أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية العمل على تعظيم آليات التعاون مع اليونان على مختلف الأصعدة، في ضوء اتساق المصالح والمواقف المشتركة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، مشددًا على أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار، والذي من شأنه أن يفتح آفاق التعاون والاستثمار بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز.جاء ذلك خلال المباحثات التي عقدها الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، على مستوى القمة مع رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، وذلك في إطار زيارته الرسمية للعاصمة اليونانية أثينا.وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن رئيس الوزراء اليوناني استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس السيسي في اليونان صديقًا عزيزًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، مشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر واليونان، مؤكدًا حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في منطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية.من جانبه؛ أعرب الرئيس السيسي عن التقدير لرئيس الوزراء اليوناني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بخصوصية العلاقات التاريخية بين مصر واليونان ومدى تميزها، كما أعرب عن اهتمام مصر بتطويرها في كافة المجالات وتكثيف التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين مع استكشاف أوجه التعاون بينهما، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، خاصةً على الصعيد السياسي والعسكري ومجالات الطاقة، فضلًا عن الارتقاء بالتعاون القائم في إطار الآلية الثلاثية مع قبرص، والتي تعد أداة فاعلة للتنسيق والتعاون في تحقيق التنمية الاقتصادية.وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد السيد "ميتسوتاكيس" في هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة في مصر، والتي كان مؤداها التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري، والثبات والتماسك في ظل انتشار جائحة كورونا، مؤكدًا اهتمام بلاده بتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية اليونانية بمشاركة الشركات اليونانية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً تلك المتعلقة بشرق المتوسط وكيفية التعاون والتكاتف لمواجهاتها، وكذلك مستجدات الأوضاع الليبية، حيث استعرض الرئيس السيسي رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها التي تهدف بالأساس إلى استعادة دور مؤسسات الدولة وملء فراغ السلطة بشكل مؤسسي، والتي أدي غيابها إلى منح المساحة لتواجد الميليشيات المسلحة وزيادة نشاطها، الأمر الذي بات يهدد بتحول ليبيا إلى بؤرة توتر بالمنطقة امتدادًا إلى أوروبا.وأكد الرئيس السيسي أهمية التزام المجتمع الدولي بدعم التسوية السياسية للأزمة الليبية بناءً على المحددات الواردة بنتائج مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، حيث تم التوافق بين الجانبين بشأن ضرورة تكثيف التنسيق المشترك، مع تأكيد الحرص الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق. كما تمت خلال المباحثات أيضًا مناقشة مستجدات مكافحة خطاب التعصب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس السيسي ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، من اجل ترسيخ قيم الاحترام المتبادل وعدم الإساءة للرموز الدينية المقدسة، وهو الطرح الذي توافق معه السيد "ميتسوتاكيس"، حيث أشاد في هذا الإطار بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر لتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الحضارات واحترام الأديان.
مشاركة :