حضر رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي إطلاق تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) السنوي الثالث عشر في سلسلة «وضع البيئة العربية»، أبان تدشين أعمال مؤتمر دولي افتراضي استضافته جامعة الخليج العربي، بمشاركة خبراء وباحثون من بلدان عدة، حيث شارك أكثر من 150 أستاذاً وخبيراً من جامعات ومراكز أبحاث عربية وأجنبية في إعداد التقرير.و شاركت جامعة الخليج العربي في إعداد التقرير ضمن نخبة من الباحثين والعلماء العرب، حيث أعد الأستاذ الدكتور وليد زباري، أستاذ إدارة الموارد بمشاركة الدكتور محمد فلاح الرشيدي، مدير دائرة الكهرباء والماء في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي مساهمة بحثية حول «أثر جائحة كورونا على قطاع إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي في دول الخليج»، فيما أعدت الدكتورة رندة حمادة، نائبة عميد الدراسات العليا والبحوث السابقة في كلية الطب والعلوم الطبية مساهمة بحثية تناولت أثر تغيُّر المناخ على الصحة.وأشار التقرير المعني هذا العام بالبيئة والصحة في العالم العربي إلى أن معدل الوفيات المنسوبة إلى العوامل البيئية آخذٌ في الارتفاع، وهو يقدّر حالياً بنحو 23 في المئة من مجموع الوفيات في المنطقة العربية، حيث أشار الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية «أفد» نجيب صعب في تلخيصه للتقرير خلال جلسة الافتتاح إلى أن الصحة والبيئة تتكاملان، وفقاً لمعادلة تقوم على استحالة وجود مجتمع إنساني يتمتع بصحة سليمة إذا كانت البيئة الطبيعية ملوثة، في مقابل استحالة الوصول إلى بيئة سليمة في مجتمع تتدهور فيه صحة الإنسان.هذا، وسلِّط تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) عن الصحة والبيئة في البلدان العربية الضوء على المخاطر الصحية البيئية الرئيسية التي تواجهها المنطقة، مع التشديد على التوصيات والدروس التي يمكن تعلّمها من الأزمات البيئية والصحية، السابقة والحالية، بما في ذلك جائحة كورونا (كوفيد-19)، حيث تواجه المنطقة العربية مجموعة من العوامل الخطرة المؤثرة على الصحة، بينها ممارسات التنمية غير المستدامة، وحالات الطوارئ الإنسانية الناجمة عن النازحين واللاجئين، والتوسّع الحضري السريع، وتضاؤل الموارد الطبيعية، وتدهور الأراضي.وقد أدّت عوامل الخطر هذه بحسب التقرير إلى العديد من العواقب الملحوظة، كتلوث الهواء وإدارة مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة على نحو غير ملائم، وأخيراً وباء كورونا المستجد. يُعدّ تلوث الهواء من أكثر المشكلات البيئية شيوعاً في البلدان العربية، وتتزايد الوفيات الناتجة من سوء نوعية الهواء بشكل ملحوظ. إلى ذلك، كشفت جائحة كورونا المستمرة منذ نهاية 2019 ضعف أنظمة الرعاية الصحية في المنطقة العربية، والقدرة المحدودة في معظم البلدان على التعامل مع الأزمات الصحية الطارئة. كما أظهرت الجائحة أنه لا يمكن الحفاظ على صحة الناس فقط باستهداف المجموعات التي يمكنها تحمّل تكاليف خدمات الرعاية الصحية. فالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة هو وجوب توفير «الصحة للجميع»، لا للقادرين فحسب.وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 676 ألف مواطن عربي سوف يفقدون حياتهم قبل الأوان سنة 2020 نتيجة التعرض للمخاطر البيئية التقليدية. وسيرتفع هذا الرقم مع ظهور مزيد من عوامل الخطر البيئية وتأثيراتها، بما فيها الجوع وسوء التغذية. لذا تستدعي التحديات التي تواجهها المنطقة العربية تحولاً كبيراً في طريقة إدارة أولويات الصحة البيئية. لذا على الدول العربية أن تعمل بمزيد من الجدية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتعاون في ما بينها للاتفاق على سياسات بيئية قوية مشتركة، كما يجب تصميم استراتيجيات أكثر فاعلية للحدّ من تغيُّر المناخ والتكيُّف، تُركّز على الصحة إجمالاً، وبصورة عامة، تحسين تقويمات المخاطر الصحية وجمع البيانات لتزويد صانعي السياسات العرب الأدوات الصحيحة لمواجهة التحديات البيئية والصحية المحيطة.
مشاركة :