من المتوقع أن تشهد أسعار حملات حجاج الداخل هذا العام انخفاضا بنسبة تراوح بين 30 و40 في المائة، وذلك بحسب ما أبلغ "الاقتصادية" مصدر مسؤول في وزارة الحج، حيث بدأت غالبية شركات حجاج الداخل في تغيير برامجها الخاصة بحجاج هذا العام، بعد أن أعلنت وزارة الحج أخيراً إطلاق المسار الإلكتروني لحجاج الداخل. وأوضح المصدر أن المسار الإلكتروني الذي أطلقته الوزارة ضمن ثلاث شرائح أساسية، يستهدف بالدرجة الأولى القضاء على الحملات الوهمية لحجاج الداخل، والتحقق من تطبيق الجانب الأمني للحجاج، والقضاء على الأسعار المبالغ فيها بتحقيق العدالة بين المواطنين من خلال توفير الخدمات والمساحات اللازمة بالتساوي دون محاباة أو احتكار لأحد دون الآخر. وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور حسين الشريف، وكيل وزارة الحج لشؤون الحج، أن المسار الإلكتروني يسهل على المواطنين والمقيمين الوصول إلى منشآت الحج المرخص لها من الوزارة، ومعرفة الخدمات التي تقدمها بكل شفافية ووضوح، من خلال الدخول والتسجيل على نظام الوزارة الموحد، إذ بات باستطاعة المواطن والمقيم معرفة نوعية الخدمات المقدمة في الحملة دون زيارة الشركة، فقط بإدخال البيانات، ابتداء من الأسبوع المقبل، غرة ذي القعدة. وذكر أن الهدف من المسار الإلكتروني هو تحقيق الأمن وحماية الحجاج من الحملات الوهمية وتوضيح مسار الأموال وحفظ حقوق جميع الأطراف وتحقيق السرعة ومنع احتكار الخدمات، مؤكدا في الوقت نفسه أن حج هذا العام سيشهد قضاء على افتراش المخالفين وعلى الحملات الوهمية. ولفت الشريف في حديثه إلى أن الوزارة عمدت إلى توحيد المواصفات ونوعية الخدمات المقدمة في الحج للحفاظ على مبدأ المساواة بين الجميع في الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن المسار الإلكتروني سيقدم خدمة حقيقية للمواطن والمقيم والقطاع بشكل عام، إذ سيوفر على شركات حجاج الداخل المبالغ التي يتكبدونها سنويا للتسويق لحملات المخيم، وكذلك سيقلص المسار من مصاريف الفروع والمكاتب للشركات، وسيضمن تحصيل أصحاب الشركات نقودهم بشكل آني، من خلال تحويلات المواطنين المباشرة على حسابات الشركات البنكية، ولا يزور المواطن الشركة إلا بعد صدور التصريح بالحج، أو لإلغاء الحجز، وهذه كلها أمور تصب في مصلحة القطاع. وأكد في الوقت نفسه أن الخدمات المقدمة ضمن الشرائح التي اعتمدتها الوزارة هي ملزمة وإجبارية على جميع الشركات وستراقب الوزارة مدى التزام الشركات بها، حيث إنها روعيت في تكاليف الشريحة لأنها أمور أساسية كبيرة، والتنازل عنها يخل بجودة الخدمة. وتبدأ أسعار حملات الداخل في المسار الجديد، وفق بيانات وزارة الحج، من 8146 ريالا إلى 5893 ريالا للفرد، فيما كانت تراوح أسعار الحملات الداخلية خلال العام الماضي، من 8500 إلى 14500 ريال للفرد، وقد يصل السعر إلى 18 و20 ألف ريال للفرد، بحسب موقع الخيام في الأراضي المقدسة، وبذلك تكون الأسعار قد انخفضت بعد تطبيق المسار بنسبة تراوح بين 30 و40 في المائة. وتبدأ أسعار الشريحة الأولى من 8146 ريالا للفئة (أ1) و8084 ريالا للفئة (أ2) و8021 ريالا للفئة (ب) و7896 ريالا للفئة (ج) و7771 ريالا للفئة (د1) حتى 7546 ريالا للفئة (هـ)؛ وتشمل الفئتين الأوليين إضافة سعر نقل بري أو جوي من وإلى مكة المكرمة إضافة إلى السكن في مكة، وتشمل أسعار هذه الشريحة مصاريف النقل بالحافلات والقطارات على حسب موقع المخيم، إضافة إلى السكن في منى وعرفات ومزدلفة والاستقبال عند نقطة التجمع المتجهة إلى المشاعر المقدسة، وتكاليف الإعاشة. فيما تبلغ أسعار الشريحة الثانية 7895 ريالا للفئة (أ1)، 7833 ريالا للفئة (أ2)، و7770 ريالا للفئة (ب)، وسعر 7645 ريالا للفئة (ج) وسعر 7520 ريالا للفئة (د1) حتى 7295 ريالا للفئة (هـ)، وتشمل تلك الأسعار رسوم السكن والإعاشة في منى ومزدلفة وعرفات إضافة إلى النقل بالقطارات والحافلات. فيما تصل أسعار الشريحة الثالثة إلى 6493 ريالا، وتبدأ من 5893 ريالا، تشمل عدة فئات منها (أ1) التي تبدأ من 6439 ريالا و(أ2) 6431 ريالا، وفئة (ب) بنحو 6368 ريالا، وفئة (ج) بنحو 6243 ريالا، و(د1) بنحو 6118 ريالا، و5893 ريالا لفئة (هـ)، إذ تشمل هذه الأسعار تكاليف النقل والإعاشة والاستقبال، في الوقت الذي حددت الوزارة تكاليف السكنى في أبراج منى بمبلغ 11890 ريالا تشمل كذلك تكاليف النقل بقطار المشاعر والسكنى والإعاشة في منى وعرفات ومزدلفة، وكذلك الاستقبال من نقطة التجمع قبل الوصول إلى أراضي المشاعر. وقال أسامة الفيلالي، رئيس اللجنة الوطنية للحج، "إن المسار الإلكتروني لحجاج الداخل له عديد من الإيجابيات والفوائد، إذ سيسهم تطبيق المسار هذا العام في خفض الأسعار بنسبة لا تقل عن 40 في المائة"، لافتا إلى أن إشراف وزارة الحج على المسار الإلكتروني سيسهم في إحكام رقابتها على جميع الخدمات المقدمة للحجاج والتأكد من عدم مخالفتها الأنظمة والتعليمات المنظمة للحج على تقديم الخدمة اللائقة بالحجاج، وسيحقق الشفافية المطلوبة في الإفصاح عن الأسعار، كما أنه سيسهم إلى حد كبير في الحد من الافتراش، وسيعمل على القضاء على مكاتب الحج الوهمية. وتابع "إلا أن تطبيق المسار قد يسهم في الحد من التنافسية والتطوير في القطاع"، موضحا أن حملات حجاج الـ VIP لا تشكل أكثر من 1 في المائة من إجمالي الأماكن المخصصة لحجاج الداخل، مقترحا أن يتم تقييم الوضع وإعادة النظر في المسار بعد انتهاء موسم الحج الحالي، لتحقيق التطور المطلوب في الخدمات.
مشاركة :