تصاعدت ظاهرة عرض بيع السيارات المستعملة على الطرقات وداخل محطات الوقود بالمدينة المنورة في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت تشغل مساحات كبيرة من المواقف وساحات الانتظار العامة والطرق وفوق الأرصفة، وتحولت تلك الشوارع لمعارض بيع سيارات، بما يشوه المنظر العام للأحياء، ويخل بالنظام والأمان. «المدينة» استطلعت آراء بعض المعنيين بتلك الظاهرة، للوقوف على أسبابها وسبل علاجها. فيقول سلمان عبده صاحب سيارات يعرضها للبيع في فناء إحدى محطات الوقود: أن تلك المحطات مكان مناسب لعرض السيارات للبيع نظرًا لإقبال الناس عليها على مدار الساعة، وبإمكان الراغبين في شراء السيارات أن يعاينوها ويفحصوها دون أن يسبب ذلك لصاحب السيارة إزعاجا، كما أن موقع المحطة مميز حيث يقع على الشارع الرئيس مما يدفع العديد من الناس إلى التوقف بها ومشاهدة السيارات الموجودة فيها بما يسهل عمليات البيع والشراء، فضلا عن قرب بعض المحطات من المنازل المجاورة بما يساهم في جذب الزبائن إلى السيارات المعروضة للبيع. والحقيقة أنا لم أسمع أن هذا التصرف ممنوع ولا أعلم أن لدينا نظام يمنع بيع السيارات في الشوارع. الهروب من المعارض وقال ياسر محمد صاحب إحدى السيارات الواقفة في محطة بطريق الجامعات: كثير من أصحاب السيارات المستعملة الراغبين في بيعها يقومون بوضعها داخل محطات الوقود على الشوارع العامة. وعن عدم ذهابه لمعرض بيع السيارات قال ياسر: أصحاب المعارض طماعين يريدون أن يتكسبوا على حسابنا وحساب الزبون، بالإضافة إلى أن أصحاب السيارات لا يريدون وسيطا بينهم وبين المشتري حيث يرغبون في تحديد سعر السيارات بمحض إرادتهم دون تقسيم الربح مع أصحاب المعارض. وقد عرضت سيارتي في أحد المعارض المتخصصة لبيع السيارات لمدة تزيد عن شهر ولم أتلق أي اتصال من أي زبون أو من صاحب المعرض يفيد أن هناك زبونا للسيارة، وعندما أوقفتها أمام المحطة أصبحت الاتصالات والعروض تتوالى علي كل يوم، وقمت ببيعها لأحد الشباب بعد أن ذهب بها للفحص وتأكد من سلامتها. أما أحد المستثمرين من أصحاب محطات الوقود -رفض ذكر اسمه- فيقول: هناك معارض مخصصة لبيع وشراء السيارات المستعملة ورغم ذلك تجد بعض الناس يوقفون سياراتهم بالأيام والأسابيع وربما بالأشهر في حرم المحطة، وهذا أثر علينا كثيرا لوقوف الزبائن أثناء مشاهدة السيارة وتفقدها ومنهم من يأتي ويسأل عمال المحطة عن مدى معرفة أصحاب هذه السيارات وهل السيارة بحالة جيدة أم لا ووجود السيارات المعروضة للبيع أمام المحطة سبب لنا صعوبة التنقل داخل المحطة فضلا على أنها تشكل عائقا أثناء دخول وخروج شاحنات الوقود، ناهيك عن وجود خطر على المحطة وعلى المحلات المجاورة لها بسبب ووجود تلك السيارات. المرور والبلدية فيما أكد رئيس طائفة معارض السيارات بالمدينة المنورة عبدالرحمن دخيل ربه المطرفي أن هناك إقبالا من المواطنين والمقيمين على معارض السيارات من اجل عرضها للبيع في المعارض أو في حراج العصر، لكن تبقى المشكلة الذي تؤرق أصحاب المعارض هي ضيق مساحة المعارض التي تدفع بأصحابها إلى رفض عرض إي سيارة والاكتفاء بالسيارات الموجودة لديها. ويقول إن أصحاب السيارات يفضلون الشوارع والأماكن العامة على المعارض لكي لا يشاركونهم في قيمة الدلالة، مشيرا إلى أنه يجب محاربة هذه الظاهرة بمنع وقوف مثل هذه السيارات للبيع في الطرقات ومحطات الوقود وذلك عن طريق المرور والبلدية. ومن جانبه يرى الدكتور محمد محمود رئيس المجلس البلدي بالمدينة المنورة أن ظاهرة بيع السيارات في محطات الوقود وعلى الشوارع الرئيسة ظاهرة انتشرت بشكل ملاحظ، حيث يستغل أصحاب هذه السيارات الساحات الخالية في محطات الوقود لعرض مركباتهم للبيع على المارة وعلى من يدخل لهذه المحطة لتعبئة الوقود دون تنظيم ولا نظام يحمي المركبة أو يحمي محطة الوقود لو اشتعلت النيران في هذه السيارات، مشيرا إلى أن الحل لهذه الظاهرة يكون بتكاتف الجهود وعلى كل جهة معنية تقوم بدورها وخاصة أمانة المدينة المنورة التي يجب أن تفعل بحقهم لائحة الباعة الجائلين، ومن حق المواطن أن يبيع سيارته كبائع متجول ولكن تحت تنظيم معين. لجنة لسحب السيارات من جهة أخرى أوضح العقيد عمر النزاوي مدير شعبة السلامة المرورية بمرور المدينة المنورة أن ظاهرة انتشار وقوف السيارات في فناء محطات الوقود وعلى الطرقات بقصد البيع هي ظاهرة غير صحية وغير حضارية، مشيرا إلى أن هناك أماكن مخصصة لبيع السيارات وهي معارض وحراج السيارات بالعزيزية، مؤكدا أن هناك لجنة ثنائية مشكلة من الأمانة والمرور لسحب أي سيارة يوقفها صاحبها وكتب عليها للبيع على الطرق العامة، وقال إن هناك رقما خاصا للبلاغات وهو 993 لمن يريد الإبلاغ عن هذه الظاهرة. وعن العقوبات النظامية لمثل هذا التصرف أوضح العقيد النزاوي: نقوم بسحب السيارة وحجزها ومن ثم يستدعى صاحب المركبة ويؤخذ عليه تعهد بعدم تكرار ذلك. المزيد من الصور :
مشاركة :