تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الشيخ خليفة التخصصي برأس الخيمة من إنقاذ حياة مريض في السبعين من العمر، بعد إجراء عملية جراحية نادرة له، وذلك إثر تعرضه لتسلخ في الشريان الأبهر الصدري النازل، وعليه تم إجراء تقنية القسطرة له، وقد استغرقت أكثر من ساعتين، تكللت بالنجاح واستقرار حالته الصحية. وقال الدكتور جي مين شانج، استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية، رئيس المركز المتميز للقلب والأوعية الدموية: «تعد هذه العملية من العمليات النادرة التي يتم إجراؤها على مستوى الشرق الأوسط، وربما العالم، وذلك بسبب طول التسلخ الذي تعرض له المريض في الشريان الأبهر، والذي كان يقدر طوله بـ20 سنتيمتراً، مما شكل خطورة تامة على حياة المريض، خاصة أن 70% من هذه الحالات تتعرض للموت إذا ما امتد التمزق إلى الشريان الأبهر الصاعد، وتسبب هذه الحالة نزيفاً داخل جدار الشريان الأبهري». وأوضح الدكتور جي مين شانج أن المريض تم نقله من أحد المستشفيات داخل الدولة بتشخيص مبدئي لتمزق قوس الأبهر، وبعد إجراء الفحوص اللازمة تبين أنه يعاني تسلخاً وتوسعاً شديدين في الشريان الأبهري، ولحسن الحظ أنه لم يحدث تمزق في كامل جدار الشريان، وعليه تم احتواء التسلخ في التجويف الصدري عن طريق القسطرة، والذي قدر طوله بـ20 سنتيمتراً وبقطر 10 سنتيمترات، علماً بأن الحجم الطبيعي للشريان الأبهر يبلغ تقريباً 3 سنتيمترات، مما كان يشكل خطراً حقيقياً على حياته. وبعد دراسة حالة المريض قرر مع الفريق الطبي المتخصص إجراء جراحة داخل الأوعية الدموية والتي يطلق عليها إصلاح الشريان الأبهر الصدري عن طريق القسطرة (TEVAR)، حيث يتم إدخال أنبوب أو قسطرة في الشريان الفخذي، ومن ثم يتم توجيه سلك باتجاه الشريان الأبهري الصدري، وصولاً إلى منطقة التمدد الوعائي، حيث يتم تركيب دعامة داخل الشريان، وتعمل هذه الدعامة على إغلاق التسلخ أو التمزق الوعائي، ونتيجة لذلك تعمل الدعامات على تقوية جدار الأبهر المنسلخ لضمان استمرارية تدفق الدم ومنع المزيد من النزيف، وقد كانت النتيجة النهائية ناجحة للغاية على الرغم من صعوبة ودقة العلاج. وأشار الدكتور جي مين شانج إلى الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها المركز المتميز لطب وجراحة القلب والأوعية الدموية بمستشفى خليفة التخصصي برأس الخيمة، والذي يحتوي على 10 غرف عمليات كبرى مصممة على أعلى المستويات، والمزود بأحدث الأجهزة العالمية والمواد اللازمة لإجراء عمليات القسطرة، إضافة إلى توافر طاقم طبي على مستوى عالٍ من القدرة والمهنية مزود بجرعات معرفية وتدريبية مكثفة لتقديم أفضل الممارسات والعلاجات لجميع المرضى الذين يعانون أمراض القلب من خلال عمليات القسطرة والتدخلات الجراحية لإنقاذ حياتهم. وبدوره، توجه المريض (ح.ح) بالشكر والتقدير الكبير إلى إدارة المستشفى وجميع العاملين من الطاقم الطبي، وقال: «منذ اللحظة الأولى لدخولي إلى مستشفى الشيخ خليفة التخصصي برأس الخيمة، وجدت الرعاية والاهتمام، وبعد إجراء الجراحة لمست العناية اليومية الدقيقة من الطاقم الطبي في المستشفى، مما كان له الأثر البالغ في تحسن حالتي الصحية والنفسية».
مشاركة :