستشار وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور أسامة المنصوري خلال عرضه في الندوة ما توليه المملكة من اهتمام كبير بقطاع العلوم والتقنية والابتكار وتطوير مخرجاته ضمن أولويات خططها التنموية، إذ تتشكل المنظومة الوطنية للابتكار من كيانات عديدة من أهمها: مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والجامعات الحكومية والخاصة، ومراكز الأبحاث التابعة لمختلف الجهات، ورعاية الموهبة والابتكار. وبيّن أن خطة التنمية التاسعة (1431-1435) شهدت تنفيذ معظم برامج الخطة الخمسية الموسعة الأولى «للسياسة الوطنية للعلوم والتقنية»، تنفيذ الخطة الخمسية الأولى «للخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات»، وأيضًا تنفيذ الخطة الخمسية الأولى لإستراتيجية «رعاية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار»، إضافة إلى توسّع ملحوظ في مراكز البحث والتطوير والابتكار التابعة للمؤسسات التعليمية المختلفة وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الصناعية. ولفت المنصوري إلى أن ارتفاع نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة من 0.4% في عام 2010م إلى 3.2% تقريبا العام الماضي، لتصبح المملكة الأولى في ذلك على المستوى العربي وقد توزع هذا الإنفاق بنسبة 70% حكومي و30% غير حكومي في العام المذكور. وقال مستشار وزير الاقتصاد والتخطيط، أن المملكة العربية السعودية تبوّأت المركز الأول في عدد براءات الاختراع على مستوى العالم العربي، حيث تعاظم عدد براءات الاختراع المسجلة للمملكة عالمياً خلال خطة التنمية التاسعة وبفارق كبير عن الدول التي تليها حيث سجلت حوالى 45% من مجمل المسجل من العالم العربي مجتمعاً، تليها الكويت بنسبة 14% ثم مصر بنسبة 12% وأن هذا التطور حصل بشكل خاص خلال خطة التنمية التاسعة، أما في النشر العلمي ارتفعت إسهامات المملكة في نشر نتائج الدراسات والبحث والتطوير من أقل من 0.2% من النشر العلمي العالمي في عام 2000م إلى نحو 0.5% في عام 2012م، أي بنسبة زيادة إجمالية تبلغ 150%، وتجاوز عدد الاوراق والدراسات العلمية المنشورة في المملكة في عامي 2012 و2013م حوالى 8000 دراسة.

مشاركة :